نفوق 20 دجاجة يضع السعوديين في حالة استنفار قصوى

وزارتا الزراعة والصحة تؤكدان عدم وصول انفلونزا الطيور للبلاد

TT

أثارت الأنباء الصحافية التي تناولتها الصحافة المحلية السعودية، والتي تتحدث عن نفوق 20 دجاجة، في مزرعة أحد المواطنين في محافظة سراة عبيدة جنوبي البلاد، مخاوف الشارع السعودي، الذي اعتقد بوصول مرض انفلونزا الطيور إلى بلاده، خصوصا في ظل الأنباء التي تحدثت عن ظهور هذا المرض في دول مجاورة للسعودية.

وترجم السعوديون هذه المخاوف، بصياغة رسائل تحذيرية، تبادلوها عبر جوالاتهم والبريد الإلكتروني، جاء في مجملها، التحذير من لمس البيض أو الدجاج بشكل مباشر، ووضعهما بالماء المغلي لمدة عشر دقائق، مضافا إليهما الخل، لقتل الفيروس المسبب للمرض.

وبالرغم من تأكيدات وزارة الزراعة السعودية، أن ما حدث في مزرعة مواطن سراة عبيدة من نفوق للدجاج، لا يعدو كونه نفوقا طبيعيا، وذلك لموجة البرد القارسة التي اجتاحت المحافظة، كون أن دجاج المواطن، لم يكن في حظيرة مناسبة، بل كان موضوعا في قفص حديدي مكشوف، مما سبب هذا النفوق، إلا أن السعوديين، لم يعيروا أي اهتمام لهذه التوضيحات التي أطلقتها الوزارة، لتعود مرة أخرى، وعبر اتصال أجرته «الشرق الأوسط» بوكيل الوزارة للثروة الحيوانية محمد الشيحة، ليؤكد خلاله، أن الوضع داخل بلاده تحت السيطرة، وأن وزارته، لم تكتشف حتى اللحظة، أي حالات يشتبه بإصابتها بمرض انفلونزا الطيور، حيث تخضع الوزارة وبشكل يومي، عينات عشوائية من الطيور المهاجرة، من أماكن متعددة في البلاد، للفحص المخبري، الذي لم يكشف حتى هذا الوقت أي اشتباه بالإصابة بالمرض.

إلى ذلك أكدت وزارة الصحة السعودية على لسان المتحدث باسمها الدكتور خالد مرغلاني، عدم تسجيل مستشفيات البلاد أي حالة إصابة بمرض إنفلونزا الطيور، مشيرا إلى أنه تم تدريب جميع العاملين في المستشفيات على كيفية التعامل مع الإصابة فور ورودها، ضمن خطة وطنية اعتمدتها وزارته بهذا الشأن.

وقلل مرغلاني عبر «الشرق الأوسط»، من مخاوف السعوديين التي برزت بشكل كبير خلال اليومين الماضيين، بقوله: إن انفلونزا الطيور، مرض ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، وبحسب وزارة الزراعة فإنه لم يكتشف حتى الآن أي اشتباه إصابة بهذا المرض، كما أن منطقة الشرق الأوسط بأكملها لم يتأكد فيها حتى اللحظة، انتقال المرض من إنسان لآخر.

وأشار المتحدث الإعلامي بوزارة الصحة السعودية، إلى تخصيص الوزارة ثلاثة مختبرات في وسط وغرب البلاد، للكشف عن احتمالية الإصابة بمرض انفلونزا الطيور، حيث لم تسجل أي من المختبرات الثلاثة، أي اشتباه يذكر حتى هذا الوقت، لافتا إلى تخصيص بلاده مبلغ 25 مليون ريال للجانب الصحي، لتأمين المرحلة الأولى للعلاج والوقاية من هذا المرض.

وفي ذات الإطار، برزت مخاوف شعبية في السعودية من انتقال مرض انفلونزا الطيور، وشاع بين الناس انتقاله إلى دول عربية مجاورة للسعودية، في الوقت الذي تناقل فيه السعوديون أمس مجموعة من الرسائل التحذيرية المكتوبة، على أجهزة الهواتف النقالة وصناديق البريد الإلكترونية تتضمن تحذيراً من لمس لحم الدجاج أو تناول الأغذية المحتوية على البيض ولحم الدجاج واستبدال ذلك بالأغذية النباتية والبقوليات، فيما تناقل المئات من السعوديين رسائل أخرى تتضمن نصائح وخططا للقضاء على أية فيروس يحتويه لحم وبيض الدجاج.

وعلى الرغم من تأكيد بعض الرسائل لإشاعة يظهر عليها أنها كتبت بواسطة أشخاص عاديين وتناقلها الآلاف من السعوديين أمس على أن مرض انفلونزا الطيور قد وصل بالفعل إلى السعودية، إلا أن الواقع الفعلي تصدى لإشاعة وصول المرض إلى السعودية، حيث تناولت أمس أعداد غفيرة من الأسر السعودية والشباب الذين يقضون أواخر إجازة عيد الفطر المبارك أصنافاً من وجبات المطاعم الشعبية والمنازل المحتوية على لحم الدجاج، وجاء في الرسالة المتناقلة أمس ما نصه: «انتبهوا انفلونزا الطيور وصلت إلى السعودية لا تلمس الدجاج أو البيض قبل أن تضعه لمدة عشر دقائق في ماء مضاف إليه خل لقتل الفيروس».