د. سعود الزهراني: دمج المواد الدينية في منهج واحد وتأسيس نظام تعليمي جديد لم يطبق مسبقاً

مدير عام المناهج والتطوير التربوي: لن ينال أحد من ثوابتنا ولن نستجيب للضغوط

TT

كشف مدير عام المناهج والتطوير التربوي في وزارة التربية والتعليم السعودية الدكتور سعود بن حسين الزهراني أن الوزارة سوف تضع مواد مقابلة للتربية الرياضية للبنين، مواد للفتيات باسم التربية النسوية والتربية الصحية النسوية تراعي خصوصية الفتاة السعودية.

وأكد في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» أن تغيير المناهج في السعودية لم يأت نتيجة ضغوط خارجية وليس بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بل ان التغيير كان قبل الأحداث بفترة طويلة، والكل تعرض لضغوط من جهات معينة ولكن لن يتسبب هذا الضغط بأي حال من الأحوال في تغيير ثوابتنا وقيمنا التي نمشي عليها.

وأشار في حديثه: أن الوزارة سوف تنهج نهجا جديدا في تطوير المناهج السعودية وسوف تحدث نقلة نوعية فيها وسوف تجعل الطالب مستمتعا وهو يدرس ولن يكون سلبيا ومتلقيا بل سيكون أكثر إنتاج وتفاعل، وأن الوزارة سوف تقوم بتضمين مفاهيم حقوق الإنسان والتنمية والاقتصاد في المناهج بشكل لا يجعلها أكثر مما هي عليه الآن.

وأوضح الزهراني «أن الوزارة سوف تقوم بدمج عدد من المواد التعليمية مثل الجغرافيا والتاريخ والوطنية في مادة واحدة وهي مادة التربية الاجتماعية والوطنية، ومواد العربي الخمس سوف تدمج لتصبح مادة واحدة، القرآن والتجويد، والسيرة والحديث، فإلى نص الحوار..

> هل كانت وزارة التربية والتعليم السعودية تنتظر أحداث 11 سبتمبر لتغيير المناهج؟

ـ وزارة التربية والتعليم منذ نشأتها كانت تسعى جاهدة كل عام لتقوم بعملية تطويرية للمناهج ولكن نوعية هذا التعليم تخضع للوقت الذي يتم فيه التطوير، والتطوير كان يتم بأسلوب التطوير الجزئي، أي أن كل ملحوظة حول المناهج ترد من المتخصصين أو الخبراء تحال إلى اللجان المتخصصة لتطوير المناهج ويقومون بمعالجتها، البنية الأساسية للمناهج مرت بمراحل تغيير كانت أفضل التغييرات عندما تأسست وزارة التربية والتعليم (المعارف سابقاً) فصارت المناهج تصنع هنا في البلد بدلا من المناهج التي كانت تأتي جاهزة من دول أخرى في تلك الفترة، والتطوير ينمو بنمو الفكر وأيضاً التعليم في السعودية أستفاد من الخبرة الدولية، أبناؤنا الذين ذهبوا للخارج وعادوا، عادوا بأفكار مميزة وبدأوا يطبقونها على أرض الواقع وخلاصة الكلام التطوير مستمر مع استمرار المناهج في السعودية بالطريقة التي كان ينفذ عليها من عقود طويلة، إلا أن الوزارة بدأت تفكر في إحداث نقلة نوعية في المناهج والتعليم، وأن أي تغيير في الدول في ثقافتها أو في نهجها يعود لتغييرها في التعليم وما يدرس من مناهج، وهذا يعني أن التربية والتعليم هما قاعدة التغير لكل بلد، لذلك رأى الذين كانوا يعملون قبلي في وكالة التطوير أنه لا بد من إحداث نقلة نوعية في التربية والتعليم، فقاموا بزيارة جماعية وكبيرة ميدانياً لكثير من الدول في العالم للاستفادة من خبراتها، ونتج عن ذلك الكثير من التقارير المميزة لكيفية التطوير والتعليم، ليس فقط للمناهج ولكن في جميع الجوانب العملية التربوية، وبدأت هذه الوفود في البحث الميداني في عام 1995 وانظر إلى هذا التاريخ كم يسبق أحداث 11 سبتمبر 2001، وأعدت دراسات وطنية كثيرة بأمر ملكي سام لتطوير التعليم قبل تاريخ الأحداث وبدأ التطوير عملياً 1999، والسؤال الذي سألته هل المملكة انتظرت حتى أحداث سبمتبر لتغير، الإجابة لا.

