فلالي: نحتل المركز الأول في البحوث على مستوى الجامعات السعودية

جامعة الملك عبد العزيز تسوق 9 كراسي علمية على الداعمين

TT

كشف الدكتور عصام الفلالي عميد معهد البحوث والاستشارات بجامعة الملك عبد العزيز عن اعداد الجامعة ما نسبته 30 بالمائة من جملة البحوث التي اجرتها الجامعات السعودية.

وقال في حوراه مع «الشرق الأوسط» ان الدولة اولت الانفاق على البحوث والدراسات التطبيقية اهتماما خاصا، مبينا استقطاع الجامعة لمبلغ 500 مليون ريال من ميزانيتها لتمويل ودعم العشرات من البحوث والدراسات التطبيقية التي يقوم أعضاء هيئة التدريس بتنفيذها، باعتبار المعلومات سلعة استراتيجية يتحكم فيها من يملكها، كما ان مكانة الدول أصبحت تقاس بمستوى تعاطيها مع المعلومات.

ودعا الفلالي رجال الاعمال الى تمويل الكراسي العلمية التسعة والتي افردتها الجامعة للارتقاء بمجال البحوث وإنماء الرصيد المعرفي بشكل عام، معلنا عن تبني مؤسسة حسن طاهر الخيرية تمويل الكرسي العلمي الخاص بابحاث تخلخل العظام بمبلغ 2.5 مليون ريال على مدى اربع سنوات. وتدعم شركة سابك الكرسي الخاص بأبحاث الحفازات الكيميائية بمبلغ مليون ريال سنويا.

> مع هذا الكم الهائل من البحوث، كيف يتم تنسيق العمل بين الجامعة والباحثين، وهل هناك خطة استراتيجية تسير عليها الجامعة؟

ـ قامت الجامعة بوضع خطة استراتيجية طويلة الأجل تنظم جانب البحث العلمي حتى عام 1435هـ. وقد حددت الجامعة أهدافا رئيسية لخطتها الاستراتيجية للبحث العلمي والتي ستكرس الجامعة كافة طاقاتها البشرية والمادية لتحقيقها بحلول عام 1435هـ وتتمثل في محافظة جامعة الملك عبد العزيز على المركز الأول في مجال البحث العلمي على مستوى المملكة. وأن تصبح جامعة الملك عبد العزيز من ضمن الجامعات الثلاث الأول على مستوى العالم العربي في مجال البحث العلمي.

كما نهدف الى أن تصبح جامعة الملك عبد العزيز من ضمن الجامعات الثمانية الأول على مستوى العالم الإسلامي في مجال البحث العلمي.

ونعمل على أن يكون للبحوث العلمية التي تقدمها جامعة الملك عبد العزيز مكانة مرموقة على المستوى العالمي. وبعد تحديد الأهداف الاستراتيجية ـ السابق ذكرها ـ قامت الجامعة باقتراح مجموعة من السياسات التي تعمل من خلالها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية. ومن أبرز تلك السياسات التي تبنتها الجامعة ترشيح سبعة مجالات بحثية تتميز بها الجامعة وتسخير الطاقات البشرية والمادية للأبحاث الخاصة بها. ومجالات التميز هي: الحج، العمرة، المياه، البيئة، مكافحة التلوث، أبحاث الاقتصاد الإسلامي، النقل والمرور، تقنيات استكشاف الموارد الطبيعية، الأمراض الوراثية والأمراض المعدية ذات العلاقة بالمناطق الحارة.

ومن السياسات ايضا تحديد مجالات تركيز معينة لجميع كليات الجامعة بهدف زيادة مجالات التميز في المستقبل، على سبيل المثال: حثت الجامعة كلية الطب على التركيز على الأبحاث الخاصة بعدد من المجالات مثل أمراض الصدر، أمراض هشاشة العظام، الأمراض الجلدية والتناسلية، أمراض الغدد والسكري، الطب الإسلامي والأعشاب.

ومنها تشكيل مجموعات بحثية متفرغة في كل مجال من مجالات التميز. ومن أبرز مهام تلك المجموعات إجراء البحوث العلمية في مجال التميز، والإشراف على برامج الدراسات العليا، وتدريب أعضاء هيئة التدريس السعوديين في مجال التميز.

