تضخم السلوك الاستهلاكي في رمضان يخالف تعاليم مدرسة الصيام ويرهق ميزانية الأسرة

TT

ظاهرة التسوق التي ترافق مراسيم دخول شهر رمضان المبارك، ليست ظاهرة عادية، بل هي ظاهرة لها دلالاتها النفسية التراكمية عند الكثير من الناس، خاصة الذين حولوا شهر رمضان موسماً للتلذذ بأشهى المأكولات والمشروبات وتناول مختلف الأطعمة بشراهة مفرطة.

فظاهرة الإسراف في الشراء والإقبال على الأسواق لشراء المواد الغذائية بكميات تزيد على حاجة استهلاك الأسرة، أمر يستحق وقفة لقراءة أبعاد هذه الظاهرة وانعكاساتها الاقتصادية.. ولعل مساهمة الدعاية الإعلانية أدى إلى إرهاق ميزانية الأسرة، وهذا مخالف لتعاليم مدرسة الصيام التي تدعو إلى الاعتدال في الطعام والشراب.

حول هذه الظاهرة الاستهلاكية تقول المعلمة فاطمة عسيري، بأن الكثير من المجتمعات تحولت إلى مجتمعات استهلاكية، مشيرة الى ان ثقافة الاستهلاك أصبحت في السنوات الأخيرة مهيمنة على الكثير من الناس، وعزت ذلك الى عدم تجذر الثقافة الدينية، حيث غدا الكثيرون يلهثون وراء المادة التي طغت على كل شيء في حياتهم، فأعمتهم وتخلوا عن قيمهم.

وأكدت منيرة عسيري، بأنها قد قرأت أخيراً دراسة تفيد بأن المستهلك السعودي ينفق من 40 ـ %60 من دخل الأسرة سنويا على الغذاء، و15 ـ %20 على الكساء، وطالبت ضرورة كبح الانفعال العاطفي والتخلص من السلوك الاستهلاكي السلبي السيئ، وطالبت وسائل الإعلام مناقشة الأنماط الاستهلاكية والتسوق حسب القواعد العلمية والأصول الاعتيادية التي تكفي حاجة الأسرة.

وتتهم جميلة الشهري الإعلانات التجارية التي تسهم إلى حد كبير في جذب الناس لشراء مختلف أنواع السلع حتى جعلت الناس يعتقدون أن شهر رمضان موسم للأكل والشرب وليس للعبادة، وتساءلت: أحب أن أعرف أين تذهب كل هذه المواد الغذائية، هل تستهلك كلها أم أن أكثرها يرمى في الزبالة بعد أن تنتهي صلاحيته؟.

ويقول الدكتور النفسي احمد البحيري، بأن هناك عوامل عديدة ساعدت على تبلور السلوك الاستهلاكي من أهمها نمو السلوك الاستهلاكي في هذا العصر الذي أصبح الناس يستمتعون ويتلذذون بالشراء والاستهلاك لمجرد الاستهلاك وليس للحاجة إليها واتهم البحيري النساء، فهن يتصدرن قائمة المشتريات، حتى ان بعضهن يتفاخرن بذلك ويضيف بأن العروض التجارية المغرية والدعاية الإعلانية كل ذلك كان سبباً في سلوكنا الاستهلاكي، وقال: للأسف ان الكثير من الناس لا يفهمون الغاية من الصيام وحكمته ولا يدركون أن هذا الشهر شهر طاعة وتعبّد وزهد وقيام وليس شهر ترف ورفاهية وحشو للبطون! بل هو شهر الرحمة والبر والإحسان وشهر قراءة القرآن.