عام 2005 يشهد أعلى معدل للإصابة بمرض السكري في السعودية

الأطفال والشباب أكثر عرضة للإصابة

TT

كشف تقرير طبي حديث ان العام الجاري 2005م سجل اكبر معدلات الاصابة بمرض السكر في السعودية.

وذكر التقرير الصادر عن مستشفى الملك فيصل التخصصي ان السنوات الاخيرة شهدت نموا ملحوظا في عدد الاصابات بالسكر المعتمد على الانسولين، خاصة وسط الاطفال تحت سن 15 سنة، ومازالت النسبة في تصاعد.

وقال الدكتور طارق الهد رئيس قسم السكر بمستشفى الملك فيصل التخصصي والذي أشرف على إعداد الدراسة، ان سبب الإصابة يرجع إلى العوامل البيئية أكثر من رجوعها إلى العوامل الوراثية، ويلعب الغذاء دورا هاما في العوامل البيئية وبعدها يأتي عامل العدوى والفيروسات الجديدة، مشيرا الى ان أهم أعراض هذا النوع من مرض السكر زيادة كمية البول والعطش الشديد والإجهاد والضعف ونقص الوزن.

وأفاد تقرير منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 400 مليون مريض بالسكر في العالم، ويشير الدكتور الهد الى نوعين من السكر، نوع يصيب الأطفال والشباب في سن مبكرة، ويسبب مضاعفات كثيرة مثل الفشل الكلوي وغيره وهو ما يسمى بالسكر المعتمد على الأنسولين، لأن الأنسولين هو علاجه الوحيد لتخفيض نسبته في الدم· أما النوع الآخر فهو يصيب الرجال والنساء في سن متأخرة نوعا وغالبا ما يكون بعد سن الأربعين وعلى الرغم من مضاعفاته المتعددة فإنه أقل حدة من النوع الأول.

ولا يعتبر الأنسولين علاجا جذريا للمرض لأن عدم أخذ الحقنة اليومية من الأنسولين قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بصورة خطيرة، قد تؤدي إلى غيبوبة السكر ومضاعفات أخرى كثيرة وكلما زادت مدة الإصابة زادت المضاعفات خصوصا ما يتعلق بالأوعية الدموية والقلب والأطراف·ويتابع الدكتور الهد حديثه فيقول «على الرغم من استخدام التكنولوجيا الحديثة في تحضير الأنسولين واستخدام المضخات وغيرها في استخدامه فإنها مازالت تسبب الملل والضجر للمريض باعتبار انه سيعيش بقية عمره على ذلك الأسلوب العلاجي».

ومن أهم أبحاث مرض السكر تلك التي أجرتها كلية طب فلوريدا الأميركية بهدف الوصول إلى بعض الحقائق الهامة المتعلقة بهذا المرض والتي تمكن الطبيب من معرفة الشخص الذي سيصاب بالمرض قبل إصابته بالفعل وبالتالي علاجه فورا عند بدء ظهور الأعراض وعملية هجوم الجهاز المناعي تنصب فقط على الخلايا التي تفرز الأنسولين في البنكرياس وغالبا ما يحدث ذلك قبل سن البلوغ ولا يشمل الهجوم خلايا البنكرياس الأخرى التي تفرز العصارة والأنزيمات الهاضمة ويحدث التدمير لخلايا بيتا فقط، فيؤدي ذلك إلى نقص الأنسولين، وبالتالي عدم احتراق السكر في الدم لتوليد الطاقة· وتضطر الكلى إلى إفراز هذه الكمية الكبيرة من الجلوكوز في البول ساحبة معها الماء من الجسم وظهور كثرة التبول من كمية سوائل الجسم، ويشعر صاحبها بالعطش الشديد المستمر وشربه الزائد يجهد الكلى أكثر وأكثر لتتخلص من السكر الزائد في الدم وتكون في النهاية هي الفشل الكلوي.

وفي تلك الأثناء تكون كل خلايا الجسم في حالة جفاف لأن الجلوكوز المرتفع خارج الخلية يسحب المياه من داخلها ويسبب جفافها وتلفها وتكسيرها، وتنطلق المواد التي كانت مختزنة داخل هذه الخلايا من البروتين والدهون لتمد الجسم باحتياجاته من الطاقة، لأن نقص الأنسولين يمنع الجسم من الاستفادة بالجلوكوز العالي في الدم كمصدر للطاقة، ولكن تكسير هذه المواد الدهنية ينتج عنه تكون مواد حمضية مثل الأسيتون أو الكيتونات التي ترفع نسبة حموضة الدم ويساعد معها الجفاف في إحداث غيبوبة السكر.