مدينة الملك عبد العزيز تنشئ مركزاً وطنياً للاختبارات غير المتلفة

الأول من نوعه في السعودية والخليج

TT

أنشأت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، مركزاً وطنياً يختص بإجراء الأبحاث العلمية ومعالجة مشاكل التطبيقات المتعلقة بمفهوم اختبار وتقييم التركيب الداخلي للأجسام من دون الحاجة إلى إتلافها أو عرقلة الانتفاع بها، تحت مسمى المركز الوطني للاختبارات غير المتلفة، تابعاً لمعهد بحوث الفلك والجيوفيزياء بالمدينة.

وأوضح الدكتور طارق بن علي الخليفة، المشرف على المعهد، أن المركز يعد الأول من نوعه بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، ويهدف إلى تنظيم وإجراء ودعم الأبحاث والتقنية في مجال الاختبارات غير المتلفة لتطبيقها داخل السعودية، في نطاق يمتد من الإنشاءات إلى التشخيص الطبي إلى نقل الغاز والبترول إلى فحص تركيب الطائرات.

وبيّن الدكتور الخليفة أن المركز سيقدم خدمات الاختبارات غير المتلفة الاعتيادية عند الطلب، وسيهتم بإجراء الأبحاث العلمية والتقنية لكل ما هو متعلق بالاختبارات غير المتلفة، والتعاون مع الشركات المحلية ومساعدتها لبلوغ أهدافها بحل المشاكل العلمية ذات الصلة بهذا المجال، وتطوير وابتكار أجهزة لنوعية معينة من الاختبارات غير المتلفة، إضافة إلى دعم الأبحاث المتعلقة بهذا المجال بمشاركة المواهب العلمية في السعودية أو خارجها.

وأضاف أن المركز سيهتم بتوطين هذه التقنية في المنطقة للمساعدة في وضع آلية لحل المشاكل والصعوبات عن طريق الاختبارات غير المتلفة، فضلاً عن تنظيم المؤتمرات والندوات المحلية لبحث القضايا المتعلقة بهذه التقنية الحديثة.

وأشار الدكتور طارق الخليفة إلى أن موضوع الاختبارات غير المتلفة حظي بنصيب كبير من الاهتمام في السنوات الأخيرة، ففي بداية القرن العشرين كان هذا النوع من الاختبارات بدائيا ومحدود الاستخدام، حيث كانت الاختبارات تقتصر على استخدام العدسات المكبرة لاكتشاف العيوب بالإضافة إلى اختبارات سمعية عن طريق ضرب الجسم بثقل والاستماع إلى أي اختلاف في الأصوات الصادرة، وفي نهاية العشرينات تم ادخال تقنية الأشعة السينية لاكتشاف الشقوق السطحية في الأجسام، واستمر التطور التدريجي لتقنية الاختبارات غير المتلفة حتى وقتنا الحاضر.

وقال إن الاهتمام العالمي بهذه التقنية بدأ بالازدياد والتوسع، حيث أقيمت أول ندوة عالمية حول الاختبارات غير المتلفة عام 1991 في برلين ـ ألمانيا، وتعاقبت بعدها الندوات العلمية في كافة أنحاء العالم لمناقشة القضايا الحالية والمنظورات المستقبلية للدراسات غير المتلفة، كذلك الترويج للمفاهيم المتبادلة بين المهندسين المدنيين وأصحاب التخصصات ذات الصلة بهذا المجال.

الأمثلة التالية توضح بعض تطبيقات الاختبارات غير المتلفة:

ـ عملية فحص ما بداخل الجدار الخرساني مثلما يتم الفحص على الجنين في بطن أمه.

ـ عملية تحديد عمق الأعمدة والأساس للمباني.

ـ عملية تحديد جودة التركيب الإسمنتي بقياس سرعات الأمواج فيه.