مطالب باعتماد أساليب جدية لتعليم المصابين بصعوبات القراءة

ضعف الوعي يفاقم معاناة الفئة الحائرة

TT

«عندما يخطئ الأطفال في تمييز الحروف أو يعجزون عن هجاء كلمة ما فإنهم ليسوا بالضرورة كسالى أو أغبياء، إلا أننا نجد أن قلة وعي آبائهم ومعلميهم باحتياجاتهم تزيد من معاناتهم وتفاقم مشكلتهم».. هذا ما أكدته الدكتورة فوزية أخضر مديرة عام الإشراف التربوي للتربية الخاصة للبنات بالمملكة.

وبينت أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات قراءة بحاجة إلى تكثيف وتفعيل طرق تعليمهم بشكل أكبر وتعميم ذلك في جميع المدارس، حتى تسهم بشكل فاعل في معالجة هذه المشكلة، وتمكين الاطفال من التعلم بالطريقة المتبعة مع أقرانهم العاديين في الغرفة الصفية.

وأضافت الدكتورة فوزية أخضر أن هذه الفئة تحتاج إلى نوع معين من التعليم يتصف بكونه أكثر صراحة ومباشرة وتكثيفاً ودعماً مما يوفره التعليم في الصف العادي. ولفتت إلى أن المعلمين والمعلمات في المدارس السعودية الخاصة ليس لديهم مشكلة في التعامل مع هؤلاء الأطفال، ولكن المشكلة تكمن في معلمي التعليم العام حيث ان البعض منهم ما زال يعامل الطالب الذي يعاني من صعوبة القراءة على أنه غبي وأبله.

من جهته ذكر الدكتور إبراهيم منير أستاذ التربية الخاصة بجامعة الملك سعود أن برامج التربية الخاصة المتبعة في المدارس تغطي اقل من 10 في المائة من احتياج الطلاب المصابين بـ (الدسلكسيا)، وأن وعي الآباء في السعودية بهذه المشكلة لا يزال في البداية.

ويضيف إشراك أولياء الأمور في العملية التربوية في التعليم العام ضروري، إذ ان ولي الأمر هو المشخص ومن يعلم المشكلة وله دور في تحديد وتقدير تقدم طفله.

وتؤكد إحصاءات عالمية أن الصعوبة في القراءة تبدو واضحة عند حوالي 10 في المائة من طلاب المدارس فيما يقدر مختصون سعوديون نسبتها في المدارس السعودية بين 5 إلى 7 في المائة.

«على الرغم من وجود تشخيصات في بعض المدارس وقياسات إلا أنها غير دقيقة نظرا إلى عدم وجود أخصائيات ومعلمات مختصات بإجراء الفحص للطلاب والطالبات». هذا ما تراه الدكتورة فوزية أخضر. فيما يعتقد الدكتور إبراهيم منير أن المدارس لا تزال غير مجهزة للتعرف على هؤلاء الأطفال.

ويقول الدكتور ناصر الموسى المشرف العام على التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم ان وزارة التربية والتعليم تبنت 900 برنامج خاص بصعوبات التعلم وهي متوفرة في المدارس، إلا أن قلة الكادر البشري تحول دون تطبيقها في جميع المدارس وفي هذا يقول «توجد أكثر من 30 ألف مدرسة في المملكة، وخريجو التربية الخاصة سنويا لا يتعدون 500 طالب ما يجعل تطبيق البرامج والخدمات الموجهة لفئة صعوبات التعلم غير فاعلة في جميع المدارس».