بضائع مهربة.. وبائعة حجاج.. وأسعار متفاوتة.. وسلع مقلدة

تجارة «بينية» على أرصفة منى:

TT

من أبرز نتائج القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة التي انعقدت بمكة المكرمة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي العمل على رفع سقف التعامل البيني في التجارة بين الدول الإسلامية إلى 20 بالمائة خلال العشرة الأعوام المقبلة، إلا أن مواسم الحج تشهد ترافع حجم التعامل إلى أكثر من ذلك وفقا للعديد من الاقتصاديين.

وقد تكون رؤى هؤلاء الاقتصاديين هي نوع من «السخرية» على حال الوضع التجاري بين الدول الإسلامية من جانب، وكذلك على البضائع المطروحة على أرصفة وطرق المشاعر المقدسة من جانب آخر.وبإمكان الحاج وهو يتجول بين المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة) مشاهدة أنواع مختلفة من البضائع الغذائية، والملبوسات، والعطورات، وألعاب الأطفال، وأجهزة الهواتف، وغيرها من بضائع تباع في الأسواق السعودية، وأخرى جلبت من أسواق بلدان هؤلاء الحجاج.

ومحمد مجان (28عاما) أحد هؤلاء البائعة الذين يفترشون على الطريق المؤدي إلى منى للقادمين من الجمرات ويختص ببيع الملبوسات الرجالية والنسائية والأطفال، يقول «حضرت لأداء مناسك الحج وكذلك للإستفادة من بيع بعض السلع التي حصلت عليها من أسواق الجملة بمدينة جدة». وعلى يمين مجان تقف فتاة سمراء عشرينية تدعى زينب وتبيع عطورات مقلدة، وروائح العود، والبخور، والمسابح وتقول «هذه السلع مصنوعة يدويا لسيدات بمنازلهن، وعقدت إتفاقا معهن ببيعها لهم في المشاعر المقدسة مقابل نصف السعر لي».

ولا تنحصر بسطات البيع والشراء على أرصفة المشاعر المقدسة للعاملين داخل البلاد فقط، بل يتشارك معهم منصور علي ،33 عاما، سوري الجنسية والذي يقوم ببيع المطرزات اليدوية التي تم صنعها بواسطة عائلته في مدينة حلب السورية. وفي اتجاه آخر، تشاهد عددا من الحجاج القادمين من دول الإتحاد السوفياتي السابق (أوزبكستان، الشيشان، والروس) ما بين رجال ونساء يقومون ببيع ساعات، ونواظير، وبوصلات يدل مظهرها على أنها للإستخدام العسكري. وتتفاوت الأسعار ما بين المنتجات السابقة، فالملابس لا تقل عن عشرة ريالات ولا تزيد عن 50 ريالا، بينما المعدات العسكرية الروسية فتتراوح من 50 ريالا إلى 200 ريال، والعطورات والأبخرة والعود فتكون محصورة بين 5 و 40 ريالا، وأوجه التشابه بين كل ما سبق أن الباعة حجاج، وصناعاتها تمت ببلدان إسلامية، ووصولها للمشاعر المقدسة عن طريق التهريب، ومواقع بيعها بطريقة الإفتراش على الأرصفة.