سباق ماراثوني لإخراج زكاة العيد.. ورقابة على محصلي الزكاة

TT

يدخل السعوديون في هذا الوقت من كل عام سباقا ماراثونيا، مع شمس أول أيام عيد الفطر المبارك، والتي تعتبر صفارة النهاية لانتهاء السباق الخاص بإخراج زكاة الفطر، حيث اعتاد المسلمون في كافة أنحاء المعمورة، على تنظيم مثل هذا السباق، في مثل هذا الوقت من كل عام. ووسط رقابة مكثفة من مختلف الجهات بدأت الجمعيات باستلام وتوزيع هذه الزكوات وهو ما يشير اليه مسؤول في الشؤون الاجتماعية بان رقابة مفروضة على الجهات التي تقوم باستلام وتوزيع زكاة الفطر مشيرة الى ان جمعيات محددة هي المصرح لها بذلك وتعمل عليها. وتشهد السعودية ازدهارا متزايدا في تجارة الأرز، وهو المنتج الذي يفضل أبناء هذه البلاد، إخراجه كزكاة للفطر، على الرغم من أن الشارع الحكيم، قد حدد الزكاة بصاع من قمح أو بر أو شعير، والذي يساوي قرابة الـ3 كجم. وتطورت على مدى نصف قرن مضى أساليب إخراج زكاة الفطر، حيث يتذكر كبار السن، الصعوبات التي كانت تواجههم في عملية إخراج الزكاة، خصوصا مع شغف العيش في فترة من الفترات، ووصولا إلى مرحلة الطفرة، والتي اغتنت فيها كافة طبقات المجتمع السعودي، حيث رافقت تلك الفترة العديد من الأساليب الحديثة في إخراج الزكاة، والتي تمثلت بتولي جمعيات النفع العام، عملية إخراج الزكاوات، وغيرها من الأساليب المبتكرة الحديثة. وقد دأبت جمعيات النفع العام، على إيقاف سيارات النقل الخاص بها، في الأماكن العامة والمعروفة لدى العامة، في آخر يومين من أيام شهر رمضان، لاستقبال زكاة الفطر من المواطنين والمقيمين، حيث تتولى بعد ذلك، عملية إيصالها إلى المستفيدين من فقراء ومساكين. ولا تجد جمعيات النفع العام والمنتشرة في كافة أنحاء البلاد، صعوبات بإيصال زكاة الفطر قبل خروج شمس يوم العيد، وذلك لأنها تخرجها، للفقراء المستفيدين من خدمات الجمعية، حيث تقوم بالاتصال على الفقراء المستفيدين، وتخبرهم عن مواقع توزيع الزكاة، وذلك من خلال جدول زمني محدد، يكون آخره قبل أذان فجر أول أيام العيد.

ومن جانب آخر، ومع تزايد تجارة الأرز في أواخر رمضان، فيرى مراقبون، أن هذا الانتعاش لا يخلو من استغلال بعض التجار له، وذلك ببيع أردأ أنواع الأرز حيث تتركز مواقعهم، في مواقع بعيدة عن الازدحام الممل، الذي يرافق نهاية الشهر الفضيل، وبالتالي ضمان جذب الزبائن إليهم، مستغلين رغبة الزبائن بالحصول على زكواتهم، بأقصر وقت ممكن. وتتراوح أسعار أكياس الأرز المخصصة للبيع كزكاة فطر، من 8 ريالات، وحتى 13ريالا لأجود أنواعها، وما زاد على هذا السعر، يدخل في باب جشع التجار، والذي يظهر جليا في كثير من المواسم. وفي ذات الإطار، فقد عمدت جمعيات النفع العام منذ 3 سنوات مضت، إلى ابتكار طريقة مريحة، على غرار (الهوم دي لفري)، لإيصال زكاوات المحسنين، دون أدنى مجهود يذكر، وذلك من خلال عمل توكيل للجمعية بقيمة 10 ريالات، حيث يتولون بعدها عملية شراء الزكاة، وإيصالها للمستفيدين في الوقت المناسب.