تزايد الإقبال على سيارات الدفع الرباعي في جدة

TT

كبيرة.. قوية.. مرتفعة ولها هيبة!، هذا هو الوصف الذي يطلقه أصحاب سيارات الدفع الرباعي أو كما يسميها الكثير بـ«الجيوب»، حيث تشهد مدينة جدة بشكل خاص، والسعودية بشكل عام، تزايد الإقبال على شراء هذه الفئة من السيارات. ويعتبر اختيار هذا النوع من السيارات هو الاختيار الأرجح لدى الكثير من المقبلين على شراء سيارة جديدة، حيث يقول فارس أبوهنطش، مدير المبيعات الإقليمي بشركة المتحدة للسيارات: »إن هناك إقبالا كبيرا على شراء السيارات ذات الدفع الرباعي الـ 4*4، سواء الكبيرة منها أو الفئة الوسط أو ما يسمى الـ SUV، وهي السيارات الرياضية المتعددة الاستخدام التي تدمج ما بين مميزات سيارات الدفع الرباعي والسيارات المخصصة للمدينة، والتي يفضلها الشباب والمتزوجون حديثاً. وبالنسبة لنا فإن موديلات 2005 قد بيعت بالكامل ونحن نتلقى طلبات للموديل الجديد 2006».

ويميل كثير من الشباب هذه الأيام إلى امتطاء السيارات المرتفعة، لكن ليس للأسباب المعروفة عن هذه السيارات مثل تحمل وعورة الطرق والمرتفعات، بل كانت الأسباب مختلفة، خاصة إذا علمنا أن الكثير منهم يقيمون في المدينة ولا يسافرون عن طريق البر وليسوا من هواة الرحلات الصحراوية أو ما يسمى بالـ (التطعيس)، حيث يبرر بعضهم هذه الميول بأن الكثير من الشوارع تنتشر بها مطبات وحفر قد تؤذي السيارة، كما يقول أحمد اليامي: »بالنسبة لي شخصياً، أفضل السيارة التي تكون مخصصة لكل أنواع الطرق، سواء داخل المدينة أو خارجها، وبالرغم من أن معظم تنقلاتي بالسيارة هي داخل المدينة، إلا أنني أنزعج من المطبات والحفر المفاجئة التي عادة لا تسلم منها سيارتي». أما البعض الآخر فيرجع سبب ميوله إلى أن هذا النوع من السيارات له جاذبية خاصة، كما يبين ذلك الشاب ياسر الشعيبي، حيث يقول: »أفضل السيارة المرتفعة لأنها تعزز الثقة بالنفس، كما أنني أشعر بأنني استطيع الوصول بسيارتي إلى أماكن لا تستطيع السيارات الأخرى الوصول إليها».

فالجانب المعنوي له دور كبير كما يوضح ذلك الدكتور محمد العتيبي، استاذ علم النفس الاجتماعي، حيث يقول: »هناك الكثير من الناس يحبون أن تكون السيارة أكثر من مجرد وسيلة تنقل، وقليل منهم يتمتعون بالقدرة على الموازنة بين الجانب المادي والجانب المعنوي، فنجد بعض الأشخاص يرغبون في شراء سيارة كبيرة مثلاً، رغم أنهم لا يحتاجون إلا إلى سيارة صغيرة، والعكس صحيح». وعند الحديث عن تاريخ نشوء هذه الظاهرة يجب أن نرجع بالذاكرة إلى تاريخ امتطاء العرب، خاصة في الجزيرة العربية، إلى مراكبهم في الغزوات والحروب، بل حتى في التنقل، ففي الوقت الذي كان فيه ممتطو الخيول يتباهون بسرعة خيولهم، نجد أن ممتطي الإبل كانوا يتفاخرون بعلوهم عن غيرهم. أما اليوم، فإن هذه الظاهرة تعود إلى أسباب أكثر وجاهة من التفاخر بحكم وعي الكثير من الناس بأن شراء سيارة جديدة يعني استثمار طويل الأجل ويتطلب الموازنة فيه بين العاطفة والعقل. ومن المعروف أن بعض طرز سيارات الدفع الرباعي تنافس أفخم السيارات من حيث تزويدها بأحدث التجهيزات وسعتها من الداخل، حيث تكفي أفراد عائلة كبيرة يستطيعون السفر بها في راحة وسهولة، كذلك التنقل بأمان داخل المدينة.