وزارة الشؤون الاجتماعية: ساكن خيمة الرياض قادر على العمل ويمتهن التسول

الأمير سلمان وجه بدراسة ميدانية لحالة الأسرة التي نشرتها الشرق الاوسط

TT

تجاوبا مع توجيه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الخاص بدراسة وضع وأحوال مواطن سعودي يعيش وأسرته في خيمة بالرياض، والذي نشرت «الشرق الأوسط» قصته أول من أمس الاثنين، كشف مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية، أن رب الأسرة (م .م .ع)، تبين أنه اعتاد «الحضور سنويا» لمدينة الرياض في شهر رمضان لجمع ما يستطيع من مال ومواد غذائية، والعودة حيث يقيم في مدينة حفر الباطن.

وأوضح المصدر أنه تبين لفريق مشكل من جمعية البر في الرياض ووكالة الوزارة للضمان والشؤون الاجتماعية، الذي قام بدراسة حالة الأسرة وبإشراف من عبد المحسن العكاس، وزير الشؤون الاجتماعية، ووقف ميدانيا على وضع الأسرة أن المواطن يتمتع بصحة جيدة، ولا يعمل أبدا، وغير متعلم، ويسكن في خيمة مع زوجته وستة أطفال، أكبرهم يبلغ 12 سنة، وأصغرهم طفلة عمرها 3 سنوات، وجميعهم لم يدخلوا المدارس.

وأشار إلى أن رب الأسرة، وحسب بيان الوزارة «مسجل في جمعية البر الخيرية بحفر الباطن، ويتلقى مساعدة مالية شهرية، ومواد غذائية، تصرف له أسبوعيا». وقال المصدر «إن جمعية البر الخيرية في الرياض عرضت عليه سكنا مناسبا له ولأسرته، وتوفير فرصة عمل له، حتى لا يكون عالة على الناس، ويعتمد على نفسه، إلا أنه رفض، وفضل العودة لحفر الباطن ليكون بين أقاربه».

وقالت الوزارة إن رب الأسرة «اعتاد على سؤال الناس، وليست لديه الرغبة في الاعتماد على النفس، برفضه العرض الذي قدمته له جمعية البر بالرياض، معللا ذلك بأن ما يتلقاه من مساعادات من المحسنين أسهل وأيسر من العمل والكدح في سبيل الحصول على لقمة العيش.

وأشار المصدر الى أن المواطن أفاد بأنه خلال اليومين الماضيين، وبعد نشر «الشرق الأوسط» لحالته، جمع مبلغا من المال قدره 10 آلاف ريال وكمية من زكاة الفطر ومواد غذائية.

وقال المصدر إنه لوحظ أثناء وجود الفريق معه، حضور مجموعة من المتبرعين بزكاة المال وزكاة الفطر لتسليمها للعائلة، «ما يوضح أن رب العائلة لا يشكو من أي مرض أو أي سبب يعيقه عن العمل، ويتبع أسلوب استعطاف الناس، وأن مثله لا يستحق المساعدة».

ودعا المصدر جميع المواطنين والمقيمين الى تحري الأماكن التي تسلم إليها الزكاة والصدقات، ومنها الجمعيات الخيرية المنشرة في جميع أرجاء المملكة، مؤكدا أن لهذه الجمعيات مصادرها ووسائلها لإيصال هذه الزكاة والصدقات إلى من يستحقها.

وأشار المصدر إلى أن جميع الجمعيات الخيرية في المملكة لديها حسابات بنكية، مضيفا أن في إمكان إي مواطن أو مقيم إيداع مبالغ الزكاة والصدقات في حسابات الجمعية مباشرة، أما عن المساعدات العينية، فتسلم مباشرة إلى الجمعيات الخيرية في مقراتها.

وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت أول من أمس وضع هذه الأسرة، حيث زارتهم ميدانيا في خيمتهم المهترئة بالرياض ووقفت على حال أسرة مكونة من ستة أطفال، ثلاثة ذكور وثلاث إناث، وأب في الأربعين من عمره برفقة زوجته الحامل وهي في الثلاثين من عمرها. وقد علق الوزير العكاس حينها على حال هذه الأسرة بأن من حقها «الحصول على خدمات الوزارة كافة بفرعيها سواء أكان من قبل إدارة الضمان الاجتماعي أم من جانب فرع الشؤون الاجتماعية».