لا تزال عمليات السعي لابتزاز المواطنين السعوديين عبر الرسائل الإلكترونية والمكالمات الهاتفية من خارج المملكة تترى، فعلى الرغم من التحذيرات التي تطلقها جهات الاختصاص في المملكة بضرورة عدم الانقياد خلف الاتصالات المريبة الا ان عدداً من محبي الاستطلاع ينقادون خلفها فتنهب اموالهم بحيل يحيكها محترفون من خارج السعودية.
المكالمات والرسائل ترد بقصص عن قادة افارقة ماتوا ويفشل ورثتهم في اخذ حقوقهم فيطلبون من (الضحية) ارسال رقم حسابه ليضعوا فيه المال الموروث على ان يعطى صاحب الحساب نسبة مئوية تصل الى ربع المبلغ. لكن بعد انكشاف تلك الطريقة، لجأ اولئك الى طرق الشعوذة والسحر، فيتلقى الضحية اتصالا يوضح انه مصاب بالسحر من قبل شخص يعرفه (الضحية) ويطلب الساحر اموالا لكشف اسم الشخص ثم يخلصه من السحر.
وقد ابدى عدد من المواطنين استياء من تلك المكالمات التي اصبحت تتزايد بشكل كبير في سبيل ابتزاز اموالهم.
فيما يكتشف البعض الآخر كذب هؤلاء ولا ينجرون خلفهم، حيث يقول الدكتور منصور بن عبد الرحمن العسكر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في حديثه لـ «الشرق الأوسط»: إنه تلقى اتصالا هاتفيا خارجيا على هاتفه المحمول من شخص يتقن العربية، اخبره بأنه مسحور من قبل شخص معروف لديه، وأنه يستطيع فك هذا السحر، مشترطاً دفع مبالغ مالية تحول على حسابه في دولة مالي.
واضاف الدكتور بن عسكر «لقد اخبرني بأنه سوف يطلعني على اسم الشخص الذي عمل السحر لي».
وتابع أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقوله: «دهشت حينما قال بأنني مسحور من شخص يعرفه حتى أنني كدت أن أصدقه».
ولفت الدكتور بن عسكر أنه أغلق الخط بعد ان اتضح لديه مدى زيف ما يقول ذلك المجهول، وابدى تذمرا من هذه الأعمال التي تستهدف استغلال السعوديين لما يتمتعون به من مستوى معيشي يتجاوز بكثير المستوى المعيشي لكثير من شعوب بعض الدول الإفريقية.
اتصال آخر طال محمد العسيري الذي كان قد سمع عن هذه الاشياء واستطاع تفويت الفرصة على المتصل، وطالب بتمليك الناس الحقيقة عن هذه الاتصالات حتى لا ينخدعون.
وأضاف: «لا بد من وضع حد لهذه المكالمات التي قد تعرض كثيراً من السعوديين لخسارة أموالهم وضياعها، مبدياً استغرابه من استهداف السعوديين خاصة بهذا العمل ومحذراً المواطنين في الوقت نفسه إلى عدم الانجرار خلف هؤلاء المجهولين والحذر منهم وتبليغ الجهات المسؤولة عنهم ليتم اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من هذه الأعمال».
وطالب العسيري بضرورة مبادرة جهات الاختصاص بوقف هذه الانتهاكات بمخاطبة الجهات المختصة في البلد التي ترد منها تلك الاتصالات.