الدراسة بالمراسلة البعض يعتبرها مضيعة للوقت

أستاذة جامعية: أنصح باعتبارها ثقافة دون النظر للشهادات * دارسون: مفيدة ولا تحتاج إلى تفرغ وتتيح المزيد من فرص العمل

TT

لم يعد النمط التقليدي للتعليم الذي يفترض وجود الدارسين داخل قاعات الدراسة في وقت واحد هو النمط الوحيد كما كان حتى وقت قريب، إذ استحدثت سبل جديدة لاستقاء المعرفة دون ذاك الافتراض القديم، فظهر التعليم عن بعد والتعليم بالمراسلة والتعليم بالوسائط الالكترونية كخيارات فرضها الواقع.

التعليم عن طريق المراسلة ليس وليد الحداثة بل ظهر مع اشراقة العقد الثاني في العصر الماضي.

العديد من طالبي العلم اتجهوا نحو هذا النمط رغم ارتفاع مصروفاته وعدم اعتراف بعض الجهات به، فما هو الدافع الذي يجبر البعض للدراسة بالمراسلة؟ وهل تعترف كل الجهات المعنية بشهادات طلابها؟

يقول متعب الصالح الذي يحمل شهادة من الدراسة عبر المراسلة: من مزايا هذا النوع من الدراسة أنه لا يحتاج لتفرغ كامل، وهو مفيد للشباب الطموح، وشهاداته يعترف بها 130 دولة حول العالم.

لقد تخرجت من كلية التربية والتحقت بقسم الدراسة بالمراسلة للحصول على دبلوم في الصحافة والإعلام وهذه الدراسة تتيح الفرصة لمن لم يستكمل دراسته لأن يدرس من جديد.

ويشرح غنيم بهنسي طريقة الالتحاق بالدراسة بالمراسلة بقوله: يقوم الطالب بتدوين نموذج خاص بالدراسة ويسدد الرسوم ثم ترسل إليه المؤسسة الكتب والوسائل التعليمية الخاصة بالدورة التي يرغب في دراستها. ويستدرك: لكن هذه الدراسة مكلفة إلى حد كبير، لقد حصلت على شهادة فني تجاري من معهد تابع لوزارة التعليم ثم درست بالمراسلة في تخصص إدارة أعمال كومبيوتر لمدة ثلاث سنوات وحصلت على شهادة جامعية بمجموع 70% وذلك من خلال امتحانات المؤسسة التعليمية الأمريكية التي تتبع نظام الكتاب المفتوح.

أما عن المشكلة التي تواجه الدراسين بالمراسلة يقول نصري عبد النور: المشكلة هي عدم اعتماد هذه الشهادات من بعض الجهات داخل السعودية برغم اعتمادها في أميركا وأوروبا وبعض دول الخليج.

أثناء وجودها خارج السعودية تقدمت وداد راغب لأكاديمية الفنون الملكية بلندن للحصول على دبلوم الفنون، وتصف هذ النوع من الدراسة بالمفيد، تقول: كانت دراسة مفيدة جدا لي، خاصة أنني أعمل في مجال الديكور. وتتابع راغب: هذا النظام التعليمي يسمح لي بالعمل والدراسة في وقت واحد وتوجد بعض التخصصات المناسبة للسيدات مثل تنسيق الزهور والحياكة والتصميم واللياقة البدنية والتغذية كما ان الدارس يمكنه أيضا أن يسدد مصاريف الدراسة بالتقسيط.

لورانس مات مدير عام مشروع للدراسة بالمراسلة بأحد المعاهد الخاصة بجدة يبين مزايا الدراسة بالمراسلة بقوله: هذه الدراسة تعتبر فرصة لمن لم يتمكن من إكمال تعليمه الجامعي أو لمن يرغب في دراسة تخصص جديد غير موجود فيمكن من خلال الدراسة حصول الطالب على الثانوية الأمريكية بالمراسلة ثم يجد الطالب أمامه تخصصات عديدة منها العلاقات العامة والصحافة ولإعلام، إدارة الأعمال الصغيرة وهندسة التصنيع وفن التصوير وغيرها.

والرسوم الدراسية تختلف باختلاف التخصص ويمكن للطالب أن يسدد المصروفات بنظام التقسيط بدون فوائد، والطالب الذي يرغب في الدراسة بالمراسلة يتوجه إلى مكتب قبول الطلاب ويقدم طلبا ويحدد فيه التخصص المطلوب ثم يتسلم كتب الدراسة والوسائل التعليمية المساعدة كديسكات وشرائط الفيديو وغيرها.

ويواصل مات حديثه قائلا: أما الامتحان فيتم إرساله إلى الطالب ويكون على النظام الأميركي حيث يختار الإجابة الصحيحة من بين عدد من الإجابات وهو امتحان يقيس مدى استيعاب الطالب لهذه المواد ولا بد من حصوله على نسبة 75% على الأقل ليحصل على الشهادة النهائية.

في الجانب الآخر تعلق الدكتورة عواطف ابراهيم رئيسة قسم الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز على هذا النمط قائلة: هذه النوعية من الدراسة لا تنتهي بامتحان حقيقي ولا تكون تحت إشراف خبراء التعليم وتعتبر نوعا من إضاعة الوقت، وامتحاناتها يطلق عليها امتحان (الكتاب المفتوح)، وشهاداتها غير معترف بها في بعض الدول وليست هناك خطة لمعادلتها لان الدولة مسؤولة عن الشهادات التي تمنحها بإشراف من وزارة التعليم العالي فقط، لذلك لا أنصح الطلاب بالاشتراك في هذه الدراسات التي تعتبر عملية تجارية أكثر منها تعليمية.

ويعتبر نظام الدراسة الأميركية بالمراسلة هو نظام غير محكم ولا تشرف عليه هيئات سيادية مما يؤدي إلى حدوث نوع من الاضطراب لدى الدارسين به والأفضل أن نخلق صيغا مشتركة وبرامج تعليمية كالتي تدرس في الجامعات ويتم تدريسها في نفس الوقت من خلال التعليم عن بعد.

ونصحت الدكتورة إبراهيم الطلاب الذين يدرسون بعض التخصصات بالمراسلة أن يعتبروا ذلك وسيلة للمعرفة والثقافة وألا يهتموا بالحصول على شهادات علمية موثقة من الخارج وغير معترف بها في الداخل.