تخصيص فرع لمساهمات سيدات الأعمال رد فعل لتنامي دورهن في الأعمال الخيرية

الجريسي: جائزة خدمة المجتمع تجسد التكافل بين أفراد المجتمع السعودي

TT

وصف عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض جائزة خدمة المجتمع التي تتبناها الغرفة بأنها إحدى أدوات الغرفة لتفعيل دورها كخلية مهمة ترسخ مفهوم العمل الخيري في المجتمع.

وقال الجريسي ـ في حوار شامل ـ بمناسبة بدء الإعداد للدورة الثانية من الجائزة: إن النجاح المميز التي حققته الدورة الأولى، والرعاية والاهتمام الملموسين من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ضاعف من مسؤولية اللجنة القائمة على هذه الجائزة لتوسيع دائرة نشاطها وتأصيل فكرتها وأهدافها لدى كافة القطاعات المعنية.

> تبنت الغرفة التجارية عددا من البرامج لخدمة المجتمع ما منطلقات هذه البرامج وماذا حققت حتى اليوم؟

ـ انطلاقا من دور الغرفة كخلية مهمة ضمن نسيج المجتمع فقد كان لها جهودا مكثفة لخدمة فئات المجتمع، ومساندة أعمال الخير، والتشجيع على تبنيها في إطار مؤسسي له صفة الاستمرارية، وهو الأمر الذي جسد عبر تأسيس إدارة مستقلة لتولي الأنشطة الاجتماعية والخيرية هي إدارة خدمة المجتمع. غرضها توطيد علاقة الغرفة بمجتمعها وتفعيل حضورها في مختلف الهيئات والمراكز الخيرية الاجتماعية. وقد تمكنت الغرفة من تبني العديد من البرامج الاجتماعية والخيرية الرائدة من بينها لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض، ولجنة أصدقاء الهلال الأحمر بالرياض، ولجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض، وأخيرا جائزة خدمة المجتمع التي انطلقت قبل عامين في دورتها الأولى والتي حظيت بتفاعل ملموس منتسبي الغرفة من الشركات والمصانع والمؤسسات وحتى الأفراد.

> ما هي أهداف هذه الجائزة وماذا عن شروطها وفروعها؟

ـ تهدف إلى تشجيع القطاع الخاص على المساهمة في خدمة المجتمع، عن طريق الإشادة بالجهود المتميزة التي يبذلونها كقدوة ُتحتذى في هذا المجال. ويتم فتح باب الترشيح لكافة منتسبي الغرفة من شركات ومؤسسات ومصانع وأفراد. وفي كل فرع من فروع الجائزة تخصص إحداها للأفراد وأخرى للمنشآت وتقوم لجنة الجائزة باختيار الفائزين بعد دراسة الترشيحات الواردة.ويتم تحديد فروع الجائزة في كل دورة، حيث تضمنت الدورة الأولى فروع خدمة البيئة الفقر والإسكان، والرعاية الصحة، ورعاية السجناء. أما الدورة الثانية التي يجري الإعداد لها فتشمل فروع الأيتام، وإقامة الأوقاف الخيرية ودعم الأنشطة التعليمية، والبحث العلمي، ومساهمات سيدات الأعمال في العمل الخيري، والإنساني، إضافة إلى فرع خامس خصص لمساهمات الشركات الأجنبية العاملة بالمملكة في خدمة المجتمع.

> ما هو تقييمكم لمدى تفاعل منتسبي الغرفة من الشركات والمؤسسات مع فكرة الجائزة، وبرامج العمل الخيري والاجتماعي التي تبنتها الغرفة التجارية بوجه عام؟

ـ أستطيع أن أؤكد أن الوعي وروح المبادرة اللذين يميزان منتسبي الغرفة التجارية، تجسدا بشكل ملموس على مدى السنوات الماضية في شكل مبادرات فردية وجماعية يلمس الجميع حضورها على صعيد خريطة العمل الخيري والاجتماعي في العاصمة. وتوج ذلك بالتفاعل المميز مع برامج الغرفة في هذا الصدد والتي سبق أن أشرت إليها سواء في لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم أو أصدقاء المرضى، أو لجنة أصدقاء الهلال الاحمر، وتواصل في جائزة خدمة المجتمع بشكل غير مسبوق، حيث حظيت الدورة باستجابة واهتمام قطاع عريض من الشركات والمؤسسات والأفراد. وتلقت لجنة الجائزة العشرات من الترشيحات الجديرة بالتكريم والتقدير والتي تعكس جهودا فاعلة تجسد في المقام الأول جانب التكافل الاجتماعي الذي يدعو إليه ديننا الحنيف.

