تستعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومدينتي حجاج مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة وميناء جدة الإسلامي مساء اليوم لاستقبال غالبية حجاج بيت الله الحرام المتعجلين. وسيغادر الحجاج منى قبل غروب الشمس هذا اليوم، والذي يصادف اليوم الثاني للتشريق فيما يفضل أعداد منهم تقدر بنصف مليون حاج عدم التعجل والمبيت بالمشعر، وإتمام مناسك رمي الجمرات خاصة حجاج الداخل وكبار السن، وسيؤدي الحجاج المتعجلين طواف الوداع ثم يحزمون حقائبهم، استعدادا للعودة إلى بلدانهم ومناطقهم.
وسيتم اليوم تنفيذ الخطة المرورية في كافة مداخل منى، وعلى الطرق المؤدية للمسجد الحرام، وكذلك الطرق السريعة التي تؤدي إلى المدينة المنورة وجدة، وطريق الليث وطريق الطائف السيل السريع، التي من المقرر أن تشهد حركة شبيهة بتلك التي شهدتها ليلة الثأمن ذي الحجة قبل تصعيد الحجاج إلى المشاعر، وحشدت وزارة الداخلية لهذا الغرض آلاف الكوادر منسوبيها من رجال المرور والأمن العام وأمن الطرق، فيما ينفذ فرع وزارة الحج بمكة المكرمة بدءا من اليوم خطة تفويج حجاج الجو والبحر الى المدينة المنورة والى بلدانهم عبر مركزي مراقبة تفويج الحجاج بطريقي مكة جدة السريع ومكة المدينة المنورة السريع، والتي تستمر حتى اليوم العاشر من شهر محرم من العام الهجري القادم.كما تشارك لجنة النقل التابعة لامارة منطقة مكة المكرمة الإشراف على سلامة الحافلات طوال الطريق المؤدي الى المدينة والطريق المؤدي الى مدينة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة والطريق المؤدي الى ميناء جدة الاسلامي من خلال تخصيص مشرفين لمسح الطرق التي تعبر من خلالها الحافلات, اضافة الى مشاركة النقابة العامة للسيارات في خطة التفويج من خلال تخصيص الورش الثابثة والمتنقلة على الطرق لمواجهة اي اعطال قد يحدث للحافلات وكذلك مشاركة الدفاع المدني والهلال الاحمر السعودي في تقديم الخدمات اثناء التفويج.هذا وبينما تجرى الاستعدادات على قدم وساق في مدينة حجاج مطار الملك عبد العزيز وحجاج البحر في جدة لاستقبال ضيوف من المتعجلين. وعلى كل تستعد الجهات المعنية بالحج في المدينة المنورة برئاسة الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس اللجنة المركزية للحج بالمنطقة ومراكز الاستقبال وفرع الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، والدور السكنية والفنادق لاستقبال مواكب الحجاج، والتي ستصل مساء اليوم مستخدمين الطريق السريع الذي يربط بين المدينتين, فيما يصل البعض إليها جوا عبر مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، وذلك لغرض زيارة المسجد النبوي الشريف والصلاة فيه والتشرف بالسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وصاحبيه أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما.
هذا وتستعد السلطات السعودية بإجراءات إحترازية صارمة لعملية رمي الجمرات الثلاثة، واضعة في اعتبارها أن أغلب الحجاج سيتعجلون اليوم، وذلك لمنع أي عمليات للتدافع والتزاحم حتى لا يحصل ما لا يحمد عقباه، وسيمنع رجال الأمن كل من يحمل عفشا أو أغراضا من الحجاج، من الدخول إلى جسر الجمرات أو محيطه حتى تتم عملية الرمي بكل سهولة.
وكان حجاج بيت الله الحرام قد استقبلوا على صعيد منى أمس المصادف للحادي عشر من شهر ذي الحجة، أول أيام التشريق وثاني أيام عيد الاضحى المبارك، حيث قام الحجاج أمس برمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى مختتمين بجمرة العقبة، وذلك وسط جو من الطمأنينة والأمن، حيث واصل رجال قوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور وطلبة الكليات العسكرية والكشافة وجمعية الهلال الأحمر وكافة الجهات المعنية بالحج بتنظيم عملية الرمي، وإرشاد الحجاج وتقديم كل عون قد يحتاجونه.