السواط: نعيش عزلة لعدم وجود كادر وظيفي أو حوافز تميزنا

أصغر مرشح لعضوية مجلس الهيئة السعودية للمهندسين

TT

تنطلق الأسبوع المقبل انتخابات مجلس ادارة الهيئة السعودية للمهندسين بالكامل في دورته الثانية، بعد أن كان المجلس في دورته الأولى نصفه منتخباً والنصف الآخر بالتعيين.

وأكد المهندس علي بن محمد السواط (35 سنة) أن انتخابات مجلس ادارة الهيئة ستشكل منعطفاً مهماً وستكون ايذاناً ببدء مرحلة جديدة في مسيرة العمل الهندسي في المملكة، وفي نفس الوقت ستعكس مستوى الالتزام المهني لدى جميع المهندسين المشاركين كمرشحين أو كمشاركين في عملية الاقتراع، وأن حضورهم ومشاركتهم وتفاعلهم في هذه المناسبة الكبيرة ستكون بمثابة التعهد الضمني والالتزام المهني بالوقوف مع الهيئة ودعم مجلسها المنتخب بارادة المهندسين أنفسهم.

وأشار الى أنه لن يخسر أحد في هذه الانتخابات فالجميع سيكسبون هيئة مهنية فاعلة ستكون مهمتها الأولى جمع شمل المهندسين تحت مظلة واحدة وتوحيد كلمتهم وتبني قضاياهم المختلفة، مؤكدا في الوقت ذاته أنه عندما يأتي مجلس الادارة (المنتخب) بارادة المهندسين ورغبتهم فسوف يتسم العمل المستقبلي لهذا المجلس بالمزيد من الشفافية والجهد والعطاء، لأن عضو المجلس يدرك أنه موجود في هذا الموقع (مجلس الادارة) كممثل للمهندسين الذين منحوه ثقتهم وأصواتهم، وبالتالي سيكون مُلزماً منظور أخلاقي ومهني بايصال أصواتهم ومطالبهم الى المجلس.

وحول الآمال المعقودة على مجلس ادارة الهيئة المنتخب قال إن المجلس مطالب قبل كل شيء بالبذل والعطاء لما فيه صالح المهنة ومنفعة المهندسين، لكي يشعر المهندس الذي شارك في عملية الاقتراع بأنه قد منح صوته للأشخاص المناسبين القادرين على حمل همومه وهموم زملائه المهندسين الى المجلس وتبنيها في أعلى مؤسسة مهنية هندسية في المملكة وهي الهيئة. مضيفا »نحن نتطلع الى أعضاء مجلس ادارة يمثلون (الشريحة الكادحة) وهي الشريحة الكبرى من المهندسين السعوديين وأغلبهم من فئة الشباب الذين يشكلون أكثر من 70% من المهندسين السعوديين، وهذا العدد قابل للازدياد في السنوات القليلة المقبلة نظراً لتنامي مخرجات الكليات الهندسية التي تبنت (اخيراً) سياسات واضحة تهدف للتوسع في قبول الطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة».

وأوضح المهندس السواط أن فئة المهندسين الشباب هي الفئة التي تعول الكثير على مجلس ادارة الهيئة القادم وتنتظر الكثير من الخطوات الجادة، وأن هذه الفئة هي الأكثر معاناة ومكابدة لكونها تواجه صعوبات ومشاكل كثيرة وظيفية ومهنية واقتصادية واجتماعية، فالمجتمع لم يعترف حتى اليوم بأهمية ودور المهندس الذي أصبح يعيش في عزلة اجتماعية، والقطاعات المختلفة أهملت هذه الفئة المبدعة فلا يوجد كادر وظيفي يميز المهندسين، والحوافز والمكافآت التشجيعية اما ضعيفة أو معدومة، والتدريب والتأهيل يقننان بشكل مجحف مما يجعل المهندس بعيداً عن التطورات التقنية المتسارعة التي تشهدها حقول المهنة الهندسية، مشيرا الى أن الأهم من ذلك والأخطر هو أن المهندس السعودي لا يحظى بالاعتراف والثقة من أصحاب القرار، فلا يمارس العمل المهني الهندسي بشكل مباشر مما يقود الى تعثر صعوده في درجات السلم الوظيفي، وحرمانه بالتالي من تبوأ المناصب القيادية العليا التي تتطلبها تنمية الوطن.

وذكر السواط أن الجيل الجديد من المهندسين السعوديين الذي يمثل جيل المستقبل لا يرغب أن يمثله في مجلس ادارة هيئة المهندسين (ضيوف شرف كبار) لا يشعرون بمشاكله التي لم يعيشوها أبداً، وانما يتطلع الى وجود أعضاء في مجلس الادارة المنتخب من نفس الفئة ممن عاشوا نفس الظروف وعانوا نفس المعاناة، موضحا أن هؤلاء سيكونون صوت فئة الشباب المسموع في مجلس الهيئة، وسيضعون نصب أعينهم معالجة مشاكل هذه الفئة التي عاشوها من قبل، وهذا الاحساس المشترك سيجعلهم قادرين على ايجاد الحلول الملائمة لها، كما أن الحاجة ماسة وملحة لضخ دماء شابة في المجلس الجديد لكي تتمازج خبرة الرواد وعطاء الشباب فنحصل على توليفة قادرة على احداث التغيير المطلوب في مسيرة الهيئة ورسم توجهاتها المستقبلية.