علماء دين ينتقدون عدم خروج السعوديات لحضور صلاة العيد

في ظل وجوب حضور النساء المشهد

TT

انتقد علماء دين عدم خروج النساء في معظم المدن السعودية لحضور مشهد وصلاة العيد وتعطيل هذه السنة النبوية الشريفة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، معتبرين أن خروج المرأة لصلاة العيد مع تقيدها بالواجبات الاسلامية من حيث عدم التطيب والتبرج هو مدعاة لترسيخ مفاهيم اسلامية عظيمة في نفوس الاجيال الناشئة حول قيمة المرأة وضرورة مشاركتها الرجل في كل جوانب الحياة التي تكفل بناء المجتمع بشكله السليم والمتوازن.

وقال الشيخ عبد الله بن بيه، الداعية المعروف والأستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وعضو المجمع الفقي الاسلامي، أن باب سد الذرائع يكون بالزام المرأة بالتقيد بالآداب الاسلامية وعدم تجاوز المنصوص عليه في الأثر النبوي لخروج المرأة لصلاة العيد، لكنه ليس مبررا لتقاعس النساء عن الخروج أو عدم تمكينهن منه، مشيرا إلى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي النساء في صلاة العيد ومعه بلال بن رباح فيعظهن. وأبان الشيخ بن بيه أن العمل بقاعدة لا افراط ولا تفريط ووسطية الحق في كل شيء هي الخط الذي من خلاله يمكن للمرأة المشاركة في هذه الشعائر الدينية بعيدا عن نزوات العصر او المباهاة في اللبس او التجمل أو لفت الأنظار.

مشيرا الى أن هذه السنة النبوية ليست معطلة في معظم بلاد المسلمين وهي تعكس صورة مشرقة عن المسلمين في الاحتفال بمناسباتهم الدينية في شتى بقاع العالم .وفيما تغيب السعوديات عن حضور مشهد العيد في معظم المناطق والمدن السعودية، تحضر النساء في المنطقة الغربية، خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة صلاة العيد، رغم أن تحديد الصلاة في مساجد معينة في هذه المدن لا يكاد يفي بالغرض نتيجة التوافد الكبير من العائلات السعودية في حضور المشهد اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بخروج النساء لحضور صلاة العيد.

ويعتبر حضور مشهد العيد في المنطقة الغربية، سلوكا اجتماعيا يحرص عليه الحجازيون إضافة للقيمة الدينية في الأمر، حيث ترى السيدات الحجازيات في حضور المناسبة شكلا من أشكال التكافل الاجتماعي وتجسيدا لقيمة الفرح وتعبيرا عن المساواة بين طبقات المجتمع في الاسلام من حيث الواجبات والحقوق.الدكتورة زينب الغامدي مسؤولة الجودة في وزارة الصحة بمنطقة مكة المكرمة تقول أنها وأخواتها تعودن على حضور مشهد العيد منذ أن كانوا صغارا «صوت والدتي وهي توقظنا لصلاة العيد لا يزال في ذاكرتي، والصلاة في ساحات الحرم المكي هي الصورة الأقرب لقلبي». فيما تعتقد أم عبد الرحمن معلمة سعودية، أن حضور مشهد العيد من قبل السيدات بدأ يتضاءل حتى في المنطقة الغربية وهو ما تعزوه إلى أسباب عديدة أهمها «اختلاف ايقاع الحياة لدى الاجيال الجديدة من الفتيات، وعدم وجود أماكن كافية لخروج النساء والمشاركة في الصلاة، ورفض بعض الآباء خروج زوجاتهم وبناتهم معهم للصلاة». وبدوره قال محمد الرصيص وهو موظف حكومي، إنه استغرب حضور العائلات بشكل جماعي لصلاة العيد في مدينة جدة، لأنه لم يتعود على هذا المشهد في مدينته الأصلية، مضيفا أنه تفاجأ عندما علم لأول مرة منذ عامين بأن خروج النساء لصلاة العيد من الامور الاسلامية التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم.

وتمنى الرصيص لو أن خطباء المساجد خصصوا خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان لحث الناس في جميع مناطق ومدن السعودية على دعوة نسائهم وبناتهم لحضور مشهد العيد والاقتداء بسنة النبي الكريم، مشيرا لما في ذلك من صورة حقيقية تعكس قيمة الاسلام في تعامله مع الافراد دون تمييز وبما يحقق التكامل الاجتماعي في أبهى صوره.

من جهة أخرى أجاب الدكتور توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف لـ«الشرق الأوسط» عن سؤال حول تحديد مساجد معينة لصلاة العيد في المنطقة الغربية بالقول إن فروع الوزارة في المناطق هي المعنية بتحديد المساجد المخصصة لصلاة العيد بناء على الشروط الواجب توافرها في تلك الأماكن، مشيرا الى عدم وجود استثناءات لمناطق دون غيرها في اتباع تلك الشروط.