عادة ما يفتخر العرب بقهوتهم العربية ويتنافسون للحصول على لقب «سيد القهوة» أو «ملك القهوة» أو حتى «إمبراطور القهوة»، وذلك بعد طرح سؤال أفضل قهوة تطبخ في بيت من؟ فعندما يقال مثلا نحن مدعوون لبيت فلان فإنه سرعان ما يخطر على بال الآخرين قهوتهم اللذيذة فيشدون الرحال إلى بيته من أجل رشفة قهوة تضبط المزاج وتعيد للجلسة حلاوتها حتى أنهم عندما يدعون بعضهم بعضا فإنهم يقولون «تفضل اشرب القهوة عندنا» وكأنها الوجبة الأساسية.
والقهوة الأوروبية والأميركية وصلت إليها عدوى الافتخار بجودتها ومذاقها وكان هذا واضحا في محلات سلسلة مقاهي ستار بكس الأميركية خاصة بالشرق الأوسط والخليج، فإذا كان الجد والأب يدعوان أصدقاءهما لشرب القهوة العربية في بيتهم فإن أبناءهما الشباب يدعون أصدقاءهم لشرب القهوة في ستار بكس. هنا يعلق الشاب هشام زين قائلا «يعرفون ماذا نريد نحن الشباب» وهشام واحد من العشرات الذين لا يستطيعون أن يبدأوا يومهم إلا بفنجان قهوة.
وكذلك الشابة منى سمرقندي تقول «من الصعب على أي قهوة أن تعدل المزاج، هنا مكمن التميز بين قهوة وأخرى» ومنى لا تفضل القهوة العربية إلا في المناسبات وتتمنى لو تستبدل هي الأخرى بقهوة (مودرن) كما تصفها.
وستار بكس قدمت مفهوم القهوة وثقافتها وطريقة احتسائها وتذوقها في أكثر من ندوة ثقافية، إضافة الى تعليم المشاركين «كيفية صنع قهوتك بنفسك» كله من أجل ضبط المزاج بالقهوة التي يريدها الزبون. وأوجدت مصطلحا جديدا في عالم القهوة أسمته «الباريستا» وهم شباب قائمون لخدمة الزبائن وذلك بصنع القهوة في ستار بكس، ويعملون بجهد وشغف في خلط حبوب القهوة ومعرفة كل أسرار القهوة وخفاياها وإظهار البراعة في مزج حبوب القهوة المميزة التي تختلف منطقة إلى أخرى بحسب الطلب، واقتراح أصناف الطعام التي يتماشى مذاقها مع كل نوع من القهوة إضافة إلى فك الطلاسم والرموز في عالم القهوة للزبائن وغيرها من أسرار المهن. لذلك نظمت لهم الشركة مسابقة تكريما لهم للحصول على لقب «سفير القهوة».
وقد فاز جاري توريون بلقب (سفير القهوة) في السعودية لعام 2005/2006 وعلق هيثم الشايع المدير العام لشركة الشايع الدولية للتجارة والمالكة لستار بكس قائلا «إن نجاحنا في ستار بكس قائم على سعة المعرفة والخيال وروح المبادرة التي يتمتع بها الباريستا». وعبر توريون الحائز على لقب (سفير قهوة ستار بكس) بالسعودية عن فرحه، وقال: «أشعر بفخر بالغ بتمثيلي السعودية ضمن نهائيات سفير القهوة الإقليمية، إذ تَوَصّلْتُ إلى هذا الإنجاز بعد سلسلة من عمليات التقييم وبعد الخضوع للعديد من الاختبارات العملية من قبل الفريق الإداري، علماً أن هناك الكثير من الباريستا البارعين وعلى قدر عال من المسؤولية والمهارة في التواصل مع الزبائن والخبرة والبراعة في صناعة القهوة».