> ولكن كانت هناك ضغوط لتغيير المناهج؟

ـ الضغوط كانت على العالم كله، أنت ترى أي مجتمع آخر فيه تعارض لقيمك هو مجتمع مضاد، واوروبا تعرضت في فترة من الفترات إلى ضغوط أكثر من الضغوط الموجهة للسعودية، وعموماً الضغوط تنتقل من أهداف تراها بعض الأطراف أو الجهات الخارجية، ولكن هل نحن نستجيب لهذه الضغوط، أعتقد الإجابة صرح بها أعلى قمة في السعودية الملك عبد الله وقال: نحن لا نخضع لما يملى علينا، نحن نقرر مصيرنا من خلال رؤيتنا، ما يحتاجه مجتمعنا وما تمليه علينا الشريعة الإسلامية والثوابت الأساسية فيها، ونحن لا نرغب بأن نكون مجتمعا متخلفاً، نريد أن نتطور وعلى الدوام نتطور. وعندما تأتي تصريحات من هنا أو هناك لتتهم مناهج المملكة السؤال الأكثر إلحاحاً، هل نحن نلتفت لمثل هذه التصريحات، نعم.. نعم نركز فيها بشكل شديد فقد نجد فيها ما ينفع ولكن ما لا يتوافق مع ثوابتنا لا نلقي له بالا.

> هل ستضاف مواد جديدة العام المقبل للمناهج في التعليم السعودي؟

ـ نحن لدينا الآن خطة دراسية كاملة ستطبق في مدارس التعليم العام بدءا من رياض الأطفال حتى التعليم الثانوي، ولدينا خطط مطورة، ونحن الآن نقوم بتأليف المواد التعليمية والمواد المصاحبة وفق الخطط الدراسية الجديدة ولا نهمل تطوير القائم من المناهج على طريقة التطوير الجزئي فالخطط الدراسية الجديدة تتضمن شكلاً آخر مختلفا عن الواقع الحالي القائم وهذا ليس مستهدفاً بأن نطبقه بأسلوب تجريبي بل اننا سوف نطبقة العام الدراسي القادم، أما بالنسبة للمرحلة الثانوية فقد بدأنا التجريب العام الحالي في 42 مدرسة ثانوي حكومية وخاصة، فلدينا خطط دراسة جديدة انتهت من منهج التكامل فأصبحت اللغة العربية مادة واحدة بعد أن كانت خمس مواد، ولدينا بعض المواد أضيفت للخطة الدراسية مثلا المواد الاجتماعية دمجت وأصبحت مادة واحدة متكاملة مادة التربية الاجتماعية والوطنية وبعض المواد المتعلقة بالمهارات الحياتية أضيفت للتعليم الثانوي وقمنا بعمل تكاملي لمواد إسلامية مثل التكامل بين القرآن والتجويد، والتكامل بين الفقة والسلوك، والحديث والسيرة، مثلما أضيفت اللغة الانجليزية للصف السادس الإبتدائي والآن يتوقع وتدرس الوزارة ذلك أن تضاف للصف الرابع الإبتدائي.

> هل سيطبق هذا التطوير فعلياً العام المقبل على جميع المدارس؟

ـ هذا سيطبق تجريباً على حلقة واحدة، ولدينا نحن في المشروع الشامل للمناهج عدة حلقات، وكما نشر في التقرير لتطوير المناهج فالحلقة الأولى هي الدراسة من 99 إلى 2001 ثم من 2002 إلى 2005 تأليف ودراسة وثائق المناهج والتعليم قسم إلى ثلاث حلقات إلى تأليف الصفوف الإبتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية وسوف تطبق على بعض الصفوف المناهج الجديدة، وأنا أجزم أنه سوف تكون لدينا مناهج قمة في المتعة وسوف يكون مع كل طالب كتاب طالب وكتاب نشاط لكل مادة وسوف يكون لدينا طالب منتج ومبدع وليس طالبا سلبيا ومتلقيا.

