الناخبون يتصلون للتهنئة وهواتف الفائزين ترد: لا يمكن الاتصال الآن.. حاول بعد أربع سنوات

TT

(الرقم المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن.. حاول بعد أربع سنوات قادمة). تلك الجملة التي كان يتندر بها أحد رجال الأعمال الشباب تعليقا على إغلاق معظم المرشحين الفائزين لهواتفهم النقالة بعد ظهور نتائج انتخابات الغرفة التجارية أمس بجدة.

وعكست عبارة رجل الأعمال الشاب «الذي تحفظ على ذكر اسمه» كإجابة على السؤال العريض الذي رافق سير الانتخابات من حيث قلة عدد الناخبين الذي لم يتجاوز الرقم ثلاثة آلاف سوى بقليل من جملة 21 ألف سجل تجاري كانت مرشحة للتصويت في أول انتخابات تجارية تشهد حضورا نسائيا وتغطية إعلامية لافتة.

وفي الوقت الذي انشغل فيه عمال النظافة بتجميع عشرات الآلاف من الاوراق الدعائية لبرامج المرشحين من المنطقة المجاورة لمبنى الغرفة التجارية الصناعية، كان الفائزون يجمعون دائرة ضيقة من أصدقائهم في أماكن أخرى غير معلنة للاحتفال بفوزهم الكاسح على المجموعات الأخرى، بينما اكتفى الخاسرون بتجميع قواهم لاستيعاب صدمة الخسارة وفضلوا الابتعاد عن الرد على منتخبيهم الذين منحوهم أصواتهم، بعد تنافس حاد وإغراءات كبيرة من قبل المرشحين.

وقال ناخبون أمس انهم فوجئوا بعدم الرد عليهم من المرشحين الذين كانوا معهم على تواصل يومي لأكثر من شهر فائت «عبارة أن الهاتف لا يمكن الرد عليه.. تعني لنا ببساطة أن كل تلك الوعود ذهبت أدراج الصناديق.. لا نعرف هل خدعنا؟!».

وعلى طريقة الأفلام السينمائية كان معظم المرشحين طوال اليومين الفائتين يقفون لساعات طويلة يقدمون برامجهم الانتخابية بأنفسهم ويوجهون طواقمهم الكبيرة بالانتشار وتحفيز المقترعين بشتى الخيارات لدرجة أن التنافس كان حتى آخر قطعة رخام تفصل بين المنطقة المسموح بالتواجد فيها للمرشحين والمنطقة المحظورة فقط للمقترعين.

وطالب ناخبون من جهة أخرى أن تكون هناك آلية لتنفيذ تلك الوعود الانتخابية في الدورات القادمة بدلا من أن يجدوا أنفسهم لعبة للكبار، إذ يقول أحد الناخبين «يبدو أن المسافة التي لا تزيد عن 800 متر بين مبنى بيت التجارة بجدة وساحل البحر الأحمر انعكست على نفسيات المرشحين.. ووعودهم الرومانسية لم تصمد حتى صباح اليوم التالي، والصياد الجيد هو من استطاع أن يبلعنا الطعم.. لا أعرف متى يعرف (هوامير) التجارة أن في البحر أسماكا أخرى صغيرة تستحق الحياة».

وعلى الرغم من خيبة الأمل الواضحة على نبرات الناخبين إلا أنهم أبدوا تفاؤلا بالصباحات القادمة ليعكسوا بذلك روح المواطن لا عقلية التاجر في تحديد المواقف وقالوا: «حاليا لن نطالبهم بشيء.. سندعهم يفرحون بطريقتهم الخاصة. ربما هم مجتمعون الآن من أجلنا للتفكير بكيفية البدء والعمل من أجل وطنهم في تفعيل برامجهم الانتخابية. لن نطرق أبوابهم لكننا سننتظرهم عند مواقف السيارات حيث كنا نلتقي طوال الأيام الفائتة».

وكانت اللجنة المشرفة على انتخابات الغرف التجارية الصناعية في السعودية أعلنت في وقت مبكر من أمس اكتساح مجموعة «لجدة» لكل المقاعد المنتخب عليها والبالغ عددها 12 مقعدا، وكان للمرأة منها مقعدان من خلال سيدتي الأعمال لمى السليمان، ونشوى طاهر، لتصبحا بذلك أول سعوديتين تحصدان موقعا قياديا عبر صناديق الاقتراع. فيما سيعين وزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم يماني أسماء ستة أعضاء ليكتمل النصاب خلال الأسبوعين القادمين ولمدة أربع سنوات قادمة هي مدة بقاء المجلس، فيما سيعود فيها الهدوء لمبنى غرفة جدة حتى ذلك الحين.