الشعر العربي يعانق الإنجليزي في أمسية نسائية

استضافتها القنصلية الأميركية بجدة

TT

امتزج الشعر العربي بأخيه الإنجليزي كاسرا حواجز اللغة والمسافات البعيدة في عناق وجداني تعالت نسماته من تقاطع شارع فلسطين، حيث نظمت القنصلية الأميركية بجدة أمسية ثقافية شعرية استمرت لثلاث ساعات متواصلة، رافقتها أنغام وجدانية وأحاديث ممتعة مع ارتشاف القهوة الأميركية وبسكويت الشوكولاته التي استمتعت بها ضيفات القنصلية من مثقفات وسيدات أعمال وأكاديميات سعوديات دعتهن القنصل العام للولايات المتحدة الأميركية بجدة تاتيانا س. جوفلر ونائبتها إيرين المسؤولة عن الشؤون الثقافية مساء أمس الأول.

إيرين التي لم تفارقها ابتسامتها كانت قد بدأت الأمسية بالترحيب بالحاضرات، وعرفتهن بشخص القنصل الأميركي تاتيانا التي بدأت مهامها منذ بضعة أشهر، وقالت عنها «لقد عاشت فترة طويلة في السعودية أحبت خلالها هذه البلد وأهله وهي تشعر حقيقة أنها بين أسرتها الثانية».

وأكدت ذلك القنصل الأميركي تاتيانا خلال كلمتها التي بدأتها باللغة العربية ومن ثم أردفتها بأختها الإنجليزية قائلة «لقد اجتمعنا اليوم كي نسمع الشعر صوت الوجدان، فنحن حقا نحتاج للشعر ولجماله» وألقت بعدها قصيدة باللغة الإنجليزية لإحدى الشاعرات الأميركيات.

وتوالت بعدها بعض الحاضرات بإلقاء قصائد مختارة عربية وإنجليزية من بينها قصيدة لنزار قباني ألقتها الدكتورة سهير فرحات الأكاديمية بكلية التربية للبنات بجدة، وعلقت على سبب اختيارها للقصيدة النزارية بقولها «لقد مزج الشاعر فيها عاطفة الحب بالحرب وهذا ما جعلني أختارها لأقولها هنا».

ومن ضمن المشاركات كانت الدكتورة فاطمة إلياس من كلية التربية للبنات بجدة التي علقت ضاحكة أثناء إلقائها لقصيدتين باللغة الإنجليزية «هذه فرصتي» إحداهما كانت بعنوان «لن أنتظرك» وتبعتها الإعلامية دلال عزيز ضياء التي ألقت قصيدة اختارتها لإحدى الشاعرات العربيات بعنوان «الإخاء» وكانت قد شدت الحاضرات بإلقائها الذي وصفته بالإذاعي، وتبعتها فرح غطاس بإلقاء نص من تأليفها.

وشاركت الناقدة والكاتبة سهام القحطاني أيضا بقصيدة اختارتها لشاعرة سعودية بعنوان «موّال» معلقة ضاحكة «لقد تمت دعوتي لكي أقول الشعر وأنا لا أكتبه لكني اخترت هذه القصيدة لأني أجدها قد خرجت عن جلباب أبيها» وتبعتها الشاعرة زينب غاصب بإلقائها لقصيدة من ديوانها كانت بعنوان «إلى صوت أمي» حاولت بها إبراز الحياة القروية بتفاصيلها الصغيرة قاصدة كما قالت «ان أعرفكم بجزيرة صغيرة تسكن البحر الأحمر وهي جزيرة فرسان وهذه القصيدة ترصد بعض ملامحها الصغيرة».

أما الشعر النبطي فقد شاركت بإحدى قصائده سيدة الأعمال سميرة بيطار من تأليفها ألقتها باللهجة النجدية وكانت قد لفتت انتباه الحاضرات لخفة ظل القصيدة التي تحدثت عن غياب الوفاء في ظل حب المال وتكريس الحياة المادية، وكان من ضمن الحضور الدكتورة ميساء الصبحي والكاتبة أميمة زاهد ومصممة الأزياء حنان مدني والروائية سلوى دمنهوري، ونداء أبو علي التي ألقت نصا باللغة الإنجليزية.

وقد غادرت الحاضرات الأمسية بتوديع حميم من مسؤولي القنصلية وقطعة شوكولاته فاخرة كتب عليها كلمات منسوبة لهيلاري كلينتون «فقط من خلال إسماع صوتها والدفاع عن قضيتها والتعبير عن رأيها يمكن للمرأة أن تكون عنصرا فعالا في المجتمع».