> هناك الكثير من التطورات في المجتمع، هل ستكون هناك مادة تتعلق بحقوق الإنسان؟

ـ هي لن تكون مادة، بل ستضمن للمناهج وهناك تجارب دولية، انتهجت إدراج مادة لحقوق الإنسان ضمن المناهج التعليمية، وفي دول أخرى وهي دول متقدمة لم تلجأ لهذا الأسلوب بل قامت بتضمين المناهج فكر ومفاهيم حقوق الإنسان، ونحن اتجهنا إلى أسلوب جديد وآخر وهو أسلوب التكامل في تظمين المناهج التعليمية مفاهيم حقوق الإنسان ولم نكتف بذلك بل وضعنا خطط لأنشطة وبرامج توجيه وإرشاد تتعلق بحقوق الإنسان، وهذا التضمين ليس منطقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بل هو تنفيذ لجميع الاتفاقيات الدولية وبما يتوافق مع الإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان في القاهرة والذي سمي بإعلان القاهرة.

> ماذا عن المرأة في التعليم وما هي المواد التي سوف تضيفها الوزارة للبنات؟

ـ نحن لدينا في المناهج رؤية لخصوصية الفتاة في مجتمعاتنا من خلال إدراج مواد تتعلق بخصوصيات المرأة، فمثلاً في المرحلة الإبتدائية أدرجت مادة التربية النسوية، وأيضاً في المرحلة المتوسطة أضيفت مادة التربية الصحية النسوية كالتربية الرياضية للبنين، وكذلك يشمل التعليم الثانوي للبنات هذه المادة، وروعيت خصوصية الفتاة من هذا الجانب، وأيضاً في طريقة تخصيص نصوص داخل المقررات الدراسية خاصة بالبنات واللجنة حتى الآن لم تنته من دراستها.

> وماذا عن الصورة النمطية التقليدية للمرأة التي تصورها المناهج السعودية؟

ـ نحن ننظر للمرأة كما ينظر لها الشرع وأول أهدافها هو تخريج جيل يتحلى بالقيم الإسلامية النبيلة، نحن المرأة عندنا تدافع عن نفسها ولن نستجيب لكل من يطلب حرية مزيفة للمرأة.

> هناك مدارس تعلم مناهج إضافية، ما هي آلية السماح لهذه المدارس بتدريس هذه المناهج؟

ـ نحن في المناهج معنيون بكل التجارب والأفكار التي تنبثق من الميدان ونرى فيها نفعا للطلاب والطالبات وتعرض على لجان خاصة لدراستها، وهي دائماً مواد مساعدة، ويراقب كل ما يقدم للطلاب من مواد إثرائية وهي المواد التي تساعد وتقدم أهدافا تعليمية مساندة لما يقدم في مناهجنا المعتمدة.

> هناك مدارس تدرس هذه المواد باللغة الانجليزية؟ لماذا تدرس بالانجليزية اذا.. هناك مادة علوم تدرس بالانجليزية؟

ـ لا توجد مدارس تدرس باللغة الانجليزية مناهج مساعدة.

> هناك كتاب لدي يدرس في مدرسة نموذجية خاصة وهي مدارس الملك فيصل تابعة للتعليم السعودي يتعلق بالعلوم والثقافة الجنسية ويدرس بالانجليزية؟

ـ عفواً، الكتاب الذي كان يدرس بالانجليزية في مدرس الملك فيصل ودار الفكر ألغي واتخذ قرار بإلغائه، وهذا واضح وجلي تدريس العلوم والرياضيات في السعودية يدرس باللغة العربية ولا مانع من الاستفادة من بعض المراجع الإثرائية باللغة الأنجليزية ولكن ليست مقررة بل اختياريه.

> ولكن عرفت من أحد طلاب مدرسة من التي ذكرتها أنهم مازالوا يدرسون هذا الكتاب وباللغة الانجليزية؟

ـ لا، هناك مدارس ما زالت تحت التجريب، ونحن لا ننهي التجربة قطعياً بل ننهيها بالتدريج وسوف تلغى من المؤكد.

> إذاً، نعود إلى موضوع التضمين في المناهج، كيف تقوم الوزارة به؟

ـ نحن نقوم بجمع كل ما يطرح في هذا الساحة وكل ما يستجد في البلاد كماً، مثل حقوق الإنسان والتنمية والأقتصاد ثم نضمنها للمناهج بشكل علمي مدرس.

> كيف ستسلم المناهج القادمة من التكرار الممل في مناهجنا الحالية؟

ـ نحن نحاول دائماً الابتعاد عن التكرار بكل الطرق ولو أطلعتك على الخريطة الجديدة للمناهج سوف ترى كيف نحن نحاول أن نتجنب التكرار بكل الأشكال، والمناهج دائماً لا تسلم من الأخطاء والأمثلة العالمية كثيرة، والعمل دائماً يطور ويقوم.