الصحة: «تسونامي» من الدهون والشحوم يغمر أكثر من خمسة ملايين سعودي

إطلاق حملة جديدة لمكافحة زيادة الوزن تحت شعار «وازن حياتك»

TT

يجلس معظم السعوديين بعد نحو عام من إطلاق أول حملة وطنية لمكافحة السمنة، على هضبة عالية من الدهون، فيما غمر «تسونامي» الوزن الزائد حتى الان أكثر من خمسة ملايين فرد في السعودية نتيجة عدم الاستجابة لدعوات عالمية بتغيير النمط الغذائي والاستهلاكي والابتعاد عن الوجبات الغذائية المليئة بالسعرات الحرارية وهو ما أفرز سلسلة من الامراض المزمنة والمتصلة بشكل أساسي بزيادة الوزن كالسكتة الدماغية ومرض الشريان التاجي وداء السكري وحصى المرارة ومفاصل العظام والاختناق أثناء النوم والسرطان.

وتقفز السيدات السعوديات إلى واجهة الحدث فيما يختص بداء السمنة من حيث الارتفاع السنوي لدى السيدات الذي بلغ أكثر من 24 في المائة فيما هو عند الرجال 16 في المائة كما تشير تقارير المنظمات الصحية الدولية، إذ تعتبر نسبة الاصابة بالمرض حسب التقارير الدولية لدى السعوديات بأنها من أعلى النسب العالمية.

ووجد أن الرجال الذين يعانون في الوقت الحالي هم حوالي 29 في المائة مقابل 27 في المائة لدى السيدات. نتيجة الطابع الاجتماعي الذي يحكم تحركات المرأة السعودية في أطر ضيقة ولا يساعدها على تطبيق برامج الحمية الغذائيةالتي أصبحت جزءا من ثقافة عامة وتحولت مع الوقت الى أحد الاشكال التسويقية التي تستجذب السيدات.

وحذر الدكتور فؤاد نيازي استشاري السمنة من الانتشار السريع لهذا الداء بين سكان السعودية حيث أكد أن التقارير أشارت إلى أن السمنة أصابت خلال السنوات العشر الأخيرة حوالي ثلث سكان السعودية، نظراً لزيادة عناصر الراحه والترفيه في الحياة العصرية مع الاعتماد على الوجبات الغذائية عالية القيمة الحرارية والوجبات السريعة الغنية بالدهون. هذا بالإضافة إلى أن العوامل الوراثية والجينية والبيئية وحتى النفسية أيضاً تعلب دوراً مؤثراً في الإصابة بالسمنة.

في المقابل يرى محمد الشاهر وهو موظف في احدى الشركات الكيميائية ويعاني من زيادة في وزنه، حول رأيه في الحملات التوعوية القائمة «لا نكاد نسمع عنها سوى في بعض وسائل الاعلام، لا يمكن للرسالة الاعلامية أن تصل عندما نصدم بأوزان من العيار الثقيل في المراكز الصحية، ببساطة المنطق يقول غير ما نرى».

ويضيف الشاهر بينما هو يبحث عن أحد أنواع الشاي المخصص للحمية على أحد الرفوف القليلة التي تحددها الاسواق التجارية الكبرى لأغذية الحمية «المشكلة أن برنامج الحمية لا يصمد كثيرا أمام بعض الدعوات الاجتماعية الدسمة، الناس تعتبر أن قبولك للوليمة ورفضك للأكل هو موقف سلبي من جانبك، لكني ما زلت أحارب لإنقاص وزني».

وعلى الجانب الأنثوي بدا الحديث مع السيدات عن زيادة الوزن نوعا من »عدم اللياقة« كما قالت إحدى السعوديات في مركز متخصص بتقديم برامج الحمية والأكلات الصحية حيث أشارت الى أن زيادة الوزن »أمر شخصي وقرار الإنقاص خيار لا يجب السؤال عن أسبابه».

وفي السعودية تعتبر مطاعم الوجبات السريعة ومقاهي »الكوفي« هي البديل الاساسي لأماكن الترفيه أو المتعة الممفيدة كالمسارح أو دور السينما وهو ما يعتبره شباب سعوديون أحد الاسباب التي تؤدي لزيادة أوزانهم بعد أن أصبحت تلك المرافق جزءا من جدول يومي يجتمعون من أجله.

في الوقت الذي أكدت فيه إيمان الأيوبي وهي أخصائية في التغذية وإنقاص الوزن «ان هناك قصوراً في توعية الأطفال والمراهقين بخطورة السمنة وأسبابها ولذا فإن الطفل يستهلك كل ما قد يجده في طريقه لكون لديه عدم وعي بما إذا كانت تلك المادة المستهلكة سبباً من أسباب السمنة أم لا. مشيرة إلى أن زيادة الوزن في الاطفال والمراهقين تهدد بخطورة أكبر نظرا لامكانية بلوغهم أوزان مؤثرة من حيث الامراض والتبعات الصحية والمادية لعلاج تلك المشاكل».

وفي السياق نفسه أشارت الأيوبي إلى أن تغيير نمط الحياة وتجنب العادات الغذائية الخاطئة يعتبران عملين أساسيين في القضاء على السمنة وزيادة الوزن. وقالت ان هناك عدة طرق لعلاج السمنة من أهمها ممارسة رياضة المشي واتباع برنامج غذائي معد تحت إشراف طبي، ولزيادة مفعول ذلك البرنامج يمكن أن يضاف إليه عقار طبي يعمل على إيقاف عمل إنزيم تكسير الدهون في الأمعاء، ومن ثم منع امتصاص ثلث كمية الدهون التي نتناولها في الأكل. وبينت أن هذا يؤدي إلى إنقاص عدد السعرات الحرارية التي تدخل الجسم وبالتالي يؤدى إلى إنقاص الوزن.