المشاركون في الحوار الوطني: تكتلات حول موائد الطعام واستغلال منابر الإعلام لإيصال الأفكار

TT

بالرغم من الأجواء الباردة في مدينة أبها إلا أن سخونة الجدل والتكتلات التي دارت في اروقة فندق قصر أبها الذي احتضن مؤتمر الحوار الفكري الخامس اشتدت في اليومين الأخيرين للإسهام في إدراج توصيات تلبي رغبات وتطلعات الأطياف المختلفة قبل اعتمادها النهائي.

ولم يخف بعض المشاركين في المؤتمر استغرابهم وانزعاجهم من بعض التوصيات التي طالب بها من يخالفهم إلا أن البعض منهم حرص على الاتصال والاجتماع بمجموعات أخرى بعيدا عن البث المباشر التي اسهمت فيه قناة الاخبارية، مع أن بعض المشاركين حرص على إيصال الفكرة التي يريد طرحها عبر القنوات الفضائية بسبب قلة الوقت المتاح لهم في جلسات المؤتمر والذي لا يزيد عن 3 دقائق.

الدور الخامس في فندق قصر أبها الذي يعقد فيه المؤتمر كان المكان الأنسب للتكتلات طيلة اليومين الأخيرين قبل الاتفاق على التوصيات، حيث يجتمع المشاركون حول موائد الطعام لتناول وجبة الغداء أو العشاء،ومن ثم يبدأون النقاش فيما تم طرحه وما سيتم في الجلسات المقبلة، إضافة إلى التركيز على النقاط التي أجمعوا عليها والنقاط التي يريدون رفضها بالرغم من أنهم يعلمون أن حرية الطرح مفتوح امام المشاركين.

الوضع لم يقتصر على المشاركين في المؤتمر بل وصل إلى بعض المنظمين حسب مشاهدات «الشرق الأوسط»، حيث دار نقاش جانبي بعد نهاية جلسة يوم أول من أمس بين احد المسؤولين على الحوار واللجنة العلمية التي تقوم برصد المداخلات وتوثيقها على شكل توصيات، كما شوهد أحد المسؤولين برفقة مشارك من فئة الشباب يخرجان من القاعة قبل نهاية إحدى الجلسات.

المشاركون في الإجماع يرون أن الاسلام دين تسامح وعدل إلا أن الخلل في الفهم الخاطىء والممارسة السيئة من البعض لاغراض شخصية، إضافة إلى ضرورة احترام الديانات والشعوب الاخرى والتعايش معها بسلام دون النظرة الدونية لأي منها.

وتركزت أبرز المشاركات على ضرورة لابد من تنفيذها وهي الإصلاح بكل مجالاته سواء كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية في الداخل، لأن الإصلاح يعكس أفضل صورة للآخر عن السعودية والمسلمين.

وكانت بعض المداخلات من المشاركين رد فعل على مشارك طرح فكرة مغايرة عما يريد إيصاله، وعلى سبيل المثال فقد أشار الكاتب الصحافي والمستشار الاقتصادي الدكتور حسين شبكشي أن هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة القضاء لتحسين نشاطه الذي يتضمن النشاط الاقتصادي، وأن القضاء يحتاج الى اصلاح جذري لأن الفساد قد اخترقه، ومن ثم عارضه الدكتور عبدالعزيز الحميد مؤكدا ان الدولة سعت لاصلاح القضاء باصدار الانظمة الجديدة رافضا وجود فساد في القضاء، وأن المسألة تحتاج الى دعم هذا القطاع ليقوم بتحسين عمله.

وأكدت أكثر من مشاركة أن مسودة نتائج الحوار التي نوقشت خلال اليومين الماضيين تجاهلت المرأة ولم تشر إليها في المجال السياسي والاقتصادي التي سيتمخض عنها عدة توصيات، ونوهت الدكتورة رباب جمال في هذا الإطار أنه كلما أعطيت المرأة فرصة أكبر في دخول المشاركة السياسية كمجلس الشورى سوف يقدر الآخر هذه النقلة. وكانت المداخلات النسائية أكثر تركيزا من الرجال على شكل عبارات محددة بعيدا عن اسلوب المحاضرات وحديث الذكريات والتجارب الشخصية التي رددها المشاركون، حيث طلب رئيس اللجنة أكثر من مرة التركيز في المداخلات لضيق الوقت وكثرة المداخلات.

وتذمرت إحدى المشاركات حين طلب رئيس اللجنة من بعض المشاركين كتابة مداخلاتهم لتقديمها للجنة العلمية التي تقوم برصد النتائج، مشيرة الى ان الجميع قدموا اقتراحات جيدة تستحق الأخذ، إلا أن بعض المشاركين استغربوا من عدم إدارج توصياتهم في مسودة النتائج التي ستقدم للملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم غد في الرياض.