دراسة: معظم الأطفال المعاقين يعانون من مشاكل تغذية

80 في المائة من أطفال التوحد لديهم خلل في المعدة والأمعاء

TT

أكدت دراسة حديثة حول المشاكل الغذائية التي تواجه الفئات الخاصة في السعودية: (متلازمة داون، والتوحد، ومتلازمة الفنيل كيتون يوريا، والشلل)، أنه بالرغم من التقدم في علوم التغذية الحديثة والذي انعكس في تقدم العديد من طرق وبرامج التغذية للمعاقين، إلا أن كثيراً من الأسر ما زالت بحاجة ماسة لمعرفة الطرق الصحيحة لتغذية هذه الفئة والعمل على تلبيتها ومساعدتهم على اختيار الأطعمة والوسائل المناسبة بهدف الوقاية من سوء التغذية، ولحل الكثير من المشاكل الغذائية التي يعاني منها هؤلاء المعاقون. وأشارت الدراسة التي أجراها مركز المئوية لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أن من أهم المشاكل الغذائية التي يعاني منها معظم المصابين بمتلازمة داون تتمثل في السمنة بسبب قلة التمثيل الغذائي، ووجود خلل في مراكز الشبع في المخ، وصعوبة المضغ والبلع، وقلة النشاط والحركة، وقلة معدل النمو في الطول لديهم أقل من معدل النمو في الوزن. إضافة إلى إصابتهم بنقص في الفيتامينات.

ونصحت الدراسة باتباع عدد من القواعد الصحية عند تغذية هذه الفئة مثل التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات (السكريات، النشويات)، والتقليل من تناول الأطعمة السهلة المضغ مثل الفطائر والساندويتشات والإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة، وتحديد كمية الطعام وجعل ما بين الوجبات الغذائية مقتصراً على الأطعمة قليلة السعرات الحرارية، وشرب الحليب قليل الدسم، وعدم جعل الطعام وسيلة للثواب والعقاب، وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية التي تساعد على حرق الدهون، وزرع الثقة في نفوسهم وتعويدهم على العادات الغذائية الصحية منذ الصغر وتنظيم مواعيد وجباتهم.

وذكرت الدراسة، أنه حسب تجربة المركز، فإن جميع الطلاب الملتحقين به من متلازمة داون والذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 و 11 سنة، كانوا يعانون من مشاكل التغذية بنسبة 100%. منوهة إلى أن من أهم الحلول التي وضعها المركز للفئة التي تعاني من فرط الشهية وزيادة الوزن، تمثلت في وضع برنامج غذائي لكل طفل على حدا يتناسب مع طوله ووزنه وعمره والوضع الاقتصادي والعادات والتقاليد الغذائية الخاصة بكل أسرة يركز على التقليل من الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات والأطعمة السهلة المضغ والبلع مثل الفطائر والكيك والاكثار من تناول الخضراوت والفاكهة بتقطيعها قطعاً صغيرة متناسبة ليسهل على من يعانون صعوبة في المضغ مضغها، وتحديد كمية الطعام بين الوجبات وجعله مقتصراً على الأطعمة قليلة السعرات الحرارية، وعدم جعل الطعام وسيلة للثواب والعقاب، وتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة التي تساعد على حرق الدهون، وإرشاد الأهالي ومساعدتهم في اختيار الأطعمة المناسبة لطفلهم واستبدال العادات الغذائية الضارة بعادات غذائية مفيدة وصحية.

ووفقا للدراسة تشمل المشاكل الغذائية لدى أطفال التوحد رفض الطفل تناول أنواع مختلفة من الأطعمة والإصرار على تناول نوع واحد فقط مما يسبب له نقصا في كثير من العناصر الغذائية التي يحتاج إليها، ووجود حساسية من بعض الأطعمة مثل الحليب والقمح ومنتجاته، والإصابة بإمساك أو إسهال مزمن. مبينة أن الدراسات أثبتت أن 80 في المائة من أطفال التوحد لديهم خلل في المعدة والأمعاء منذ الولادة أو نتيجة للإصابات المناعية، حيث يجعل هذا الخلل الأمعـاء مرشحـة لبعض بروتينات الأطعمة المهضومة جزئياً خاصة الجلوتين والكازين.

وحددت الدراسة المشاكل الغذائية لدى فئة متلازمة فنيل كيتون يوريا (عيب وراثي في تكسير أحد الأحماض الأمينية)، في افراز الكلى مادة الفنيل كيتون في البول نتيجة لتراكم مادة الفنيل الأنالين في الدم، لذلك من أول مؤشرات هذه المتلازمة تغيُّر لون البول من اللون الأصفر إلى اللون البني لدى الأطفال حديثي الولادة، وتعالج الحالات التي تشخص مبكراً بتحديد نظام غذائي خال من الحمض الأميني (فنيل الأنالين) لذلك فإنه يلزم الدقة في غذاء الطفل ومراعاة استيفائه للعناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل.