التلفزيون السعودي يعرض شهادات ثلاثة من أفراد تنظيم القاعدة المتراجعين

في أول حلقة من سلسلة (تجارب باسم الجهاد)

TT

عرضت القناة الأولى السعودية مساء أمس، أولى حلقات سلسلة تجارب باسم الجهاد بعنوان التضليل، يروي فيها ثلاثة من المتراجعين عن الفكر الضال، وهم زياد عسفان وعبد الله خوجة ووليد خان، تحدثوا فيها عن أربع محاور رئيسية هي البداية (الاندفاع) والتجنيد والتوجيه والعودة (الرجوع عن الأفكار).

وبعد أن سجل العائدون إعترافاتهم عرض التلفزيون السعودي ندوة تلفزيونية تحدثوا فيها عن الدوافع والمبررات (الشرعية، والاجتماعية، والنفسية) وراء الانخراط في الفكر المتطرف، وبيان الحالة الفكرية والاجتماعية والنفسية للشاب قبل الدخول في فكر التطرف وبعده، وأثر العاطفة والحماس غير الموجه في تضليل الشباب، ودور عدم الوعي بمقاصد الشريعة في تأثر الشباب السريع بالمناهج الفكرية المنحرفة، ونتائج وآثار الفكر المتطرف على الفرد والأسرة والمجتمع (الآثار الأسرية، والاقتصادية، والأمنية والمجتمعية)، ودور الأسرة والأقران والقرابة للحد من الاندفاع والوقوع في الفكر المتطرف، وسبل التعامل معهم، ودور المؤسسات الاجتماعية لمواجهة ظاهرة الفكر المتطرف، والبرامج المقترحة لمواجهة هذه الظاهرة واحتواء العائدين من مناطق الصراع، والسمات الشخصية والنفسية للشباب الأكثر تقبلاً لمفاهيم الفكر المتطرف، والأساليب النفسية الاقناعية (الترغيب والترهيب) المستخدمة لإضعاف مقاومة الشباب وجذبهم للذهاب للجهاد.

بدئ المحور الأول من الحلقة وهو الاندفاع بـ«وليد خان» حيث قال: هناك امورا معينة والله قد لا تتعلق بشان الجهاد ولا المسلمين فهناك تراكمات نفسية.. وأنا لم أعترف بالتكفير أساسا لأني مجرد متذمر وعندي أسئلة حايرة محصلتها أني والله أروح أجاهد، فقد قيل لي عندك؟ شيء رح الجهاد وتحصل كل الاجوبة هناك. والمشكلة أنك ما تحصل أجوبة تحصل.

وقال عبد الله خوجة الزميل الآخر لوليد: سمعت أن أخا اسمه طاهر جان أمير المجاهدين الأوزبك في أفغانستان جاءني في مدينة الطائف حيث أعمل فكنت أتمنى أجده، فوجدت طاهر وتكلمت معه عن رغبتي الشديدة جداً في الذهاب إلى أفغانستان أو إلى أي منطقة تكون تقاتل في سبيل الله تعالى تحت راية واضحة فذكر لي أنه راح يأخذني معه إن شاء الله وذكر لي أنك يمكن ما تصبر قال لي لأن الحياة عندكم رغد وعيش ورفاهية فقلت له لا إن شاء الله أبصبر إن شاء الله أبصبر.

ويعود وليد خان ويذكر: الأمور هذي كلها كنت قبل ما اروح ما كنت أسمع عنها (يقصد التكفير) ولم تكن طاغية وبعد ما عشتها وصرت 24 ساعة مع الناس اللي يعتنقون الفكر هذا اللي هناك مع ناس كلهم يفكرون واغلبه تكفير وهجرة أكيد انك بتتساءل ليش؟ ويردون عليك بأدلة انت ما عندك علم ترد عليه أصلاً فبالتالي يعني أقل شيء بتصدقهم.

ويضيف: في البداية كان حماسا فقط، في البداية تفكير جدي في الذهاب مثلا كان فيه شباب أعرف واحدا من الشباب مثلا عنده أخويا فقعدت أحكي لهم يوم من الأيام قال لي انهم راحوا للجهاد فتأثرت كيف راح فلان تأثرت فترة يعني وزعلت كيف راح وفكرت قلت يعني غريبة أكيد ما راحوا إلا لشيء قوي وش دفعهم دافع قوي يعني كيف تركونا هنا وراحوا مو معقول ففكرت بالموضوع وأكثر من موضوع ومع قراءة مثلا بعض الفتاوى أمور شرعية أدبيات معينة أناشيد قصائد فالواحد يكون يعني خلفية أو يبدأ يتكون الدافع الآن إلى الذهاب إلى الجهاد ويتطور إلى حماس والحماس إلى واحد أذكر منضبط أو غير منضبط وهنا الفارق وهنا النهاية تصير.

