شابات يبادرن فرديا بالتوعية بمرض السكري في الأسواق

يبحثن عن غطاء مؤسسي لعملهن

TT

«لم تعد التوعية بالأمراض المختلفة مقصورة على الأطباء أو العاملين في القطاع الصحي، بل هي واجب على الجميع المشاركة فيه».. بهذا الحديث بادرت بشاير باعشن ذات الـ 16 ربيعاً بالشرح عن مشروعهن الصغير الذي قامت به مع ثلاث من زميلاتها ـ بجهود فردية ـ للتوعية بمرض السكري طوال الأيام الماضية في مجمع مملكة المرأة الواقع وسط العاصمة الرياض.

وتوضح باعشن «فكرتنا جاءت من خلال معرفتنا بالنشاطات التي تدور في معظم دول العالم من حولنا بمناسبة يوم السكر العالمي، ففكرنا، لماذا لا نقوم بنشاطات توعوية في بلدنا؟ ولماذا لا نسهم في رفع معاناة أولئك المرضى الذين يعانون، وممن لا يقدرون على تكاليف العلاج؟ ولكوني مريضة بالسكري فأنا اعرف تلك الحالات».

كانت الفكرة ـ والحديث لبشاير ـ أن نقوم بحجز (كشك) صغير في المجمع التجاري ونقوم ببيع القمصان الـ«تيشيرتات» والأساور التي كتب عليها «دعم مرضى السكري»، ويعود الريع لشراء أجهزة (مخزن الأنسولين) للمرضى غير القادرين على تكاليفه الغالية، وهذه فكرة اقتبسناها من «أساور» (live strong) التي يعود ريعها للأبحاث في أمريكا، ففكرنا لماذا لا نعمل شيئا خاصا بنا وبالمرضى هنا؟، ولأنه سبق أن شاهدنا «أساور» مماثلة في جمعية أصدقاء المرضى البحرينية، قمنا بطلبها منهم أما الـ«تيشرتات» فعملناها هنا ووجدنا الكثير من الإقبال عليها.

وأوضحت فدوى الحرقان، الطالبة في كلية العلوم الطبية قسم التثقيف الصحي، رغم أن هدفنا طوعي وإنساني بحت ـ وهو جعل مريض السكري يعيش وسط الناس ويعطي مثلما نحن نعطي، وذلك بتوفير المال لشراء الدواء اللازم له ـ إلا أننا نواجه مشكلة كبيرة تتمثل في أن الكثيرين يرفضون فكرتنا ومساعدتنا، بحجة أن جهودنا فردية وغير تابعين لجمعية معينة، بالإضافة الى أن الكثيرين يرفضون التبرع خوفاً من أن يكون جمعنا للمال لأغراض أخرى، خاصة بعد ما خلفته الأحداث الإرهابية من اللبس والشك لدى الناس تجاه أي عمل خيري.

وتضيف الحرقان، بعد البحث والسؤال عن جمعية خيرية تتبنى مثل عملنا وجدنا، لجنة لأصدقاء المرضى التابعة للغرفة التجارية ولكننا لم نتفق معها، وهاتفنا الكثير من المستشفيات ولكنها رفضت اخذ تبرعاتنا متعللين أن عملهم يقتصر على التوعية فقط، إلى أن قرر مستشفى الملك فهد مساعدتنا بتوفير بروشورات ومنشورات تثقيفية توعوية لتوزيعها على المتسوقات.

وتتساءل فدوى ـ بألم ـ نحن نريد المساعدة على جميع الصعد من الناحية التثقيفية والتوعية وكذلك نريد شراء أجهزة للمرضى (تصل تكلفة الجهاز الواحد إلى أكثر من 3200 ريال) ولكن المشكلة أننا لم نجد من يؤمن بنا الإيمان الكامل.

وتشاركها في ذلك ميعاد باعشن، الطالبة الجامعية بقولها: مبدأنا في العمل معنوي أكثر من كونه ماديا وذلك بلبسنا الأساور وارتداء الـ«تيشرتات» وبالطبع نحن لا ننسى جهود الدولة في ذلك، ولكن متى نبدأ في مساعدة بعضنا ومؤازرة مرضانا كأفراد؟ وتستنكر رفض الأغلبية لما يقمن به لأنهن لا يتبعن جمعية معينة ورفضهم تقبل المال، رغم وجود الكثير من المرضى الذين يعانون ومنهم من يقسم حبة الدواء نصفين ليتمكن من توفير بعض الدواء حتى موعد الصرف القادم وتتساءل: أليس من واجب الجميع مساعدتهم؟.

من جهة أخرى أوضحت الدكتورة عفاف الشمري استشارية الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك فهد ـ الحرس الوطني ـ ومدينة الملك عبد العزيز الطبية والتي تساعد هؤلاء الشابات في عملهن أن مستشفى الملك فهد أبدى استعداده لتقبل المال وإيصاله لمحتاجيه، وقالت: قمنا بإعطاء الشابات الموافقة على اخذ مكان باسمنا وكذلك توفير الكتيبات والبروشورات التوعوية بالمرض، بينما الباقي كانت جهودا فردية للشابات وهي جهود مواكبة لما يقوم به المستشفى حاليا للتوعية بالمرض.

وتوضح أن سبب مشكلة الشابات هي أن جهودهن فردية وغير تابعات لجمعية وتأسيسها ليس بمنتهى السهولة، فللقيام بها لا بد أن تكون هناك موافقة من الدولة لتأخذ الغطاء الرسمي، وحتى يتمكن الناس من التبرع لها، إذ لا يمكنهم ذلك دون أن يكون هناك مسمى قانوني للجمعية وكذلك مقر دائم لها، وهو ما سيسهم في تحقيق الأهداف المرجوة، وكذلك تزويدهم بالمرضى المحتاجين من قبل المستوصفات والمراكز الصحية.

وبالنسبة للجمعية فنحن نعمل الآن على دراسة الأفكار وتوحيد الجهود للقيام بجمعية تتبنى مرض السكري في القريب العاجل وذلك للدور الكبير الذي ستلعبه في تثقيف الناس، وبالنسبة للشابات فلا يوجد ما يمنع من اشتراكهن معنا ـ بل على العكس ـ فلديهن الكثير من الحماس، وبإمكاننا عمل دورات حول المرض وكيفية العناية به لهن.