حملة السكينة: لنا وجود في كل المواقع التي تتبنى الفكر التكفيري والتطرف الديني

كان الوضع أسوأ قبل عامين

TT

وصف المسؤول الإعلامي في حملة السكينة وضع الفكر التكفيري والتطرف في المملكة بالأسوأ عند بدء انطلاق الحملة التي ترعاها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية والتي تهدف إلى الحد من انتشار الفكر التكفيري والتطرف الفكري الديني عبر الإنترنت، حيث كانت كثير من المواقع على الإنترنت تروج لهذا الفكر علناً.

وأضاف (حققت الحملة بعض النجاحات البسيطة خلال الفترة الماضية ومن أهم هذه النجاحات انحسار الفكر التكفيري عبر المواقع الإلكترونية التي كانت تروج له. هذا التراجع يجب أن يحول إلى واقع عملي لتحجيم هذا الفكر وتجفيف موارده والحد من مصادره وهذه ليست بالمهمة السهلة ولكنها ليست صعبة).

حملة السكينة التي انطلقت قبل عامين تقريباً كعمل تطوعي هدفه إيضاح الشبهات وتحجيم هذا الفكر ركزت جهودها على الإنترنت كونه الأسهل والأسرع في نشر هذا الفكر أو الترويج له، وتضم في عضويتها 40 فرداً من المحاورين والدعاة المتعاونين إضافة إلى سبع سيدات يقمن بمحاربة هذا الفكر في المنتديات النسائية ويدخلن في حوارات مع المنجرفات إليه.

ويقول مسؤولها الإعلامي خالد عبد الله المشوح ان هدف الحملة ديني وطني للحد من انتشار هذا الفكر الضال الذي استهدف الدين والوطن. ويضيف (الحملة ستحقق نجاحات أكبر في هذا المجال في حال توفر الدعم الكافي).

وقد حققت الحملة بعض الإنجازات المهمة خلال العامين الماضيين فقد حاورت 972 شخصا منتهجي الفكر الضال كما نفذت 53760 ساعة حوار عبر الإنترنت وطرحت ما يقارب 34600 مادة متنوعة ما بين موضوعات وحوار ومقاطع صوتية لمحاضرات وفتاوى عبر عدد من مواقع الإنترنت.

ويقول المشوح لسنا جهة توعوية وإنما جهة حوارية نجري حواراتنا مع المتبنين للفكر التكفيري والمتعاطفين معه عبر الإنترنت، وهذا يجعل مهمتنا محددة وصعبة في ذات الوقت ويضيف (لا يوجد منتدى يتميز بالطرح الجاد والقوي للمواضيع التي تطرح فيه إلا ويكون لنا حوارات أو وجود فيه، ومن ضمن هذه المواقع موقع الساحة السياسية الشهير ومواقع تبنت الفكر المتطرف حيث قمنا بتحجيم هذا الفكر فيها). ويبين فكرة الحوار الذي تقوم به الحملة أنه يقوم في الأساس على الاتفاق بين الطرفين محاور الحملة ومتبني الفكر المتطرف، فإذا وافق الطرف الآخر على الحوار تبدأ عملية تفنيد الشبهات والرد عليها. ويشير إلى أن هذه الحوارات ليست بالأمر السهل، خصوصاً إذا كان الشخص المستهدف شخصية متنفذة في الإنترنت ويروج لأفكاره عبر المواقع التي يسيطر عليها، فهذا الشخص يحتاج إلى فترة طويلة لكي نقنعه بجدوى الحوار بعد أخذ الضمانات اللازمة). ويذكر المشوح أن هذه الضمانات تمنح لكل من يدخل في حوار مع أحد أفراد الحملة ومن أهمها أمانة الحوار وهي الأمانة التي تقتضي أن يكون الحوار سراً بين الطرفين وهو ملك لهما ولا ينشر هذا الحوار إلا بعد موافقة الطرفين عليه. وتستعد الحملة في المرحلة القادمة إلى نشر كثير من الحوارات التي تمت بين أعضائها وبين منتهجي هذا الفكر عبر الصحف.

ويعترف أعضاء الحملة أن كل من حاوروهم لم يصلوا إلى حالة الاقتناع الفكري التام والعودة عن هذا الفكر تماماً، لكنهم استطاعوا أن يحجموا هذا الفكر سواء بالحوار أو الحملة المضادة التي قامت بها لمواجهته وهي المواضيع والفتاوى التي تم طرحها عبر عدد كبير من مواقع الإنترنت. ويقول خالد المشوح (نحن نعمل من خلف أجهزة، وفضاء الإنترنت مفتوح أمأمنا بلا حدود نحاور الجميع، بعضهم يستجيب ويعود عن الأفكار التي كان منساقاً خلفها حتى ان بعض هؤلاء يريد أن يشرح تجربته مع هذا الفكر وكيف بدأت، قد تبادلوا معنا الرسائل وعددهم 537 شخصا ولكن بعضهم رغم مدد الحوار الطويلة التي قضيناها معهم والتي قد تصل إلى 60 ساعة حوار مع شخص واحد إلا أنهم قطعوا الحوار مع محاورينا).

ويفسر المشوح هذا الوضع بأن كثيرا ممن تم معهم الحوارات هم في مرحلة الشك بين فتاوى العلماء وبين من يدفعهم لهذا الفكر الضال ويثير عليهم الشبهات، فإذا اقتنع بخطر هذا الفكر تواصل مع الحملة وإذا تجاوز هذه المرحلة وانقطع عن الحملة فهذا يعني أنه قطع مرحلة الشك وقد تشبع بهذا الفكر واقتنع به. وجدت الحملة أن أكثر الشبهات التي يقيم المتطرفون الشبهات حولها نوعان نوع لا يرتبط بدولة أو بإطار معين، وهذه الشبهات هي أوضاع المسلمين ومآسيهم خصوصاً في العراق وفلسطين وتدخل الدول الكافرة كما يرون في شؤونها إضافة إلى قضايا الجهاد المختلفة، أما النوع الثاني من الشبهات فهو داخلي مثل الحاكمية والحكم بما أنزل الله ووضع الكفار في جزيرة العرب. وتتفرع منها العديد من الشبهات وقد جمعت الحملة الفتاوى حول هذه القضايا وستصدرها في كتاب يوزع على الآباء والتربويين ويكون في متناول الجميع.

وبحسب كلام المشوح فان أعمار المنتسبين لهذا الفكر تتراوح بين 16 و30 عاماً وقليل منهم من تجاوز 40 عاماً وذلك من خلال خبرة الحملة وإحصائياتها التي جمعتها عن الأشخاص الذين حاورتهم، كما حاورت الحملة بعض الأشخاص وان كانوا قلة من دول الخليج وتم إقناعهم بفساد هذا الفكر وخطورته.