وينطلق المحور الثاني من الحلقة وهو التجنيد ويتحدث لأول مرة زياد عسفان: رجعت مرة أخرى بمفردي إلى أفغانستان ودخلت المعسكرات للتدريب وكان أول دخولي لمعسكر يسمى الصديق وكانت دورة بسيطة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على الأسلحة البسيطة الخفيفة، وطبعا لا يخفاكم الأناشيد الحماسية والكلمات النارية التي كلها تدور حول مؤامرات اليهود والنصارى على ديار المسلمين على رأسها قضيتنا الأم قضية فلسطين.

ويتحدث عبدالله خوجة عن التجنيد قائلا: عبرنا الحدود ودخلنا وكانت بصورة عادية طبيعية كنت برجولي أمشي.. اللبس أفغاني الزى الأفغاني كامل طبعا لازم يكون شوية تمويه هناك يخبئوا اللبس حتى لا ينتبهوا لك إنك عربي ولا ينتبهوا انك جاي من أرض عرب.

وأضاف: طلبت أني أروح المعسكر الآن فما المرحلة القادمة قالوا المعسكر وقلت تدرب هناك وتصبر ولا تسأل أسئلة كثيرة قلت أروح هناك وأتدرب معهم على الأسلحة.

ويكمل وليد خان: وصلنا في الليل تقريبا إلى آخر قرية في الشمال اسمها سلندح بعدين نزلنا هناك أخذنا تكسي ثاني نزلنا إلى قرية حدود إيران آخر حدود إيران مع العراق اسمه ديزلي على أساس مواعدين مهرب الساعة 12 في الليل يجي يمشينا طبعا إلى الآن وضع جديد علي أول مرة يعني تهريب وهذه أمور كبيرة الواحد ما هو متعود على مشاكل مسالم جداً في البيت قاعد لا تهريب ولا مشاكل الواحد من الجامعة للبيت يتمشى ما عندك مثل هذه المشاكل فتدخل أمور كبيرة تهريب وحدود ومخابرات وشي كبير ، تشوف أمور قوية لازم تنتصر عليها وصلنا هناك استقبلنا واحد ممن يسمون الأنصار أنصار الاسلام معي رجل استقبلنا واخذنا وركبنا سيارة ثانية وصلنا إلى منطقة اسمها خورمانا قعدنا هناك في بيئة جديدة ناس جدد مجتمع جديد قرية جديدة.

ويعود المايكرفون من جديد إلى عبد الله خوجة الذي استطرد: الشباب يخافون.. أنا رأيت شابا ارتحت له نفسيا فلا أسئلة أنت من أي مدينة؟ ومن تعرف ؟ الشباب يحرصون ويخافون فلا تسأل أسئلة كثيرة، الشباب كانوا يقولون لي لا تجتهد اجتهاد أسئلة كثيرة عليك انك تجيب هذا أبو فلان هذا فلان لا تسأل انت من نجد انت من الشرقية انت من اليمن انت من العراق انت من الهند انت من السند لا تسأل خليك في نفسك فقط لأن الشباب يخافون انك تكون رجل مباحث فخليك في نفسك حتى لا ينفروا منك.

وعاد زياد عسفان للقول: فكان يقول نحن أولى بنا وأحرى أن نصبر يعني كنت أسمع هذا الكلام عند صعود الجبال عند المشي في الوديان عند.. عند.. عند أنه لابد من الصبر ولابد من العزيمة ولابد من استحضار النية لأنك بنيتك هذي نريد أن نعد رجالا ونواة للإسلام وجيشا إن شاء الله سيتحرك من كابل إلى فلسطين إلى الأقصى المبارك حتى يمكن وطبعا يذكرون دائما صورا لانتهاك الأعراض والحرمات واستباحة المقدسات في فلسطين ومن الأمور هذي.

ووليد خان مرة أخرى يضيف: هناك كثيرين بسيطين ما عندهم سالفة مساكين قاعدين في الجبهة وماسك سلاح ومرابط ما فيه شيء ثاني ما يدري لا عن طرقات ولا بن لادن قاعد كذا يسمع فقط لكن مهمته يراقب فقط فالآن هذا المجاهد عادي ليس لديه رؤيا ولا منهج ولا هدف.

