سعودي يبتكر نظاما عالميا لحفظ خصوصية الأرقام في التواصل عبر الرسائل

ترشيح «كونيكشن» لتكون الكلمة الأشهر في العام 2006

TT

أمل خريجة جامعية تعاني من تحرشات كلامية كلما أرسلت رقم هاتفها الجوال الى أرقام معلنة عن وظائف جديدة، بينما فيصل مسؤول كبير يحب أن يتواصل مع موظفيه يوميا لكنه يواجه مشكلة أن رقمه الجوال يصبح مشاعا لدرجة الإزعاج، في الوقت الذي تريد فيه أم بندر أن تتواصل في مجال الأعمال الخيرية دون أن يعرف أحد بهويتها أو رقم هاتفها.

من هنا التقط الشاب ثاقب حلواني وهو الرئيس التنفيذي لشركة متخصصة في الاتصالات، خيط الفكرة ليترجمها إلى واقع ملموس بعد أن أطلقت في معرض كومتيل جدة نظاما جديدا اختارت له الشركة اسم (كونيكشن) ليكون حلا اتصاليا برؤية اجتماعية يساعد الناس على التواصل فيما بينهم في إطار كامل من الأمان والخصوصية.

ويقول حلواني: «الفكرة سعودية ولذا اخترت أن تكون انطلاقتها مع معرض دولي يقام في السعودية، يوميا أجلس طوال ساعات المعرض لأشرح وزملائي الفكرة الجديدة للناس لا لكي يشتركوا في الخدمة فقط بل ليصبحوا شركاء في النجاح».

والفكرة التي تقوم على تزويد المشتركين بكود مختصر يعتمد على ارسال الرسائل دون معرفة أي من الهاتفين المرسل والمستقبل، هي فكرة حظيت بدعم هيئة الاتصالات السعودية وتم السماح بتدشينها رسميا بداية العام 2006 وفق مجموعة من الضوابط والشروط تسمح بتداول الرسائل بشكل مشفر لضمان أعلى درجات السرية في رسائل المشتركين.

ويضيف حلواني حول شرارة البداية بالقول: «أنا مؤمن أن الافكار الهامة هي التي تخدم أكبر شريحة من الناس وتساعدهم على بناء حياتهم دون عوائق في مفاهيم الاتصال والتواصل» ويزيد بالقول «في حياتنا يوميا الاف الأسئلة ومهمتنا أن نبحث عن اجابات خلاقة ونطوّع التقنية في كيفية تلك الاجابات. أوقات صعبة نمر بها ونحن نحاول تحويل السؤال اللغوي الى معادلة رياضية، لكننا بالعمل ننجح».

ويقول أيمن الشيمي وهو موظف في شركة خاصة، كان يستمع لشرح عن »كونيكشن« من أحد العاملين »لا أعرف لماذا تذكرت طرقعة أصابع نيوتن وهو يصرخ: وجدتها، حقا الفكرة بسيطة لكنها كانت تحتاج لذهن متقد لالتقاطها وتحويلها إلى منتج حضاري».

في المقابل كانت عبير وصديقات لها، وهن طالبات جامعيات، يسألن بتفصيل كامل عن مميزات النظام وآلياته، وكلما أسهب الموظف في الشرح كانت الكلمة تتكرر على ألسنتهن: (وااااو)، كناية عن الإعجاب بالفكرة التي رأين أنها ستساعدهن على شرح مواهبهن والامكانيات التي لديهن في تجهيز الحفلات والاعلان عن ذلك دون أن تتعرض هواتفهن للمضايقات والتحرشات الكلامية.

ودافع مسؤولو النظام الجديد عن الاستفادة السلبية من النظام خاصة لدى فئات معينة من الشباب والشابات في أغراض الغزل والمعاكسات بالقول: »ان جميع أشكال الحياة والتقنية لها أكثر من استخدام غير أنهم حريصون على نشر ثقافة التوعية أكثر من الحديث عن سقف الممنوعات باعتبار أنهم يرون في الخدمة حلولا جذرية لمشاكل كبيرة كانت تعيق الكثير من الناس من التواصل خارج اطار ما يسمى اتصاليا بدوائر (المعارف) الى دوائر (اللامعارف) دون الدخول في تعقيدات اجتماعية تحد من طموح الكثيرين ووصولهم للنقطة المناسبة من حياتهم بأسرع وسيلة».

وحول مدى تعرض هواتف المشتركين في الخدمة لسيل من الرسائل وهو ما يعني مشكلة جديدة عبّر عنها بعض الحضور في أسئلتهم، أوضح حلواني أن »لكل مشترك حساباً مجانياً في الموقع الإلكتروني الخاص بالخدمة يمكنه عن طريق الخيارات تحديد الاوقات التي يتسلم فيها الرسائل على هاتفه أو يطلب تحويلها جميعا كي يقرأها عبر بريده الإلكتروني». مضيفا «أن آلاف الساعات من التجارب على تنفيذ الخدمة ودراسة كافة العوائق المحتملة، تمت خلال الاشهر الماضية قبل اطلاق الخدمة رسميا والدخول بها إلى أسواق عالمية».

وخلال الأيام الخمسة الماضية منذ تدشين الخدمة بافتتاح الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز لجناح الشركة بلغ عدد المشتركين أكثر من 5000 الاف مشترك، فيما سيدخل النظام السعودي «كونيكشن» إلى أسواق دول عربية وأجنبية بعد أن وقعت الشركة المالكة للنظام مجموعة من الاتفاقيات بهذا الشأن.