القنصلية الأميركية في جدة تحيي ذكرى ضحايا الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قبل عام

TT

أقامت القنصلية الأميركية بجدة أمس، حفلاً تأبينياً لضحايا الهجوم الانتحاري الذي استهدفها العام الماضي، بمناسبة مرور عام عليه. وحضرت القنصل الأميركي تاتيانا. س. جلوفر، الحفل، وقالت في الكلمة التأبينية التي ألقتها: «لقد أخذت حياة الضحايا فجأة، وبدون أي مبرر، ونحن اليوم نندبهم جميعاً».

وكان من بين الحاضرين في الحفل التأبيني ممثلو الدول التي ينتمي إليها الضحايا وبعض ذويهم، وقد قامت القنصل الأميركي بإزاحة الستار عن خمس لوحات تذكارية من الرخام في حديقة القنصلية وطلبت من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا الخمس.

وكانت القنصلية الأميركية قد تعرضت لهجوم في 6 ديسمبر (كانون الاول) من العام الماضي 2004، لقي فيه خمسة من موظفيها غير الأميركيين حتفهم، هم: (اليمني) علي يسلم بن طالب، و(السوداني) محمد بشير الدين، و(الفلبيني) روميو دي لازورا، وعماد الدين موسى، وجعفر صديق، وأصيب فيه عدد من موظفي القنصلية بجروح متفاوتة.

وتبنى تنظيم «القاعدة» الهجوم الذي نفذه خمسة ارهابيين لقي ثلاثة منهم مصرعهم أثناءه، فيما ألقت قوات الأمن السعودية القبض على الاثنين الآخرين بعد إصابتهما، ولقي أربعة من رجال الأمن السعوديين حتفهم في الهجوم.

اليمني علي يسلم بن طالب، أحد الموظفين الخمسة الذين راحوا ضحية الهجوم الانتحاري على القنصلية، له ثمانية أبناء، أصغرهم حسن في الـ 11 من عمره، ويتفهم طبيعة الهجوم الارهابي الذي أودى بحياة والده.

أميرة علي يسلم بن طالب، التي تدرس الطب، قالت: «لا يمكن لأي شيء أن يعوضنا عن فقدان والدنا، لقد مضى على الحادث عام وما زلنا حتى الآن غير مصدقين لحقيقة فقده، والأسوأ أن يكون من قتل والدنا قتله باسم الإسلام، وهؤلاء الذين قاموا بهذا العمل الإرهابي قاموا به على أساس تكفير المسلمين واستحلال دمائهم، وهو ما لا يقره الإسلام وما بني على الفساد يكون فاسداً».

وأضافت أميرة: «حضرت والدتي وشقيقي الأكبر حفل التأبين الذي أقامته القنصلية الأميركية نيابةً عن العائلة، وقد وجدنا شيئاً من السلوان في تذكره وإحياء ذكراه من قبل الجهة التي يعمل فيها».

وفي تعليق أدلى به أحد موظفي القنصلية قال: «كان الهدف من الهجوم هو نشر الرعب والتشتيت، لكن النتيجة كانت أن الجميع من داخل القنصلية وخارجها أصبح أكثر تلاحماً، هذه الحادثة خلقت فينا روح التعاون والوقوف معاً للدفاع عن أنفسنا والبقاء».