تعاطف شعبي سعودي مع الأردنيين.. والذاكرة تعود بهم إلى تفجيرات 12 مايو

بعد سقوط 10من قائمة الـ 36.. الرقم 26 يعيد لأذهان السعوديين القائمة الثانية

TT

أعاد الرقم 26، الذي خلصت له قائمة الـ 36 التي أعلنت عنها الداخلية السعودية في الثأمن والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي، وذلك بعد تسلم الرياض، قبل أيام، المطلوب عدنان العمري، من خارج البلاد، وبعد سقوط تسعة أشخاص من القائمة، أعاد ذلك الرقم، لأذهان السعوديين، ثاني قائمة إرهابية أعلنت عنها داخلية بلادهم في السادس من ديسمبر (كانون الأول) العام 2003، والتي ضمت 26 مطلوبا أمنيا.

وسبقت تلك القائمة، قائمة هي الأولى من نوعها أصدرتها الداخلية السعودية في السابع من مايو (آيار) عام 2003، ضمت 19مطلوبا أمنيا، تلتها بأيام وتحديدا في الثاني عشر من مايو، ثلاثة تفجيرات إرهابية هزت مجمعات سكنية شرقي الرياض، عرفت فيما بعد بتفجيرات 12 مايو، الأمر الذي دخلت الرياض على إثره معركة طاحنة ضد الجماعات المسلحة داخل السعودية.وتعتبر قائمة الـ 26 الإرهابية، الأعنف من بين القوائم الثلاث، حيث ضمت العديد من قيادات التنظيم المسلح.واستأثرت القائمة الإرهابية الثانية، بزعامة التنظيم في الداخل السعودي، حيث خرج من هذه القائمة العديد من الأسماء التي قادت التنظيم في فترة من الفترات، في الحين الذي خرج من أول قائمة للمطلوبين اسم واحد فقط قاد التنظيم، ومثله من قائمة الـ 36.ويبرز اسم يوسف العييري الذي قتل في الأول من يونيو من العام 2003 في مواجهة مع قوات الأمن عند إحدى نقاط التفتيش قرب بلدة تربة التابعة لإمارة حائل شمال البلاد، والذي يعتبره مراقبون مؤسس التنظيم في الداخل السعودي، كأول قائد لفرع تنظيم القاعدة في البلاد، حيث يعتبر الاسم الأبرز في القائمة الإرهابية الأولى·بعد ذلك نصبت »القاعدة« خالد حاج (يمني الجنسية) قائداً لفرعها في المملكة خلفاً للعييري، كثاني قائد للتنظيم الإرهابي، وأول قائد يتسلم قيادته من قائمة الـ 26، حيث استطاعت قوات الأمن قتل الأول في الخامس عشر من مارس (آذار) 2004، في حي النسيم، شرق العاصمة السعودية، أثناء توقف السيارة التي كان يستقلها عند إشارة ضوئية·واستمرت زعامة التنظيم في كنف ثاني القوائم الإرهابية، حيث تولى قيادته عبد العزيز المقرن أخطر المطلوبين أمنيا على الإطلاق، حيث تعد فترة قيادته للتنظيم، من أكثر الفترات دموية، قبل أن يلقى حتفه في كمين نصبته له الأجهزة الأمنية في حي الملز شرقي الرياض 18يونيو 2004.وتوزعت قيادة التنظيم في رابع فتراتها، بين المغربي كريم التهامي المجاطي، وسعود القطيني العتيبي، اللذين يعدان من أخطر المطلوبين أمنيا على قائمة الـ 26 الإرهابية، حيث لقيا حتفيهما في الثالث من أبريل (نيسان) عام 2004 في محافظة الرس بمنطقة القصيم في مواجهة تُعد الأشرس والأكبر بين السلطات الأمنية وخلايا الإرهاب، بعد 48 ساعة من الحصار، قتلت قوات الأمن وقتها 15 إرهابياً.وبالرغم من اختفاء صالح العوفي في فترة من الفترات، إلا أن اسمه كان ملازما للبيانات التي يصدرها التنظيم، على أساس أنه من يدير العمليات الإرهابية داخل البلاد، وخصوصا في الفترة التي تلت مقتل زميليه القطيني والتهامي، إلى أن أعلنت الداخلية السعودية، في 28 يونيو الماضي عن قائمة بـ 36 مطلوبا، ترأسها المطلوب أمنيا يونس الحياري والذي عرف فيما بعد بالقائد المفترض لفرع تنظيم القاعدة في السعودية، قبل أن تتمكن أجهزة الأمن السعودية من قتله في مواجهة أمنية في حي الروضة بالعاصمة الرياض في الثالث من يوليو (تموز) العام الجاري، والذي يعد أول قائد للتنظيم يخرج من ثالث القوائم الإرهابية.كما ظل صالح العوفي في موقع القيادة في التنظيم، حتى تمكنت سلطات الأمن السعودية من قتله في المدينة المنورة في الثأمن عشر من أغسطس (آب) هذا العام، ليعلن بعدها تنظيم »القاعدة« ـ ضمنا ـ، إفلاسه، ممن يعتمد تنصيبه كقائد لفرعها في البلاد، معتمدين في استراتيجية عملهم الإرهابي، على العمليات الفردية، وتهييج المتعاطفين معهم من خلال بيانات صوتية يصدرونها بين الفينة والأخرى، ومما يدل على إفلاس التنظيم، ذهابه في أحد بياناته التي أصدرها في أعقاب المواجهة التي وقعت في حي المباركية بالدمام السعودية في الرابع من سبتمبر (ايلول) هذا العام، إلى التغزل بالمدعو أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.من جهة أخرى، أعادت التفجيرات الثلاثة التي ضربت الأردن مساء أمس الأول، ذاكرة السعوديين، إلى التفجيرات الثلاثة التي هزت مجمعات سكنية في الثاني عشر من مايو 2003م، وغيرها من التفجيرات التي هزت العاصمة السعودية، كتفجير مجمع المحيا السكني غرب الرياض والذي استهدف بواسطة سيارة مفخخة موهت على شكل إحدى عربات قوات الطوارئ الخاصة، في الثأمن نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، والتفجير الذي استهدف مبنى إدارة المرور بالرياض في21 أبريل 2004م، حيث أبدى السعوديون كثيرا من التعاطف مع أشقائهم الأردنيين، مسترجعين خلال متابعتهم لعمليات الإنقاذ التي بثها التلفزيون الأردني في أعقاب العمليات الإرهابية، تلك اللحظات التي استنفرت خلالها كافة مستشفيات بلادهم بعد كل عملية إرهابية.