السلطتان الفرنسية.. والروسية.. والكاتشب والمايونيز تسحب البساط من الشطة الحارة في ساندويتشات الطعمية العصرية

TT

الطعمية أو كما يكتبونه على سبيل المزاح والمداعبة (طع 100) من أشهر المأكولات الشعبية الشامية والمصرية، وشهرتها ونجوميتها سطعت بملازمتها للكثير من الأفلام العربية المصرية والمسلسلات بتناول أبطالها ساندويتشات الطعمية.

وقد أبدعت الفنانة شادية بدور سيدة بالفيلم المصري المأخوذ من رواية «نحن لا نزرع الشوك» للأديب المصري إحسان عبد القدوس، وكذلك آثار الحكيم في المسلسل ذاته، وهي تقف أمام عربة بائع الطعمية وتشتهيها غير قادرة على تناولها لفقرها بالرغم من رخص ثمن الطعمية، وكانت تكتفي بشم رائحة الطعمية الساخنة وهي موضوعة على الخبز الأبيض، وعينيها تتسعان ثم تذبلان ولعابها يسيل وتحاول ازدراءه ببلعه، وتعيد هذا المشهد مرارا وتكرارا كل صباح وهي صامتة أمام ملكوت الطعمية والأيدي من حولها تمتد للبائع. كل يريد أن يسكت عصافير بطنه كي لا تتحول إلى صقور تنهشها.

وغيرهم من أبطال السينما فيجلس البطل مع البطلة على شاطئ النيل ويشتري ساندويتشات الطعمية والكولا، تارة يقضمان قضمة وتارة يتحدثان بلغة العيون، فالطعمية استمعت كثيرا لشعر وكلام العشاق، وهي مع ذلك لم تعترف بالحدود الجغرافية بين الأوطان، فقد تباينت بين مصر والشام الى بقية الدول العربية ودول الخليج ووصلت الى الدول الأوروبية والأميركية حتى بلاد شرق آسيا التي وصلتها حمى الطعمية لمائدة فطورهم.

ولم تعترف بالأديان أيضا. هذا ما يراه الشاب راكان خياط الذي أكدت له زيارته الأخيرة إلى أمستردام عاصمة هولندا هذه النظرية إذ يقول «ألذ طعمية تذوقتها كانت من يد يهودي أجنبي يملك مطعما شهيرا بهولندا، ويجيد صناعة الطعمية بالحمص منافسا المطاعم الشامية والمصرية في طبخها والأدهى من هذا أن العرب والمسلمين يشترون منه يوميا في كل صباح» ويضيف ساردا ذكريات حميمة في المطعم المصاحبة لسماع أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ «والجميل بأنه أول مطعم يعتمد نظام الأوبن بوفيه».

وبالرغم من شيوع تناول ساندويتشات الطعمية بوضع الخيار والخس والطماطم قديما ثم أضيفت أصابع البطاطا المقلية إليها وبعدها عرفت الشطة إلا أن طقوسها تختلف من شخص لآخر فكما يقول المثل «كل على كيفك والبس على كيف الناس» فهناك من يفضل تناولها بالكاتشب والمايونيز خاصة أولئك الذين تربوا على احمرار الكاتشب واستبدلوه بالطماطم، بينما آخرون كمليكة مرزا تفضل تناولها بوضع اللبن الزبادي على الطعمية وتضحك قائلة «مستحيل أتناولها دون الزبادي» وتضيف «ثم كل يأكل على هواه».

أما رنا بامهران فتفضل تناولها بإضافة صوص الحمر لتضيف شيئا من الحموضة التي تستلذها وتقول «ربما يعتبر غريبا لمن يشاهدني لأول مرة أفعل ذلك لكن عندما يجربون سيدمنون طعمها مثلي» على عكسها أم عبد العزيز من السودان التي تعد الطعمية بنفسها كل يوم على الإفطار برمضان وتقدمه مع سلطة باللبن والمايونيز وقطع الخيار والجزر الصغيرة جدا وتخلطه معا وتقدمه كسلطة أو صوص مع طبق الطعمية وتقول «ليست فقط تلك السلطة التي أعدها مع الطعمية بل السلطة الروسية والفرنسية».