وزارة الثقافة والإعلام تتحرك رسميا لإنهاء إغلاق متحف طارق عبدالحكيم

الفنان التقى مندوب الوزارة وأطلعه على ملابسات القضية

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مسؤول في وزارة الثقافة والاعلام، أن تحركا من الوزارة لإنهاء ملف إغلاق متحف قلعة الفنون التراثية العائد ملكيته للموسيقار طارق عبدالحكيم، وذلك بعد أن الاطلاع على كافة المستندات التي بحوزة عبدالحكيم قبل مخاطبة الجهات المعنية بالأمر.

وقال المصدر أنه تم تكليف عبد الله الجار الله مدير عام إدارة الفنون الشعبية في وزارة الثقافة والإعلام، بزيارة الفنان طارق عبد الحكيم في منزله مساء الخميس الماضي، وبحث وضع المتحف القانوني والأسباب التي أدت للإغلاق من قبل أمانة جدة». مضيفا أن «الفنان طارق عبدالحكيم زود مندوب الوزارة بكافة الأوراق التي تحدد وضع المتحف، وبناء على ماتوفر لدى الوزارة من معلومات فستتولى البدء في إجراء إتصالاتها مع الجهات المعنية لبحث إعادة فتح المتحف وأداء مهمته واستقبال زواره بعد إزالة كافة العقبات القائمة».

وواجهت وزارة الثقافة والإعلام خلال الأسبوع الماضي إختبارين جادين لجس نبض مسؤوليها تجاه القضايا الثقافية المرتبطة بالقيم الفنية، وهما إغلاق متحف الفنان طارق عبدالحكيم في جدة وإلغاء عرض مسرحي شرقي البلاد، بحجة وجود ممثل يؤدي دور سيدة في المسرحية، فيما يعتبره المتابعون للنشاط الثقافي محاولة لإختبار قدرات الوزير إياد مدني في التعامل مع القضايا الفنية في البلاد والتي لم يحسم أمرها حتى الآن نتيجة للحساسية الكبيرة التي تبديها بعض التيارات الفكرية من قيام أي عمل فني أو استمراريته.

ويعتبر الفنان طارق عبدالحكيم والذي يفضل السعوديون تسميته بـ«عميد الفن» خاصة وهو أول من أدخل فرقة موسيقية للجيش العربي السعودي، وأول من عمل على جمع التراث الموسيقي الفني، كما كان صاحب أولوية في الدراسة الأكاديمية للموسيقى ويمتلك حق الريادة الفنية في السعودية بتأليفه عددا من الأعمال الفنية الرائدة التي أصبحت جزءا من الموروث الفني للبلاد. وكان الفنان طارق عبدالحكيم طالب مطلع العام الجاري الهيئة العليا للسياحة بتبني متحفه الشخصي الذي أطلق عليه اسم «قلعة الفنون التراثية» والذي يضم محتويات تمثل تاريخا للموسيقى والغناء في السعودية والجزيرة العربية، في خطوة منه لحفظ التراث الموسيقي والفني المحلي، وإضفاء صبغة مؤسساتية على المتحف، فيما تشير التطورات الجديدة من إغلاق المتحف إلى أن الموسيقار طارق عبدالحكيم ربما كان يعاني الكثير من الضغوط التي تمارس عليه بشكل أو بآخر لإغلاق المتحف طوال السنوات الماضية، وهو مادعاه إلى مطالبة الجهات الرسمية بتبني المتحف ليضمن بذلك استمرارية بقاء مايكتنزه المتحف من أعمال موسيقية نادرة وتراث فني كبير لأجيال قادمة.

ويعتبر طارق عبد الحكيم الذي تقاعد من الخدمة العسكرية برتبة عميد، أول من أسس فرقة عسكرية موسيقية لتأليف المارشات العسكرية لأفراد الجيش السعودي إبان تولي الأمير منصور بن عبدالعزيز وزارة الدفاع، الذي أمر بانشاء فرقة سعودية لهذا الغرض.

وكان عبدالحكيم حصل على عدة أوسمة وشهادات تقدير من عدد من الملوك ورؤوساء الدول العربية كان آخرها تكريم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في العام 2004 لطارق عبدالحكيم والفنان محمد عبده، بمناسبة إختيار صنعاء عاصمة للثقافة، عندما منحهما في حفل رسمي وسام الاستحقاق في الآداب والفنون. وأشار طارق عبدالحكيم في حوار إنفردت به «الشرق الأوسط» أمس، وتحدث فيه بحزن بالغ »أن أمة بلا موسيقى لا تعرف». مضيفا، أن »وزارة التجارة والصناعة أصدرت كتيبات خاصة بالمتحف وتستحصل رسما رمزيا (عشرة ريالات) على كل زائر للمتحف». وقال أنه »رفض وساطات كبيرة من شخصيات عدة لثقته في سلامة موقفه وحزنه أيضا على الطريقة التي تم فيها إقفال المتحف حتى دون سؤاله أو طلب أي أسانيد نظامية منه».

وكانت أمانة جدة أغلقت مساء الثلاثاء الماضي المتحف أمام الزوار، ووضعت السلاسل على أبوابه معللة سبب الإغلاق «عدم وجود تصريح لإقامة المتحف، كما أنه جزء من المنزل الذي يسكنه وأسرته». وأضافت الأمانة أسبابا أخرى تتعلق بوجود شكاوى من المجاورين قدمت لهم من قبل سكان المنطقة التي يسكنها الفنان طارق عبد الحكيم ، تتضمن إنزعاجهم «بسبب الموسيقى الصاخبة التي تعمل على إزعاج السكان خلال فترات الليل».

في المقابل تساءل عبدالحكيم عن 15 عاما هي عمر المتحف ،أين كانت تلك الشكاوى؟ وأين الأمانة وكافة الجهات المسؤولة عن متابعة وضع المتحف طوال السنين الماضية؟