ليال مكية في إدارة التربية والتعليم بالرياض والمشاركة في الأشعار تقتصر على «طالبات المصلى»

TT

على طوال الثلاث أيام الماضية، ومنذ يوم الاثنين، تمتعت عضوات السلك التعليمي بليال مكية أصيلة في مقر مبنى إدارة التربية والتعليم بالرياض، وذلك بمناسبة المنتدى الذي تعقده الإدارة للاحتفاء بمكة عاصمة للثقافة الإسلامية. ومن هذا المنطلق تم تزيين ممرات المبنى بصور لمكة قديما وحديثا، كما تمت إضافة معرض خاص بالحياة المكية التراثية، وشمل أوجه مختلفة من تلك الحياة كأزياء المرأة المكية وركن العمدة وخيمة الحاج، كما كان للطعام نصيب كذلك بوضع ركن للتعتيمة المكية (الفول والجبنة والزيتون).

ولم يكن هذا كل شيء، إذ حلقت الحاضرات في أجواء شعرية نبطية وفصيحة نقلتهن لتاريخ مكة ومنذ عصر هاجر وإسماعيل وحتى يومنا الحالي، أبدعت في إلقاء تلك الملحمة التاريخية (تاريخ مكة) طالبات «مصلى» المتوسطة 57، وطالبات أولى ثانوي من المدرسة 43، واللاتي قمن بتلحين تلك الأشعار ألحانا طربية مختلفة وإلقائها بدون أي موسيقى إيقاعية مصاحبة، التي حظيت بتشجيع كافة الحاضرات، خاصة أنها المرة الأولى التي تشترك فيها هؤلاء الطالبات في احتفال لإدارة التعليم.

وفي حديث خاص لـ «الشرق الأوسط»، أوضحت المعلمتان اللتان قامتا بتنسيق فقرات الملحمة لطيفة القحطاني وفايزة العيسى، من المتوسطة 57، ان سبب اختيار هؤلاء الطالبات للمشاركة هو كونهن من طالبات «المصلى» المدرسي، وهو كالجمعية الدينية في كافة المدارس الحكومية تقوم الطالبات فيه بالعديد من الأنشطة اليومية الدينية من إلقاء المحاضرات الدينية والمسابقات الثقافية الدينية وأحيانا إنشاد بعض الأناشيد الإسلامية، وبالتالي يتمتعن بالاشتراك في كافة الأنشطة اللأمنهجية المدرسية.

وأضافت: بالتالي فمثل هذه المناسبات هي المكان الأنسب لهن لإبراز مواهبهن، فهن يملكن الجرأة، كذلك يعرفن الأشعار الدينية المناسبة لمكة، ولديهن طاقة تلحينية وشعرية هائلة. وبسؤالها كيف اكتشفت ذلك، أوضحت القحطاني أنها كانت تجتمع بالطالبات في وقت الفسحة وفي حصص الفراغ وفي كل وقت ترى نفسها متفرغة، ليقمن بتجميع المقاطع الشعرية التي ألفتها الطالبات او جمعنها من الأشرطة الإسلامية ومن الاستماع لألحان البنات اللاتي حفظنها من استماعهن المتكرر لأشرطة الأناشيد الإسلامية.

وأكدت العيسى أن طالبات المصلى فقط هن من يتمتعن بالموهبة اللازمة للاشتراك بمثل هذه المناسبات. وحول الموضوع نفسه أوضحت الطالبة سعداء الأنصاري، من الثانوية 43، وهي من المداومات على حضور أنشطة «المصلى» في مدرستها، أن ذلك الشيء هو ما رشحها للاشتراك في الحفل.

وبسؤال مجموعة من المشتركات في الملحمة وجميعهن في الصف الأول المتوسط، كذلك ملتزمات بحضور «أنشطة المصلى»، عما إذا كان المصلى يوفر لهن المكان لإبراز مواهبهن، التي عادة ما تكون الإنشاد الديني، أثبتن جميعهن ذلك وإن اختلفن في كونه الطريقة للوصول للنجومية بسبب تحريم الغناء إسلاميا. والطريف في الأمر أنهن اختلفن كذلك حول إمكانية الاشتراك في برنامج «ستار أكاديمي»، الذي كن يحرصن على متابعته، أو الاتجاه لطريق «الفرق الغنائية الشعبية».

وخلافا لعادة المنتديات الثقافية، فقد غصت كراسي المدرجات هذه المرة بالحضور واللاتي ينتمين للسلك التربوي التعليمي من مختلف مكاتب الإشراف والتوجيه التربوي بمناطق الرياض المختلفة، كذلك بعض من مديرات المدارس والمرشدات الطلابيات. والطريف في الأمر أن عددا من الحاضرات أوضحن لـ «الشرق الأوسط»، أن اغلب الحضور جاء لإثبات الولاء التام لإدارة التربية والتعليم، وذلك لتسهيل معاملات مدارسهن، بينما البعض الآخر استغل المناسبة للالتقاء ببعضهن بعضا وكسر روتين العمل اليومي الممل، كما اوضحت إحدى الموجهات من إدارة الإشراف في غرب الرياض.