الفشار ذاع صيته مع أفيشات الأفلام عالميا والماركات التجارية بالسعودية

يأتي بنكهة الكارميل والخل والفواكه

TT

عندما يُذكر الفشار أو «البوب كورن» فإنه حتما يتم استحضار صالات السينما وحكايات الأفلام وقصصها وأجمل اللقطات التي بهرت العينين وأشعلت الأحاسيس الراكدة بذكريات لازمت مشاهدة المواقف الدرامية التي قد تكون مضحكة لدرجة القهقهة أو محزنة لدرجة البكاء.

وتعود كل تلك الذكريات من جديد بمجرد شم رائحة الفشار أو تذكر اسمه فرائحته هي ما تميز صالات السينما في كل أنحاء العالم، وللتوافق والانسجام المدغم والعلاقة الحميمة بين السينما والفشار التي لم يتمكن من معرفة سرها، فإنها تنتشر على مقربة من أكشاك بيع تذاكر الأفلام أكشاك وعربات بيع الفشار، وتشهد في مرات ازدحاما قد يفوق الازدحام المتمثل أمام بائع التذاكر، وعادة ما يتنافس البائعون في الحصول على كشك بتلك الصالات السينمائية لأن المردود المادي منها ممتاز.ولأن معظم مشاهدي الأفلام لا يستمتعون بمشاهدتها إلا وهم يحملون في يدهم قرطاس البوب كورن بحجمه العائلي XL وباليد الأخرى الكولا. وعلى ذلك يعلق الشاب زيد البغدادي وهو واحد من عشاق السينما الأجنبية، قائلا «لأنه من طبيعة البشر حب الكلام ولم نعتد على الصمت لمدة ثلاث ساعات نعلق خلالها على لقطة من الفيلم مع صديق ما فإن الفشار بديل عن ذلك» ويتفق معه صديقه أمين أبو عينين ويقول مازحا «المهم أن يتحرك فمنا إما بالكلام أو بالطعام».

وقراطيس الفشار عرفت صالات السينما منذ عهدها الصامت، فكانت في الحقيقة البديل عن الكلام كونها سهلة التحضير وخفيفة على المعدة ثم ليست مقرمشة كالشيبس مثلا لتصدر صوتا مزعجا يضايق الآخرين أثناء قضمها، ولخفتها فإنه عادة ما يقال للأمر الخفيف والسطحي والهش كالفشار مثلا «سينما الفشار» و«ثقافة الفشار» و«صحيفة فشار». وإذا كان الفشار لامعا وساطعا صيته في أنحاء العالم بمصاحبته لأفيشات الأفلام فإنه في السعودية ساطع بمجهوده الشخصي بأفيشات الماركات التجارية للملابس والأحذية!! وذلك بتواجده بكثرة في المراكز التجارية الخالية من أي صالة سينما تذكر. وإذا كان معظم رواد صالات السينما لا يشاهدون الفيلم إلا بقرطاس الفشار فإن السعوديين بكبارهم وصغارهم لا يستمتعون بلحظات من الراحة أثناء التسوق إلا بقرطاس منه، ولكن دائما هناك البديل فالسعوديون اقتنعوا على مر السنين بعدم وجود أي صالة سينما حتى بالرغم من تناول الصحف في الأيام التي مضت تقارير وأخبارا عن افتتاح صالات سينما بالرياض وجدة إلا أنهم صاروا يعتبرون تلك الأخبار نكتة شبيهة بنكتة قيادة المرأة السعودية للسيارة، فصار الشباب يقتنون في بيتهم شاشات تلفزيونية سينمائية ويشاهدون الأفلام على سي دي DVD ويوزعون لبعضهم الفشار فهم يوهمون أنفسهم بأنهم في صالات السينما. وقد تنوعت نكهات الفشار فهناك المضاف إليه الكراميل، وآخر بالشكولاتة أو الثوم والبصل أو الزبدة أو الفواكه المشكلة وتنوعت ألوانه ما بين الأحمر والأخضر والأزرق والبرتقالي فصارت كسلة من الحلويات الملونة وبنكهات مختلفة، حتى كبار السن يستمتعون ويجدون اللذة بتناولهم له وقد أعجبتهم النكهات المختلفة التي طرأت له وهذه السيدة أم سعيد في عقدها السادس من العمر كانت تجلس أمام إحدى نوافير «جدة مول» وتتناول الفشار بالكراميل حبة لها وحبة لحفيدتها مي، وتقول «لم أعرف هذا التطور في الفشار إلا اليوم فصغيرتي كانت تتناوله ومدت لي واحدة فأعجبني طعمه كثيرا ثم عرفت أن هناك نكهات وألوانا عديدة».