مثقفات الأحساء: الحراك الإبداعي مهدد بالضمور إذا لم تتم حمايته من «تغول» الرجل

TT

اتفقت مثقفات من محافظة الاحساء ـ شرق السعودية ـ على ان الحراك الابداعي النسائي المتفرد في الاحساء، مهدد بالضمور مالم تتم رعايته اعلاميا وتغذيته، وحمايته من تغول الرجل، وطالبن بتجاوز الرجل بتأسيس ناد نسائي يرعى مواهبهن، لدفع الابداعات الكأمنة الى ما يفيدهن ويفيد الوطن.

الأديبة بهية بوسبيت ترى أن مهددات الحركة الثقافية النسوية، وغياب الفتاة الأحسائية ثقافيا، ناجم عن تثبيط بعض الأهالي لبناتهن، وخوف بعضهن من نتيجة التجربة الأولى، وما قد ينتج من آثار غير مشجعة في البداية، وعدم تكرار المحاولة عند البعض.

وتؤكد البوسبيت على وجود الإبداع الادبي بوجه خاص لدى الفتاة الأحسائية، وقالت: «ما يحدث الآن في الساحة الثقافية من محاولات لرفض ذلك وتشويه هذا الإبداع هو خوف من أن يتفوق الإبداع النسائي على الرجل أو ينافسه، لأن البعض لا يحب أن تنافسه المرأة في أي شيء، يريد أن يكون هو السيد وهو الكل في الكل».

وتقترح الكاتبة إصدار مجلة دورية في البداية، تكون خاصة بالموهوبات والمثقفات، ومن لديهن رغبة الكتابة، على ان تتبع لمركز ثقافي أو لأحد المجالس الأدبية، والهدف من هذه المجلة الخاصة التشجيع وحث الموهوبة على المنافسة، لاظهار موهبتها او كسر حاجز التردد.

وتبدي تهاني الصبيحة (شاعرة فصحى وكاتبة صحافية ومعلمة لغة عربية بمدارس البنات بالأحساء) اسفها لضعف الحركة الثقافية النسائية في الأحساء، وإن كان هناك توجه ثقافي فهو بطيء. وتقول: «نحن بحاجة إلى من يتبنى هذه الطاقات الكأمنة في نفوسنا، ويشجعنا ليفتح لنا الأفق للإبداع والعطاء، من أجل الرقي بالمنطقة والمملكة بأسرها عالمياً».

ويقول الأديب الشيخ أحمد آل الشيخ مبارك: «الحركة النسائية الثقافية بالاحساء ـ وربما الشرقية ـ اوسع لو قلنا غير الاحساء، كي تدخل فيها الاحساء، والدمام، والخبر، والجبيل، والقطيف، قد يكون المجال أوسع الحركة النسائية في وضعها الآن اكثر تطورا مما سبق، ولكن هل هي تتجه للاتجاه الصحيح الذي يبتغي وجه الله؟ الواقع لا حضور ثقافيا للمرأة الاحسائية على الساحة، فلذلك ينبغي ان يكون هناك تألق في التطور الذي تطمح اليه المرأة، سواء في الشرقية او في غيرها مناطق المملكة، لكن بصفة عامة التطور جيد».

ويرى يوسف صالح الخميس ـ رئيس اللجنة الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب ـ ان المرأة الاحسائية تساهم وتعطي وتفكر في اطار المجالات المناطة بها. ويؤكد ان الهيئات والمؤسسات الثقافية بالمحافظة لن تقف مكتوفة الايدي، بل العكس ستساعد وتسعى وتساهم في تشجيع المرأة وابراز انتاجها· وقد بدأت المرأة، رغم القلة، في ايجاد مكان لها في الدائرة الثقافية المحلية، وفي اطار الحقوق الممنوحة لها.

وترى الدكتورة مها العجمي ـ عميدة كلية التربية للبنات بالاحساء ـ ان المرأة استطاعت ان تثبت وجودها في المجتمع الثقافي، خاصة في الجوانب الادبية والفكرية والاجتماعية والفنية الى حد معقول.

وتضيف »الهيئات العلمية والمؤسسات الثقافية اعطت المرأة حقها في التأليف والنشر، ولكن انتاج المرأة متواضع، لعدم تفرغها للناحية العلمية والبحوث والتأليف، والمرأة استطاعت بانتاجها ان تشترك في الاندية الادبية، بانتاج اظهر ما تتميز به من حس مرهف وعقل واع وفكر خلاق».

واشار الجاسم الى ان هناك بندا في العريضة التي رفعت لوزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد عبد السلام الفارسي للمطالبة بافتتاح نادي الاحساء الادبي، مخصصا للمرأة الادبية والشاعرة والمثقفة عموما، كي نتمكن من مساعدتها في طبع مؤلفاتها، واشتراكها في الامسيات والمحاضرات والندوات التي تقيمها سواء بشكل مستقل او عن الدوائر التلفزيونية معتقدا ان هذه القضية محسومة ولا مجال للمساومة فيها.

ويبقى الجدل مستمرا ومتواصلا حول هوية الادب الاحسائي النسائي وحول طبيعته الى ان تجرأ البعض ونفاه عن الفتاة الاحسائية وتبقى الاديبة الاحسائية الوحيدة القادرة على نفي ما يثار حولها وحول فكرها وادبها وثقافتها· فهل حان الوقت كي تتحرك وتنفي تلك المغالطة المشينة.