انتخابات بيت التجارة بجدة.. تجربة رائدة للمرأة تتوجها بمقعدين

TT

بعد مضي أربعة أيام على انتخابات بيت التجارة والصناعة بجدة التي بدأت يوم السبت الماضي الموافق 26 نوفمبر وانتهائها قبل يوم أمس الثلاثاء شاركت خلالها 17 سيدة أعمال سعودية في خوض الانتخابات مع زميلها الرجل محاولات تسجيل الخطوة التاريخية التي طالما انتظرتها المرأة السعودية كي تثبت جدارتها بعضوية مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة.

وأكدت حصة العون أولى الناخبات والمرشحات على مستوى الرجال والنساء أن «الخطوة بحد ذاتها تعتبر رائدة حتى لو لم تنجح لمعوقات عديدة فيكفي أنها بدأت بمحاولتنا واجتهادنا الشخصي وقد كنت أتوقع ذلك».

وضعف تصويت المرأة من سيدات الأعمال حيث تم تسجيل 100 صوت فقط من ما يزيد عن 2000 صوت وكان ذلك كفيلا بأن يستبعد المرشحات من الفوز، وكما تقول حصة العون «لعل كل واحدة قد حصلت على ما يقارب 8 أصوات أو يزيد أو يقل عن ذلك وهذا حتما يجعلنا نتوقع الخسارة وعدم الفوز أمام مشاركة الرجل الذي سبقنا بالتجربة».

وتابعت «ولكن فوز المرأة بمقعد أو مقعدين كما حصل كان يكفي لنجاح التجربة وهذا ما حصل بعد فوز الأختين بمقعدين». وتابعت «الغرفة التجارية لم تكن همي الأول وليس الأخير وخوضنا هذه التجربة هو فوز للمرأة السعودية وحصول المرأة على مقعدين يعزز هذه التجربة».

وأكدت العون أنها رفعت خطابا لوزير التجارة والصناعة تناشده دعم خطوة المرأة وتعزيزها بإعطائها مقعدين أو أكثر من ستة مقاعد يعين فيها وفق إرادته لكنها إلى الآن لم تتلق ردا على خطابها متفائلة بالتجاوب.

أما دنيا بكر يونس إحدى المرشحات من مجموعة الأوائل النسائية فقد وجدت أن الخطوة بحد ذاتها ناجحة وقالت «لقد قمنا بهذه التجربة لتعزيز دورنا وقد تكاتفنا جميعا نحن المرشحات خلال الانتخابات لأننا نسعى لتعزيز دور المرأة السعودية لا لتعزيز أماكننا نحن فحسب». وأشارت دنيا إلى أن العدالة غابت في هذه الانتخابات وأنها كانت تحتاج إلى نسبة وتناسب بين الصوت الرجالي والصوت النسائي ومع ذلك قالت «المجموعة التي فازت كانت تستحق فوزها هذا لأنها على كفاءة عالية من المسؤولية».

وحول فوز لمى السليماني ونشوة طاهر قالت «سعدت بأنهما قد فازتا بمقعدين وفوزهما هو فوز لنا جميعا وللمرأة السعودية». وأضافت «كل ما نرجوه أن يكونا على قدر المسؤولية لأنها كبيرة وهما عند الثقة وقادرتان على تحملها لأنهما يتمتعان بكفاءة عالية وخبرات وتجربة كبيرة».

وحول تجربتها مع مجموعة الأوائل قالت «نحن وخاصة من خلال تكتل الأوائل النسائية أردنا أن نثبت للجميع أن المرأة قادرة على خوض الانتخابات من خلال قيمنا ومبادئنا الإسلامية ولذلك لم ننضم إلى تكتل رجالي بل تحركنا وفي النطاق الإسلامي الصحيح والرؤية التي تؤكد أن للمرأة مكانها المصان داخل الغرفة التجارية دون اختلاطها بالرجل».

وبحسب قولها «رغم أننا كنا لا نتوقع الفوز بسبب ضعف تصويت المرأة إلا أننا سعداء بتعاوننا كسيدات أعمال في قيامنا بهذه الخطوة المشرفة لنا. وفوز أي من المرشحات بمقعد هو فوز للمرأة السعودية ومع ذلك نرجو من الوزارة دعمها بقرار تخصيص بعض المقاعد التي تمتلك قرارها كي تنجح الخطوة بشكل كامل دون أن تخرج المرأة الخاسرة الأولى والأخيرة بسبب ضعف الإمكانات وصعوبة الظروف التي وضعت بها». من جهتها علقت سيدة الأعمال ألفت قباني على هذه التجربة بقولها «لقد خضت هذه التجربة الوطنية الكبيرة والتي سيفسح لها التاريخ حتما مكانة كبيرة في سجل صفحاته الناصعة الأمر الذي يجعلني سعيدة بالمشاركة فيها».

وتابعت القباني قولها «المنتصر من هذه التجربة هي المرأة السعودية، فليست هناك مرشحة خاسرة أبدا، وهذا في تقديري هو الإنجاز الذي لا يعادله إنجاز آخر، وليس المهم كسب نتائج وجولات آنية في هذه المرحلة، ولكن الأهم هي تلك النظرة المستقبلية الكبيرة للتجربة، ومن المهم تدعيم وتوطيد أركان هذه التجربة واستشراف المستقبل الواعد لنا». وتتفق مضاوي الحسون مع سيدات الأعمال، وترى أن توقعات الفوز كانت قليلة إن لم تكن منعدمة وقالت «كان هناك العديد من الأسباب التي أودت بهذه التوقعات وفشل فوز المرأة في الانتخابات».

وهذه الأسباب والمعوقات كما ذكرتها الحسون تبدأ من مفارقة العدد بين عدد الرجال الذين يصلون إلى أكثر من 20 ألف صوت وبين ألفين للسيدات، شاركت السيدات بـ 100 صوت فقط في الانتخابات إلى جانب أن الرجال لديهم تجربتهم الطويلة في انتخابات الغرفة التجارية تمتد على حسب قولها إلى 60 سنة هي عمر الغرفة التجارية بينما المرأة تبدأها اليوم لأول مرة وكما تقول «من المؤكد أنه سيكون فرق بين خبرات متراكمة على 60 سنة في انتخابات الرجال وبين تجربة المرأة التي لا تمتلك خبرة سابقة».

وأضافت متفقة مع زميلتيها أن الفترة التي تم فيها إعلان قرار مشاركة المرأة كانت قصيرة وضيقة لم تسمح لهن بعمل حملات انتخابية تتناسب مع تجربتهم الأولى حيث لا يعرفهن أحد إلى جانب أن التجربة اعتمدت على اجتهادات شخصية لم تدعم من قبل بثقافة الانتخابات التي تعد جديدة في المجتمع وخاصة بين الشرائح النسائية.