عامل هندي ينتظر إزالة عينه بأمر شرعي أو تنازل غريمه

الضحية: المشاجرة لم تكن معه والجاني هاجمني من الخلف

TT

تفاعلت مجدداً قضية العامل الهندي عبد اللطيف نوشاد الذي صدر بحقه العام الماضي صك شرعي بإسبال عينه اليسرى من المحكمة الكبرى في الدمام، على خلفية مشاجرة وقعت بينه وبين مواطن سعودي، أدت إلى تلف في عين المواطن وإصابتها بالعمى.

وتلقت «الشرق الأوسط» رسالة من عائلة العامل الهندي، التي تقطن في ضواحي منطقة (كارلا) كما تحركت حكومة الولاية مطلع الأسبوع الجاري لمخاطبة الحكومة الفيدرالية من أجل التحرك لصالح مواطنها الهندي الموقوف في السجن المركزي في الدمام.

وشرحت الزوجة في رسالتها المعاناة التي تواجهها مع أطفالها وأحدهم لم يرَ أباه منذ ولادته، والظروف المعيشية القاهرة التي تواجهها الأسرة لا سيما بعد سجن عائلها الوحيد.

وتعود القضية إلى ثلاثة أعوام مضت 1 ابريل (نيسان) 2003، حين كان العامل الهندي يعمل في محطة (دلتا) للوقود بالشارع رقم 42 في الدمام، حيث جاءه شاب سعودي طالباً شراء موصل كهربائي (اشتراك) من أجل تشغيل سيارته التي فرغت بطاريتها من الكهرباء، ويقول محامي العامل الهندي في مذكرة رفعها للمحكمة أن العامل فوجئ بالشاب السعودي يعيد له الموصل (الاشتراك) منزوعاً من غلافه بعد أن أنهى حاجته طالباً إعادة نقوده إليه، ولما رفض العامل اشتبكا وحاول الشاب إخراج الأموال عنوة من جيب العامل.وأشارت المذكرة إلى أن الشاب استخدم (اشتراك السيارة) في ضرب العامل، وحاول العامل دفع الاشتراك عن وجهه مما أدى إلى إصابة الشاب في إحدى عينيه (من غير قصد الإضرار به).

لكن الشاب فقد عينه اليسرى نتيجة لهذه الضربة.وأدخل المحامي في مذكرته فعل العامل في باب (دفع الصائل)، مشيراً إلى أن الشروط الأربعة وهي: وجود اعتداء أو عدوان، وأن يكون العدوان حالاً، وانعدام إمكانية دفعه بطريقة أخرى، واستخدام القوة اللازمة لدفع العدوان قد توفرت جميعها، مما يخلي ساحة العامل الهندي من الاعتداء، ووضعه برأي المحامي في خانة الدفاع عن النفس وحماية المال.وصدر حكم من المحكمة في الدمام، برئاسة الشيخ سعد البديع بالقصاص من العامل، وتلقى مستشفى الدمام المركزي خطاباً من رئيس المحاكم الشرعية في المنطقة الشرقية، بشأن إمكانية إزالة العين اليسرى للمسجون عبد اللطيف نوشاد، دون أن تتضرر العين اليمنى، وهو ما كان قد دفع به المحامي، معتبراً أن إزالة العين اليسرى من شأنها بالتأكيد إحداث ضرر بالغ بالعين الأخرى، وأفاد مستشفى الدمام المركزي في خطاب الرد بأن تقرير ذلك يعود أولاً إلى إيقاع الكشف الطبي على المواطن الهندي.وتحدث عدد من أفراد الجالية الهندية في المنطقة الشرقية أمس عن رغبتهم في المساعدة في إيجاد حلّ مرض لهذه القضية يسمح لها في تقديم التعويض اللازم للمجني عليه، وكذلك إرساله للهند من أجل المساعدة الطبية في بحث إمكانية زراعة عين أخرى للشاب السعودي. وهو ما أكده كفيل العامل الهندي أمس في اتصال مع «الشرق الأوسط» من تلقيه هذه المقترحات مبدياً أمله في أن تقبل أسرة الشاب السعودي ذلك محتسبة أجرها من الله.وفي اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» مع الشاب السعودي (ن.ع) الذي فقد عينه في المشاجرة، أفاد أن ما جاء في مذكرة الدفاع لا اساس لها من الصحة، والقصة لم تكن كما جاء في كلام الدفاع امام المحكمة، وأضاف أنني اشتريت بالفعل (اشتراك) مشترطاً أن يعمل على السيارات الأميركية ولكن الموصل لم يعمل، فأعدته، ولم يكن المتهم الهندي عبد اللطيف طرفاً في القضية، بل كان زميله الآخر، وحين وقعت المشادة، جاءني عبد اللطيف من الخلف وضربني على رأسي بالاشتراك ودارت حديدة الاشتراك الى عيني ففقأت القرنية وانغرست في عمق اثنين سنتمتر مما ادى الى فقداني البصر.

واضاف أن المحكمة لم تعتبر فعل عبد اللطيف من باب (دفع الصائل)، لأنه جاء من الخلف ولا علاقة له بالمشادة، بل هو فعل عدواني وحدث غيلة.ومضى الشاب السعودي الذي يعمل رساماً هندسياً ويبلغ من العمر 29 عاماً، أنه كان يعاني من فشل كلوي حاد، ويتعاطى أدوية، وأدى الحادث الى تفاقم حالته الصحية، وأضاف إنه حتى الآن عرض عليه الصلح والتسويات الأخرى ولكنه يصرّ على تطبيق الحكم الشرعي، واضاف، لا يوجد شيء يعوض فقداني البصر، وكل ما جرى أن الأطباء زرعوا عيناً زجاجية للتجميل، ولا أحسب ان اطباء آخرين يمكنهم إعادة بصري في العين اليسرى.يذكر أن محكمة التمييز في الرياض قررت إعادة الدعوى مجددا إلى المحكمة الكبرى في المنطقة الشرقية، وفسحت المحكمة المجال لمساعي الصلح خارج إطار التقاضي، من أجل قبول المجني عليه وعائلته للتعويض أو أي تسوية دون القصاص، وحتى الآن ما زال الشاب وعائلته يصرون على إيقاع القصاص الشرعي.