إمام مسجد يتدخل بقائمة ويحذر من «اجتماع المال والنساء»

بعد القائمتين «الذهبية» و«البلاتينية» في انتخابات غرفة جدة

TT

القوائم تتوالد، واحدة تلو الأخرى، وبأسماء مختلفة. أطلق على الأولى «الذهبية»، والثانية اختارت معدناً أكثر جودة اسماً لها، وهو «البلاتين» أو الذهب الأبيض، بينما حملت القائمة الثالثة مصطلح «الأفضل»، والذي يفضل استخدامه في توصيفات ذات الصبغة الدينية، وهي القائمة التي اقترحها إمام مسجد مغمور وصف بأنه تدخل فيما لا يعنيه.

والكل يجمع أن «قائمة الأفضل» لن تكون الأخيرة في انتخابات عضوية غرفة جدة للتجارة والصناعة لدورتها 19، والتي أصدرها هاشم باصرة إمام وخطيب جامع السيدة رقية بحي المطار القديم «جنوبي جدة»، ونشرت على أحد المواقع الإلكترونية مساء الأول من أمس.

ونص مطلع بيان باصرة المنشور حول انتخابات الغرفة التجارية والصناعية في جدة حول فكرة مشاركة النساء كمرشحات في الدورة الحالية، وانتقادها كونها تخرج عن إطارات ضوابط الشرعية والرجوع لأهل العلم والفتوى.

وتنص مقدمة مقال باصرة «جمعت بعض المعلومات المهمة المتعلقة بهذه القضية، ومن ثم أشرت إليها في خطبة الجمعة منتصف شهر شعبان الماضي، وكانت حول (قضايا المرأة)، وبعد الخطبة قام أحد الفضلاء من أهل الحي بنشر ما يتعلق منها بقضية دخول النساء لغرفة جدة «عبر الإنترنت».

ويؤكد باصرة أن قرار إصداره للقائمة جاء بعد مراجعته لعدد من رجال الأعمال، والذين يثق بدينهم وأمانتهم، ومطالبته لهم بترشيح أسماء أفضل المتقدمين لعضوية الغرفة من المستقلين والمشاركين ضمن تكتلات، وأن يكون ذلك ضمن ضوابط وصفات تجعل المرشحين في القائمة هم الأفضل.

وتقوم ضوابط «الأفضل» التي حددت من قبل باصرة، وهو معلم سابق للتربية الإسلامية في قطاع التعليم، أن يكون المرشح من المحافظين على صلاته ودينه، وتتوفر فيه صفة الأمانة والقدرة على العطاء الجيد للغرفة التجارية الصناعية، وألا يعرف عنه ارتكاب المحرمات الكبيرة، وألا يكون من الداعمين المتحمسين لدخول المرأة بالصورة الحالية للغرفة التجارية.

ويستند إمام وخطيب جامع السيدة رقية في رفضه لدخول المرأة للانتخابات على سد الباب الذي تدخل منه ريح التغريب للمجتمع، ولأن إجتماع المال والنساء بغير هدى شرعي يؤدي إلى فساد وميل المجتمع عن الصراط المستقيم، وكذلك دفع المرأة للمشاركة في مجالات الحياة دون تمييز بين طبيعتها وطبيعة الرجل.

وبسؤال «الشرق الأوسط» للمعلم المتقاعد هاشم باصرة عن ما تسببه إصدارت القوائم لقدح غير مباشر في دين وأخلاق المرشحين الآخرين فضل عدم الخوض بالحديث، مرجعا إلى أن مقاله واضح، ويجيب عن كافة التساؤلات.

وبرر سبب رفضه لمشاركة المرأة في إنتخابات عضوية غرفة جدة، قائلاً «ما أعرفه أن الغرفة لم ترجع في قرارها إلى أهل العلم والفتوى»، وعند إعلامه بأن وزارة التجارة والصناعة هي من أصدرت القرار، قال «المشكلة ليست في القرارات بل في التطبيق».

ويلاحظ في القوائم الثلاث «الذهبية»، و«البلاتينية»، و«الأفضل» تكرر بعض الأسماء المزكاة عن فئتي التجار والصناع، والتي تتوزع بينها 12 مقعداً لمجلس إدارة الغرفة.

وبينما ركزت القائمة «الذهبية» على إبراز إمكانات أفرادها في العمل الاقتصادي، الذي يهدف لبناء مجتمع جدة الاقتصادي، ظهرت القائمة «البلاتينية» خالية الشروط التي أهلت أفرادها للترشح.

ويرى صالح حفني مرشح لعضوية مجلس إدارة غرفة جدة أن تأثير مثل هذه القوائم لن يكون بذات التأثير في انتخابات مجالس البلدية، ويقول وهو أحد المذكورين في القوائم «أعتقد أن شريحة الناخبين في غرفة جدة تختلف عن ما حدث في الانتخابات البلدية، فالقرار هنا يتخذ من خلال وجهة نظر الشركة للمرشح، ولا تعود لفرد أو أفراد».

ويرفض حفني فكرة التخفي وراء الدين للكسب في انتخابات عضوية غرفة جدة، بينما يرى إبراهيم الراشد مرشح في الانتخابات وأحد المزكين ضمن القوائم أن ذلك الأمر يدخل ضمن منظومة «إستغلال مؤسسة دينية»، معتبرا الأمر غير مقبول.

ويؤكد إبراهيم الراشد وهو واحد ممن وردت أسماؤهم في القائمة البلاتينية رفضه لفكرة إنشاء مجلس وصاية على رجال الأعمال وتقييمهم كما حدث في قائمة «الذهبية»، وكذلك الزج بالأسماء ضمنها، ويقول «سأتقدم بشكوى لوزارة التجارة في هذا الصدد لمعرفة من يقف وراء هذه القوائم، التي تزج بأسماء الأشخاص والتي هي حق خاص لنا».