ويروي عبد الله خوجة قصص لقياه بالعرب بقوله: فدخلت هناك ولقيت مجموعة شباب عرب وغير عرب داغستانيين فرنسيين بريطانيين ألمان أمريكان كلهم مسلمين من المجاهدين هناك، أحببتهم في الله تعالى جلست مع باكستانيين أفارقة.. أندنوسيين ومن شتى دول العالم.

ويكشف وليد خان مزيداً من المعلومات حول العرب هناك: المشكلة أنه كان العرب الموجودين هناك أكثرهم أردنيين من أتباع أبو مصعب الزرقاوي المشكلة اختلطنا فيهم وكلهم ما يرون إلا شيخهم المقدسي كلهم أساسا كانوا تنظيم بيعة الإمام في الأردن في عام 1995 مبايعين المقدسي وسجنوا خمس سنوات كانوا محكومين 15 سنة وجاهم عفو وخرجوا بعد خمس سنوات وطلعوا بعدين راحوا أفغانستان فبدت أفكارهم تظهر طبعاً هم يكفرون الحكومة بشكل عام وجيش الشرطة وهي أخطر مجموعة وفهمت أنه فيه اختلاط بينهم وبين بن لادن في بعض النقاط مختلفين فيها في الرؤيا وفي الفكر وفي بعض الامور طبعا مع ما فقهنا الا بعدين.

ويضيف: من يوم ما جاءوا جماعة الزرقاوي صار فيه اختلاف في الوجهة شوي وبعضهم معارضين تماما يعني معارض الفكرة هذي من القادة لكن الحاصل أنه كان الجماعة يحتاجون فلوس وصلوا لمرحلة أن الجبهة كلها ما فيها إلا عشرة آلاف طلقة كلاشنكون بس يبغون فلوس يعني الآن هنا المحك اللي بيدعهما الآن هو اللي بيمسكها هو اللي بيفرض عليها رؤيا معينة وتوجه معين تبغون فلوس اعطيكم فلوس لكن إعملوا لي كذا غصب على خشومهم بيرضون في هذه الأثناء جاءهم الزرقاوي شاف أوضاعهم سيئة جدا ما فيه فلوس يفكرون يسوون هدنه مع طالبان قال افا تسوون هدنة ما يصير فزعل وطلع هم قالوا ليش زعل؟ فصارت مشاكل بينهم وبينه فقال طيب وجعل واحدا من جماعته يقال له أبو محمد مع الجماعة ليرى أوضاعهم كيف فهذا قعد معهم تقريبا خمسة شهور بعدين كتب له تقرير قال له الجماعة ما تحتاج مجرد أنهم محتاجين نقود فأعطاهم تقريبا 500 ألف دولار منه أحيت الناس.. الآن الجماعة تدين بالفضل بعد الله للزرقاوي لأنه هو اللي أنقذهم خلاص الآن سيطر عليهم يعتبر الآن أي جبهة في الدنيا في الجهاد تبي تسيطر عليها ادعمها خلك انت الممول الرئيسي لها وتمشيها كذا.

ويتحول المحور إلى نقاط التوجيه حيث يكشف الآن الثلاثة مزيداً من تفاصيل الحياة التكفيرية فيبدأ عبد الله خوجة مجددا بالحديث قائلا: في يوم ما واحد يمني قال لي نحن ان شاء الله ندخل الرياض فاتحين من هناك كنت أنقم عليه أقول ليش تدخلوا الرياض فاتحين وهناك أهلنا وهناك اخواننا وأخواتنا وكان يقول لي انت ما تعرف وكان واحد يتكلم باستهتار جزائري فكنت أتأثر بالكلام هذا اول مرة أسمع كلام زي كذا انصدمت والله زعلت حزنت ايش الكلام هذا حتى كنت أكلم امير المعسكر كان امير المعسكر ارتيري كان يقول لي لا تختلط معهم اتركهم اتركهم ونحن واجهنا صعوبة أمامهم هذا المعسكر اسمه معسكر خلدن تابع لعبد الله عزام.

