سيدات الأعمال السعوديات .. صاحبات قرار أم واجهة للرجل؟

TT

تشهد مدينة جدة بعد أيام معدودة أول تجربة تخوضها سيدات الأعمال السعوديات بالغرفة التجارية ليتم خلالها ترشح أسماء قادرة على القيادة الإدارية بجوار زميلها الرجل، ومع حداثة التجربة برزت بعض الشكوك حول فاعلية هذه المشاركة في ظل وجود أسماء عديدة لسيدات أعمال يمتلكن مشروعات صغيرة وأخريات بقين في ظل الرجل.

غادة عنقاوي سيدة أعمال علقت على ذلك بقولها: «صحيح أن هناك من يفتح سجلا تجاريا باسم ابنته أو زوجته»، ولكن بالنسبة للنساء المرشحات فإنها لاتعتقد بوجود من هي ستار أو واجهة والسبب وراء ذلك يرجع برأيها «لأن المرأة المرشحة تحاول إثبات وجودها في مجال الأعمال بكل طريقة ممكنة، وتحاول الإفادة من فرصة الترشح التي قدمت لها».

وتتابع «يفترض بالنسبة للمترشحة أن تغض النظر عن مصالحها الشخصية، وعليها قبل أن تخطو هذه الخطوة التفكير بما ستضيفه وتوفره لسيدات الأعمال الأخريات، وأعتقد جازمة أن هناك من المترشحات من هي كذلك».

أما سيدة الأعمال عالية باناجة تمنت أن لا تأخذ المرأة المكاسب من وراء الانتخابات والكرسي الذي ستحصل عليه على أنه «برستيج» ووجاهة، وإنما مسؤولية تتحملها لإيصال صوت المرأة لمجلس إدارة الغرفة، وقالت: «هناك فرق بين سيدة أعمال وأخرى، فكل من لديها سجل تجاري، واشتراك في الغرفة التجارية، وتخطت سن الثلاثين نسميها سيدة أعمال بحسب اللوائح والقوانين، إلا أن سيدة الأعمال الخبيرة والمحنكة هي التي تفهم عملها وتعرف كيفية التعامل مع الآخرين، ولها دراية وخبرة بالسوق إضافة إلى ماسبق».

رئيسة مركز السيدة خديجة بنت خويلد الدكتورة نادية باعشن من جهتها رفضت جملة وتفصيلا ما يقال عن كون بعض سيدات الأعمال واجهة للزوج أو الأب أو الأخ، وأنها ليست صاحبة قرار، واعتبرت أن الأصوات التي تروج لهذا هي من قبيل محاربة المرأة، حيث لا ترغب بعض الأطراف بدخولها إلى الغرفة التجارية.

وأضافت: «يؤسفني سماع الكلام نفسه من سيدات أعمال، وأنا أعتبر أن هؤلاء السيدات يعرقلن مسيرة المرأة، فأنا استطيع إقناع الرجل إذا كان ممانعاً بالحوار والمنطق، لكن أن تكون الممانعة بحق المرأة صادرة من امرأة فهذا أمر مؤسف ومسيئ جدا».

وهاجمت باعشن عضوات الغرفة التجارية غير الفاعلات وقالت: «في مقابل السيدات اللاتي ليس لديهن رخص لمزاولة العمل التجاري بشكل رسمي، هناك سيدات لديهن الأوراق اللازمة لكنهن لا يمارسن العمل التجاري، ولا يردن ذلك فهؤلاء أسميهن «سيدات أعمال من ورق»، هؤلاء يسعين لاستخراج الأوراق التي تتيح لهن العمل التجاري من باب الوجاهة فقط ولا يسعين لتفعيل عضويتهن بإقامة أي أعمال أو مشروعات».

وشددت باعشن على أن سيدة الأعمال موجودة على ساحة التجارة منذ مطلع القرن العشرين، فحينما بنى الملك عبد العزيز قصر المصمك جعل الناحية الشرقية منه سوقا للنساء، وكانت تجلس فيه التاجرات، والاهتمام الذي توليه الحكومة للمرأة ودعمها الآن بشكل ملموس، لا يعني غيابها سابقا».

واعتبرت باعشن أن صغر حجم استثمار بعض سيدات الأعمال، ليس دليلا على عدم تمكنهن من المشاركة بفعالية، واستهجنت هذه النظرة للأستثمارات الصغيرة بقولها: «يجب أن نعلم أن هناك مؤسسات تجارية كبيرة ومتوسطة وصغيرة، حتى أن التصنيف العالمي الآن يحوي مؤسسات تحت الصغيرة، والعمل التجاري مهما صغر فصاحبه يمكن أن يكون عضوا في الغرفة التجارية، وما دام هناك سوق ومستثمر ورأس مال مهما كان حجمه، فهذا استثمار يدفع حركة الاقتصاد في البلد، ولكن من الأهمية أن يوجد المشروع بشكل نظامي وتتوفر لديه كافة الرخص المطلوبة، وهذا يحتم علينا أن نخدم صاحب الاستثمار أو صاحبته وندعمه أو ندعمها».