محلات الخياطة تعلن حالة «طوارئ» وتعتذر عن الطلبات الجديدة

مع دخول ليلة العيد

TT

تشهد كثير من محلات الخياطة في السعودية حالة طوارئ في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك وقبل قدوم عيد الفطر والتي جعلت محلات الخياطة الرجالية في حالة استنفار قصوى تتطلب من تلك المحلات تسليم الكميات المتبقية من الأثواب للزبائن قبل حلول عيد الفطر بيوم او ساعات قليلة قبيل صلاة العيد.

الزحام الذي اصاب الخياطين قاد الى دخول العديد من المواطنين في الحرج واستبدال الثوب المفصل لدى الخياطين بالاثواب الجاهزة من المحلات والتي تنتجها بعض الشركات، وذلك بعد اعتذار محلات الخياطة من استقبال طلبات تفصيل جديدة للعيد منذ الاسبوع الاخير في رمضان.

في جانب آخر ظلت بعض محلات الخياطة المغمورة بمدينة الرياض تروج لتفصيلاتها ـ المتميزة ـ عبر اعلانات ضخمة امام مداخلها لاجتذاب الزبائن، بل ان بعضها حصر خطابه على التخفيضات، فبدلا من 250 ريالا للثوب المعد حسب المقاسات المطلوبة من الزبون فقد وصلت التخفيضات الى 80 ريالا استثمارا للموسم وفكا لحالة البوار التي تشهدها تلك المحلات طوال العام.

وقال الخياط عبده ناجى «أجد إحراجا كبيرا من قبل الزبائن حيث انهم يلجأون لنا قبل العيد بيومين أو ثلاثة طالبين تفصيل ملابس العيد، وهذا في الحقيقة أمر صعب نسبة لضيق الوقت وكمية الطلبات التي نعمل عليها، فالخوف ان نقع في المحظور ويخرج ثوب الزبون بشكل لا يرغبه، وهذا بالضرورة يؤدي الى هرب الزبون ومن ثم سمعة غير حسنة عن المحل».

وشدد الخياط أحمد السكوني على أن بعض الزبائن لا يتذكرون انهم بحاجة الى ثوب جديد للعيد إلا في وقت متأخر جدا. وعن عدد الملابس التي تمت خياطتها قبل العيد للزبائن أشار إلى انه قام بتفصيل ما يقارب 615 ثوبا من مختلف الأصناف والأنواع.في مشهد آخر قادت التخفيضات وحملة «فصل ثوبا وخذ الآخر مجانا» الى وقوع مناوشات بين اصحاب المحلات ذلك لان عدداً من المحلات المتواضعة لا تستطيع مجاراة هذه الحملات التي تقدمها المحلات الكبيرة، وهذا ما اعتبره عبد الله الصويغ ـ صاحب محل للخياطة ـ هيمنة وقطع ارزاق، وقال: يجب على الوزارة والغرفة التجارية التدخل لوقف هذه الأعمال التي تهدد وجودنا، فنحن نتحين المواسم ـ وهي قليلة ـ لنتمكن من الوفاء بالتزاماتنا المتعددة.وأمام الطلب المتزايد لجأ عدد كبير من المحلات إلى عرض خامات كورية واندونيسية متخلية عن الاقمشة اليابانية الاغلى سعراً. ويتماشى هذا الاجراء مع المنافسة الاجبارية بين محلات الخياطة لكسب الزبائن مقتنعة بأرباح تتراوح بين 5 ـ 15 ريالاً للثوب الواحد. وقال المستثمر عبد الله الفوزان إن المنافسة بين المحلات تهدد الجميع بالخسارة حيث إننا كخياطين اصبحنا نرضى بالربح القليل ولجأنا إلى عرض خامات اندونيسية وكورية لنتماشى مع التخفيضات واستغنينا عن الاقمشة اليابانية بعدما اصبحت التكلفة الاجمالية لتفصيل الثوب الواحد لا تتجاوز خمسة وسبعين ريالاً، وأصبح ما نجنيه من ارباح وراء الثوب الواحد لا يتجاوز خمسة عشر ريالاً ومن هذا المنطلق لا نستطيع أن نقوم بعرض اقمشة جيدة كاليابانية حتى نستمر بتقديم العروض مواكبة للمحلات المجاورة لنا. واضاف الفوزان.. إننا نقدم عروضاً مغرية جداً لزبائننا حتى وصلنا إلى مرحلة تفصيل الثوب خلال 24 ساعة مما كان له تأثير واضح على عزوف الشباب عن الملابس الرجالية الجاهزة.