وجدت في نفس المعسكر كان فيه مجموعة مصريين ومجموعة جزائريين تونسيين ليبيين مغاربة سعوديين يمنيين داغستانيين شيشان هولنديين كان فيه أبو طلحة الهولندي وأبو خالد الفرنسي أسمر لكن فرنسي يتكلم اللغة العربية الفصحى كانوا يختلفون معنا كانوا يذكرون العلماء والمشايخ بشر.

ويذكر وليد عسفان القليل الكلام: وانه لن يتحقق الخير للاسلام والمسلمين إلا بسقوط هذه الدولة الكافرة المنافقة المرتدة التي هي درع لليهود والنصارى ويتحصن بها اليهود ويتحصن بها الإسلام والمسلمون وكان دائما يدندن على كلمة. يقول، كثير من الدول الإسلامية والعربية قد أظهر الله لنا كفرها ولكن الدولة هذي يعني من بد الدول هذي كلها شر عظيم وأكبر ضرر وخطر وشر من الدول الأخرى ويضيف خان: مثلا هيئة كبار العلماء المفتي العام يصفطون على جنب يعني كل الشباب أو ثلاثة أرباع الشباب 90المئة من الشباب اللي قابلتهم بالجهاد ما يأخذون لا بالمفتي ولا بهيئة كبار العلماء.

ويعود عبد الله خوجة: كنت اقول أبو بكر الجزائري عندنا في المدينة شيخ وعالم كانوا يقولوا لي هذا عالم تحت المكيف ما يحمل هم الأمة لكن راتبه في جيبه وكل شيء عنده من تحت المكيف فكنت أنصدم كلام عجيب أول مرة اسمعه أول مرة اسمع كلام زي كذا كيف تتكلم وانت والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز رحمة الله عليهما علماء جهابذة أئمة الأمة فكانوا يقولوا هذا لي ما جوا جاهدوا معانا فيجهلوا واقع الأمة ويجهلوا وأنا كنت قليل علم جداً قليل علم ما كان عندي علم حتى ما كنت أحفظ من كتاب الله إلا جزءا أو يمكن أقل من جزء فكنت مذهولا بكلامهم.

بعده يتحدث عسفان عما يواجهونه في الاعداد والتدريب: وكيف أنه لا بد، حتى أثناء الإعداد والتدريب لا بد أن نصبر ولا بد انه نجلد ونكافح وكانوا دائما يضربون لنا الأمثلة ويقولون انظر إلى الدول العربية هذي والإسلامية كيف أنهم يعدون العدة ويقيمون هذه الجيوش ويجهزونها وهكذا وكيف أنه الجندي في هذه الجموع يعني كلهم في جلد وصبر من أجل عروش السلاطين هؤلاء.

ويبدأ وليد خان في الحديث عن طرق جذبهم لفكرهم: فأنت تجي يا المسكين اللي عندك أسئلة حايرة وما أحد جاوبك عليها تروح هناك هم عندهم الأجوبة فالأجوبة تصير انهم يجذبونك لمنهجهم أو خطتهم أو طريقتهم اللي هم ماشيين عليها جيد فهذي الآن المشكلة طيب وشوف الخطة الرؤيا هذي هي المشكلة وهو خط أنه الخروج على الحكومات هذي مشكلة.

وفي المحور الأخير من الحديث وهو العودة الرجوع يقول عبد الله خوجة: جلست هنا فترة تقريبا حوالي 6 أشهر.. 7 أشهر.. 8 شهور اشتقت كمان أرجع ثاني اشتقت للجهاد مرة ثانية اشتقت أني أروح مرة ثانية تعرفت على شباب طيبين هناك.

وزياد عسفان يتحدث: كان ممدوح البيروتي هذا الرجل أبو عبد الرحمن كان حريصا عليّ وعلى غيري وكان عنده حقيقة يعني جماعة للشباب حرص على أن هذه الجماعة يزيد.. يزيد.. يزيد ويكبر.. ويكبر وكان يتعاهد معهم ويأخذ عليهم العهد ان نبقى.. طبعا في البداية كنا نظن هذا العهد مجرد عهد عليّ يعني على بقائنا مع بعضنا البعض متواصلين في أمور الجهاد وفي طلب العلم فهكذا لكنا طبعا إذا الواحد فينا ابتعد أو حب انه مثلا انه ينفصل أو انشغل أو كذا فكان يذكره بالعهد ويقول هذا العهد يلزمك وكذا.. وكذا.. وكذا وهذا العهد يعتبر عهد إمرة ولابد أنك تتقيد به في الحضر والسفر في المنشط والمكروه ومن الأمور هذي.