> تدل إحصائية وزراء الشؤون الاجتماعية على ازدياد عدد الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة (300 جمعية تقريبا) إلا أن عددها ما زال ضئيلا مقارنة بالدول الأخرى، ما هي الأسباب برأيكم، وهل ما زال وعي المجتمع للعمل المؤسسي دون المأمول؟

ـ المطلع على مسيرة العمل الخيري في المملكة يدرك حجم الانتشار والتطور الذي شهدته هذه المسيرة خلال العقدين الأخيرين، وهذا يعكس العديد من الحقائق في مقدمتها ما يتميز به المجتمع المسلم من تراحم وتكافل. ومن جهة أخرى تنامي الوعي بأهمية العمل الخيري ومردوده على تنمية المجتمع ورخائه واستقراره. واسمح لي أن أشير إلى ملاحظتكم بأن ـ عدد الجمعيات الخيرية في المملكة ما زال ضئيلا مقارنة بالدول الأخرى ـ وهنا أود أن أؤكد على أن النتائج وحجم الخدمات ونوعيتها والمشمولين بها، هي المعيار الذي يجب أن نقيس عليه وبه أداء هذه الجمعيات. ودعني أورد مثلا على ذلك، لقد اطلعت على التقرير السنوي الأخير لجمعية الأطفال المعاقين ـ وهي إحدى المؤسسات الخيرية الرائدة في المملكة ـ وقد لفت نظري ما أورده التقرير من أن عدد الأطفال الذين استفادوا من خدمات مراكز الجمعية في الرياض ومكة والمدينة وجدة والجوف يزيد على (3500) طفل خلال العام المنصرم وحده، ومع الإشارة إلى طبيعة الخدمات التي تقدمها الجمعية والتي تشمل التعليم والعلاج والتأهيل والرعاية الاجتماعية والنفسية وتقيييم الحالات والخدمات الاستشارية. هنا ندرك أن مؤسسة واحدة تستطيع القيام بما تقوم به عشرات المؤسسات والجمعيات وأن حجم ونوعية الخدمات هو الهدف.

> أشرتم إلى تخصيص أحد فروع الجائزة في الدورة الثانية لمساهمات سيدات الأعمال في مجال خدمة المجتمع ماهي حيثيات ذلك؟

ـ إن تخصيص فرع لمساهمات سيدات الأعمال في مجال خدمة المجتمع جاء كرد فعل واقعي لتنامي دور سيدات الأعمال ومساهمتهن البارزة في الأعمال الخيرية. فمن الملاحظ أن الكثير من المؤسسات الاجتماعية والخيرية الناجحة الآن قامت وواصلت رسالتها وتعددت خدماتها بفضل من الله ثم بمبادرات وجهود سيدات توجن نجاحهن في مجال المال والأعمال بالمساهمة في العمل الخيري والاجتماعي. ونحن نعد هذه الخطوة توثيق لعطاء الأخوات من سيدات الأعمال وإبراز دورهن كقدوة تُحتذى وتأكيد على أهمية القطاع النسائي في التنمية، علما بأنه إضافة إلى هذا الفرع المخصص لسيدات الأعمال فإنهن ينافسن في المجالات الأخرى من فروع الجائزة أسوة بباقي منتسبي الغرفة.

> عودة لنظام الجائزة وآلية الترشيح لها.. نود أن نلقي الضوء على كيفية المشاركة فيها؟

ـ كما أسلفت، فإن هناك لجنة الجائزة التي تتلقى الترشيحات المقدمة منتسبي الغرفة التجارية الصناعية بالرياض كما أن هناك الإدارة التنفيذية للجائزة الجهة المسؤولة عن متابعة تنفيذ لائحة الجائزة ومخاطبة منتسبي الغرفة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الجائزة مفتوحة لمشاركة الرجال والنساء على السواء، للذين أدوا خدمات مميزة في مجال العمل التطوعي لخدمة المجتمع أو قدموا دعما ماليا لنفس الغرض شريطة أن يكون المرشح أو المرشحة من بين منتسبي غرفة الرياض سواء للأفراد أو المنشآت أو القطاع الخاص.

وقد بدأت الإدارة التنفيذية للجائزة في تلقي طلبات الترشيح للدورة الثانية اعتبارا من أول أكتوبر الماضي ويمكن للراغبين الحصول على نماذج الترشيح من موقع الغرفة أو من الإدارة التنفيذية للجائزة بمقر الغرفة علما بأنه تم إرسال هذه النماذج الكاملة لكافة منتسبي الغرفة.