> هل يمكن ان تجمل الجهات التي تشارك الجامعة في مجالات الابحاث؟

ـ أود الإشارة إلى أن جامعة الملك عبد العزيز تعتبر الشريك الاستراتيجي لعدد كبير من الجهات الحكومية والأهلية وذلك لما تمتلكه من كوادر بشرية على أعلى درجة من التأهيل بالإضافة إلى إمكاناتها المادية من معامل وتجهيزات تسهل مهام الباحثين. فمعظم تلك الجهات تلجأ لجامعتنا لإجراء بحوث ودراسات تطبيقية تستفيد منها تلك الجهات في مجال عملها.

وتقوم الجامعة في كثير من الأحيان بتقديم الدعم المادي الكامل لمثل هذه الدراسات أو المشاركة بجزء من تكاليف تلك الدراسات مع الجهات المستفيدة من تلك الدراسات وفي بعض الأحيان تحصل الجامعة على أجور رمزية من الجهات المستفيدة من تلك الأبحاث وذلك من منطلق حرص الجامعة على المساهمة في حل المشاكل التي يعاني منها المجتمع بجميع قطاعاته وتنمية وتطوير وطننا الغالي.

> هل يمكن توضيح أبرز أهداف هذه الكراسي العلمية؟ وما هي ابرزها؟

ـ حدد النظام الخاص بالكراسي العلمية التي تتبناها الجامعة مجموعة من الأهداف التي تسعى الجامعة إلى تحقيقها عن طريق تأسيس الكراسي العلمية في الجامعة، ومن أبرز هذه الأهداف استقطاب الكفاءات العلمية المتخصصة والمتميزة لدعم وتنشيط البرامج الأكاديمية والبحثية في الجامعة، ثم الاستفادة من الخبرات العلمية في تطوير الرصيد المعرفي والبحثي للجامعة والمجتمع، وتطوير برامج الدراسات العليا بالجامعة، الى جانب دعم التخصصات العلمية المختلفة بما تحتاجه من كفاءات وأجهزة علمية ومختبرات.

أعد معهد البحوث والاستشارات وبمشاركة جهات أخرى في الجامعة عدد تسعة كراسي علمية هي الكرسي العلمي لأبحاث تخلخل العظام، وللحفازات الكيميائية، كرسي للضربات الحرارية، وآخر لأبحاث البيئة ومكافحة التلوث، والمياه، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والكرسي العلمي للدراسات القرآنية، والكرسي العلمي لسلامة الطيران، وكرسي تنمية الموارد البشرية.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه قد تم فعلا الآن تمويل الكرسي العلمي الخاص بأبحاث تخلخل العظام الذي تدعمه مؤسسة حسن طاهر الخيرية بمبلغ مليونين وخمسمائة ألف ريال على مدى أربع سنوات، في حين تقوم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بتقديم مليون ريال سنويا لدعم الكرسي العلمي الخاص بأبحاث الحفازات الكيميائية.

ومن ناحية أخرى يسعى معهد البحوث والاستشارات إلى تسويق بقية الكراسي العلمية الأخرى ويجري البحث الآن عن ممولين لهذه الكراسي العلمية للارتقاء بمجال البحوث في الجامعة وإنماء الرصيد المعرفي بشكل عام.

> كيف تسير خطط التوطين في معهد البحوث والاستشارات؟

ـ تعلمون أن معهد البحوث والاستشارات هو الجهة العلمية المشرفة على تدعيم البحوث من داخل وخارج الجامعة بالإضافة إلى تقديم الخدمات الاستشارية لكافة قطاعات المجتمع، وعليه فإن المعهد يضم في جنباته خبرات علمية متخصصة بالإضافة إلى المسؤولين عن تقديم الخدمات المساندة والفنيين والمهنيين العاملين على بند البحث العلمي وبند الاستشارات.

ولقد زاد عدد السعوديين في العالم الحالي حتى وصل إلى ما نسبته 75% من إجمالي عدد الموظفين، ويسعى المعهد جاهداً لزيادة هذه النسبة.

> هل هناك أية صعوبات تواجه مسيرة العمل في المعهد؟

ـ أمام المعهد تحد كبير من حيث تفعيل النشاطات البحثية في الجامعة، وتكمن الصعوبة في تفعيل وتعزيز التعاون مع القطاعين الحكومي والخاص لتنفيذ البحوث المشتركة والتي يطلبها المجتمع بإلحاح.