37 خطبة للملك عبد العزيز تحدد منهجية القيادة خلال حكمه

في كتاب للدكتورة هند الخثيلة:

TT

دشنت أمس الأميرة نوف بنت عبد العزيز كتاب المؤسس منهجية القيادة وقيادة المنهج الذي جمعته وحللت مضمونه الدكتورة هند بنت ماجد الخثيلة وسط حضور نسائي لافت وذلك بمكتبة الملك عبد العزيز بالمربع.

وقالت د. هند الخثيلة عن مناسبة إصدار هذا الكتاب الذي احتوى على 37 خطبة من خطب الملك عبد العزيز والتي مثلت أساسيات الحكم بأن فكرة الكتاب كانت موجودة منذ بداية الاحتفال بالمئوية وكانت النية ان يكون الكتاب هو احد اصدارات المناسبة، لكني عندما اطلعت على خطب جلالته وجدت انها تحتاج الى عمل تحليل منهجي علمي لها يعتمد على الدراسات التربوية، وذلك لتحليل الشخصية والفكر الذي تم لتحديد معالم ذلك المنهج الذي اتبعه الملك عبد العزيز خلال فترة حكمه.

واستغرق جمع تلك الخطب أكثر من عام كامل وتم خلال الكتاب استعراض خطبه التي ساهمت في تحليل استراتيجية الملك المؤسس والتي على ضوئها تم استنباط السياسة الفكرية التربوية له، واستطاعت هذه الدراسة أن تكشف منهجية القيادة لدى الملك عبد العزيز وقيادة المنهج لديه.

وعن منهج القيادة من خلال خطب الملك عبد العزيز حسب ما ذكره الكتاب بأن قضايا ثلاث كانت تشكل المحور الأساسي لخطبه وهى الدين والعلم والقضية الفلسطينية كما حدد من خلال خطبه النمط القيادي والخط الفكري والتوجه السياسي للملك المؤسس و تضمنت في ثناياها ومضات واضحة من الأسس الحضارية والبنية الثقافية والعمرانية التي وضعها الملك عبد العزيز والتي شكلت الدعائم القوية التي قامت عليها المملكة العربية السعودية الحديثة، فقد حرص من خلالها على الالتزام بالعقيدة والتمسك بالدين كأساس للنجاح في اي عمل، بل وتأكيدا على مبدأ التوحيد الذي هو الكفيل بإنشاء دولة اسلامية قوية مرتكزة على تعاليم وشرائع السماء، كما كانت خطبه مرتكزة على الجانب الحضاري للأمم وبالتحديد على الجانب العلمي والعملي فالأمة التي لا تحرص على العلم امة مصيرها الى الزوال والاندثار.

وفي الخطب ايضا بيان لمواقف الملك من القضايا العالمية والعربية والاسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وان الظلم الذي لحق بالشعب العربي الفلسطيني يجب ان يرفع وان على العالم كله وبخاصة أولئك الذين اسهموا في ايقاع هذا الظلم ان يسارعوا الى تصحيح الخطأ وتصويبه واعادة الحقوق الى اصحابها. وقالت الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي في كلمة احفاد المؤسس خلال حفل تدشين الكتاب انه ليس بالأمر العادي ان يقوم رجل واحد بعبء تشييد مملكة كبيرة متكاملة وليس معه سوى قلة قليلة من الاصحاب والاتباع الذين لا يحملون سلاحا اقوى من سلاح الايمان والثقة بالله ثم بإمكاناتهم وهم يواجهون اكثر من عدو فى آن واحد: الجهل، الكفر، البدع والخرافات والخوف والسطو والتشرذم وهي عبارة ذكرتها مؤلفة الكتاب.

وأضافت ان شخصية جلالته تعتبر من الشخصيات التاريخية العالمية التي أثرت في مجريات التاريخ الإنساني المعاصر من خلال تجربة فاقت امكانات زمنه المادية والثقافية ولذلك انصبت الدراسات العربية والعالمية على سبر غور هذه الشخصية التي استطاعت توحيد الجزيرة العربية ولم شمل ابنائها تحت راية واحدة.

وأكملت ان الكتاب يعتبر واحدا من الكتب التي تصدت لشخصية الملك عبد العزيز بالدراسة والتحليل وما يميزه هو تلك الوقفات التحليلية لسمات وتفاعلات شخصيته مع كافة الظروف والمواقف التي صاحبت ملحمة التوحيد والتوطيد والحنكة السياسية التي استطاعت ان تبسط تأثيرها الفاعل على مجمل الأحداث التي مرت بالأمة الاسلامية والعربية.