تميز فكري وتباين في الآراء في ختام جولة مركز الملك عبد العزيز حول المناطق

اللقاء الخامس للحوار الفكري في ديسمبر المقبل

TT

ختم مركز الملك عبد العزيز أمس جولاته داخل المناطق بالجولة الأخيرة بالعاصمة السعودية بعد المرور عبر 12 مدينة في جميع أنحاء المملكة للوصول إلى رؤية وطنية مشتركة للتعامل مع الثقافات الأخرى بمشاركة أكثر من ستين مشاركا ومشاركة يمثلون تخصصات متنوعة.

واستهل اللقاء بكلمة صالح الحصين التي أكد فيها على ضرورة الصراحة في الحوار خاصة مع انهيار الحواجز بالعولمة وسيطرة الاتصالات وإزالة كثير من الحواجز بين كافة الناس وان العلاقات بين الناس أكثر ما تقوم على المصالح.

وأوضح أن خصائص المملكة وعلاقتها بسدس العالم ومشاركتهم همومهم ومصائرهم جعلتها تتبوأ مكانة حساسة ومهمة بالعالم وان دورها الريادي في العالم الإسلامي يستوجب منها تبني منهج وسط معتدل يقدر التعددية والتنوع الثقافي والفكري في المجتمعات الإسلامية، مؤكدا على أن الولاء والبراء كان لهما دور كبير في بناء العلاقة مع الآخر عن طريق البحث والتحليل.

وأضاف أن الوعي السياسي للعولمة وما نتج عنه من انتشار قيم سياسية مشتركة بين مختلف الثقافات والديانات تتطلب تأكيد قيم التفاعل الايجابي والانفتاح على الغير وشدد على ضرورة تأسيس العلاقة بالآخرين على الاحترام والثقة وتجنب الأحكام المتسرعة المبنية على صور وانطباعات غير موضوعية.

وقد تميزت الآراء خلال اللقاء وتباينت لكنها صبت كلها في بلورة الرؤية الوطنية التي سيتم وضع الإطار الكامل لها في مدينة أبها في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وناقش المشاركون الحوار الحضاري والثقافي بين الثقافات المتنوعة مع توضيح الأساليب التي يمكن استخدامها للوصول إلى التفاعل الحضاري والثقافي مع الآخر وفي المحور السياسي والاقتصادي فقد عالجت أطروحات المشاركين الإطار السياسي للعلاقة مع الآخر.

وابرز الآراء التي ذكرت في المحور الشرعي طالبت بان تعرَّف (نحن) بأن تعبر عن الهوية وان هويتنا تبنى على أساسين: أننا مسلمون والثاني على أساس أننا أهل السنة والجماعة كما أن النظرة للآخر لا تعني قطعية مصالحنا أو ظلم الآخر مع مطالبة القطاع الخاص أن يجتهد في دراساته عن المجتمع السعودي وفك الاشتباك بين المدني والديني كما نحتاج أن نعرف موقف بعض الآخر العدواني تجاهنا ونحتاج إلى معرفة ذلك حتى نتعامل معه.

وقال احد المشاركين: علينا أن نفرق بين جلد الذات فلا بد من نقد ذاتنا للوصول إلى حسن التعامل مع الآخر وان نتحدث عن ذاتنا بشكل متوازن بعيد عن الغرور وان نساعد على صياغة مشروع سعودي وطني عربي للاستفادة من الغرب بعقلية خلاقة متحررة من التضخم حول الذات.

وقال آخر انه يجب علينا أن نطور لغة الحوار الداخلي في إطار المواطنة وان مواقف التسامح والتعاون مع الآخر سجلتها السنة وهذا ينافي الرأي الآخر الذي يميل إلى نشر الكراهية وتشجيع العنف وعلينا أن نعيد دراسة النصوص الشرعية التي تستخدم الإقصاء للآخر وقراءتها في ظل أجواء العولمة· وأما المحور الحضاري والثقافي فقد جاء غنيا بالأفكار، فقد ذكرت إحدى المشاركات أن لا نهضة لنا ولا اعتراف إلا إذا اعترفنا بالمرأة وأعطيناها حقوقها الشرعية وان فئات قليلة من النساء قد اغتررن بالغرب.

وأكدت أخرى على أن الحل يكمن في طريقة التربية والتعليم وبث روح الحوار في المجتمع وموقفنا من الآخر هو نتاج تربيتنا ويجب الاعتراف بالواقع بأننا لسنا ملائكة وعندنا أخطاء.

وقال آخر من المشاركين: لو فككنا العلاقة لوجدنا ان علاقتنا بالآخر ضرورة حتمية وواقعية فهو موجود بيننا كانسان وان هناك منطقة مشتركة بين الناس هي المنطقة العقلية وهي قدر مشترك بيننا.

وأضاف آخر أن نظرية المؤامرة ما هي إلا خيال ووهم يؤدي إلى العجز والسلبية وان الإعلام أحيانا يضخم بعض التجاوزات وان هناك أصواتا إعلامية تعطي صورة مشوهة للسعوديين وتعاملهم مع الآخر.

واقترحت إحدى المشاركات الاهتمام بأدب الطفل على اختلاف أنواعه في اطلاع الطفل على ثقافات الآخرين وتقبلها وحسن التعامل معها.

وفي المحور السياسي ذكرت إحدى المشاركات ضرورة ترسيخ مفهوم أن المملكة دولة مستقلة لها ذمتها ومعاهداتها الملزمة لها مع ضرورة إرساء قوانين واضحة فيما يخص التعامل مع العمالة الوافدة مؤكدين على أهمية الاستمرار في الحوار عبر الندوات والمؤتمرات.