غرفة جدة تغيب صور المرشحات بدعوى الحيادية والعدل واحترام القيم

TT

عيون سعوديات تنتظر النتائج، آمالهن كبيرة، وأحلامهن لا تنطلق إلا عبر بوابة شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهو موعد فرز أصوات الناخبين، وإعلان أسماء أولى سيدات الأعمال اللاتي يدخلن مجلس إدارة غرفة تجارية في تاريخ الغرف التجارية الصناعية السعودية، وعن طريق الاقتراع.

ولكن عيون السعوديين لم تشاهد صور تلك السيدات، في كتيب أصدرته الغرفة التجارية الصناعية بجدة لمواكبة أحداث الانتخابات الملتهبة، على الرغم من نشر صورهن في وسائل الإعلام. ويتكون الكتيب الذي حمل عنوان غلافه البنفسجي «انتخبوا أعضاء مجلس إدارة غرفة جدة»، مع إشارة بلون أحمر، على يسار الغلاف، وتعلو صورة بيت التجارة والصناعة الجداوي، تنص على «كن صاحب القرار».

وتتناول صفحات الكتيب، البالغ عددها 84 صفحة، مواعيد الاقتراع لعضوية الغرفة في كل من مدن (جدة، القنفذة، رابغ)، وأسماء المرشحين والمرشحات، عن فئتي التجار والصناع، وكلمتي افتتاح للرئيس الحالي للغرفة الدكتور غسان السليمان، وأمينها محمد الشريف، وذلك في الصفحات 14 الأولى من الكتيب. بينما تنفرد باقي 70 صفحة الأخرى، السيرة الذاتية، والبرامج الانتخابية، والأهداف والرؤى للمرشحين والمرشحات للعضوية. وكانت العلامة الفارقة في 70 صفحة المتوزعة بين فئتي التجار والصناع، اختفاء صور سيدات الأعمال، على الرغم من أن واقع الحال يفرض عليهن (عند الفوز) مستقبلا المشاركة في اجتماعات المجلس، ومناقشة أوضاعها، بمعنى حضور الأصل وليس مجرد الصورة. ويؤكد مصدر مطلع داخل الغرفة التجارية الصناعية بمدينة جدة لـ «الشرق الأوسط« أن السبب في عدم إدراج صور المرشحات ضمن الكتيب يعود إلى رفض بعضهن للفكرة، وعدم ملامسة القائمين على إنتاج الكتيب اهتمامهن كمرشحات في إبراز صورهن للتعريف بهن.

وأضاف المصدر «مقتضى العدل فرض علينا في هذه الحالة عدم إدراج صورهن جميعا، وحتى لا يفهم من ذلك خروج الغرفة عن حياديتها في الانتخابات، وكذلك مراعاة لعادات وتقاليد المجتمع الذي يفرض ذلك».

وهكذا تبدأ تناقضات أولى مشاركات المرأة السعودية في انتخابات تسمح لها بالمشاركة تطفو على السطح، بعد أن تم إقصاؤهن من الانتخابات البلدية الماضية، فهل ستكون الأسماء فقط دليل الإجازة لمقعد ضمن المقاعد 18المخصصة لأعضاء الغرفة التجارية الصناعية؟، ستعرف الإجابة في المستقبل.