تدشين مشروع دارة الملك عبد العزيز لتوثيق المصادر التاريخية بالطائف

الأمين العام يدعو الأهالي للتعاون مع موظفي الدارة في جمع معلوماتهم

TT

روى أحد رجال الطائف المعمرين: عندما كنت في الثلاثين من عمري كنت كثير التفكير في كيفية البحث لكم عن رزق، فتارة أعمل في موسم الحج وتارة أقطف ما تيسر من ثمار أرضنا وابتاع بعضها، وأترك لكم الباقي ثم ضاقت بي الحاجة وظللت بلا عمل فترة من الزمن إلى أن أتى الصيف بعدها وفد على الطائف المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود كعادته في موسم الصيف وعلمت عن طريق أحد أقاربي الذين يعملون بقصر الملك المؤسس بوجود عمل بالقصر يعتمد على نقل السجاد وبسطه عند وجود الضيوف الوافدين على الملك عبد العزيز رحمه الله ثم طي السجاد آخر النهار ونقله إلى مكان داخل القصر، فسارعت بالحصول على هذه الفرصة للرزق وتسلمت عملي وانخرطت بهذه المهنة لسنوات ومن المواقف التي كانت لي مع المغفور له الملك عبد العزيز أنني عندما كنت أتـنـقل بالقصر وأنا أحمل هذا السجاد.

ويواصل روايته «عند دخولي أحد الأبواب ارتطم صدري بصدر جلالة الملك وتقهقرت إلى الخلف قليلا فزعا من شدة ما قمت به من سوء تصرف فتوقعت وقتها أنني سأطرد من عملي ومصدر رزقي بسبب عدم اتقاني وعدم حرصي ولكن الملك عبد العزيز رحمه الله رد علي بكل لين ولطف بقوله «عساك سلمت» فعلمت أن هذا القدر والمكانة التي رزقها الله لهذا الملك لم تعط إلا لمن تواضع بهذه الصورة فمن تواضع لله رفعه».

هذه القصة التي رواها أحد المعمرين بالطائف عن موقف إنساني للملك المؤسس خلال الحفل الذي رعاه نيابة عن الأمير عبد المجيد أمير منطقة مكة المكرمة محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر لتدشين المرحلة الثانية لمشروع دارة الملك عبد العزيز لتوثيق المصادر التاريخية بالطائف والذي سوف يستمر لمدة أسبوعين.

وشمل حفل الافتتاح عرض فيلم تعريفي عن الدارة ثم كلمة لأمين عام الدارة عرض بها أهداف المشروع وخطوات العمل التي ستبدأ في صباح يوم الاثنين وتجوب أنحاء الطائف ثم كلمة المشاركين التي قدمها الدكتور عائض الزهراني وأشار فيها إلى ما تمتعت به الطائف من مكانة جغرافية وثقافية إستراتيجية جعلتها المصيف الذي اعتبره الجميع بستانا تمايزت أثماره فطاب لهم العيش في كنفها لينقش التاريخ في ذاكرة هذه المحافظة الكثير من الصفحات التاريخية التي تجعل مهمة المشروع تبدو ثقيلة وشكر الزهراني للدارة جهودها في دفع عجلة الوعي العربي بأهمية الالتفات لحضارتنا قبل فوات الأوان.

ودعا الأمين العام للدارة الدكتور فهد السماري أهالي محافظة الطائف إلى التعاون مع موظفي الدارة الذين سيقومون بجمع معلوماتهم حول كل ما يتعلق بتراثـنا المحلي المخطوطة والمكتوبة والصور الفوتوغرافية والمساهمات الفكرية والاجتماعية والعلمية لأي مواطن ومواطنة بالنقل أو بالمزأمنة على شرط أن يمر على هذه المساهمات أكثر من ثلاثين عاما ليصل هذا التوثيق إلى الناس في أماكنهم لتوعيتهم بأهمية التاريخ لأننا نسعى بالدارة للبحث عنه بمشروع متكامل بالمملكة عامة ومن ضمنها الطائف.

وأضاف السماري أن محافظة الطائف قامت بتقديم المساعدات والتنسيق مع الشخصيات والمؤسسات التي رصدت لنا قوائم بالأسماء المهمة في تاريخ هذه المحافظة الزاخرة بالوثائق التاريخية التي جعلتنا نخصص هذه الفترة المستقلة بمنقطة مكة المكرمة لمحافظة الطائف بعد نهاية المرحلة الأولى التي شملت محافظتي مكة وجدة وضواحيها.

من ناحية أخرى قال المؤرخ الأديب مناحي القثامي سكرتير نادي الطائف الأدبي إن نادي الطائف قدم قائمة بأهم الأسماء التي ستعين الدارة في جهودها القادمة وقال القثامي إنني أنتهز هذه الفرصة لأدعو القائمين على المشروع في توثيق ما دار بالمحافظة من مساجلات شعرية وطنية ضمن المناسبات الشعبية التي كانت تقام بين يدي المغفور له الملك عبد العزيز ومن بعده أبنائه البررة.