ارتفاع وتيرة المنافسة بألوان الأعلام واللافتات بين الحجاج

خطط تكتيكية واستراتيجية عملية مبتكرة

TT

يبدأ حجاج بيت الله اليوم رحلة جديدة في حج هذا العام، رمي الجمرات وذبح الهدي والحلق او التقصير والتحلل من الإحرام، ومعها تبدأ رحلة جديدة أخرى من المنافسة بين الحجاج، بعد أن تنافسوا في اكتساب الأجر والثواب. وقصة المنافسة هذه المرة تعتمد على الألوان والأعلام واللافتات الصغيرة، وأحياناً بعض القوارير والعلب أو حتى قطعة كرتونية، والسبب في ذلك يعود إلى محاولة كل مجموعة من الحجاج بأن تتميز عن غيرها من المجاميع الأخرى، ليس بهدف الفوز بجائزة ما، لكن حتى لا تضطر تلك المجموعة إلى اللجوء لأحد أفراد الكشافة أو رجال الأمن الذين يتولون عملية الإرشاد والتوجيه للحجاج التائهين.

وللوهلة الأولى قد لا يبدو لك ملاحظاً عند مشاهدتك لمجموعة من الحجاج أنهم قدموا للحج معاً، ما إذا كانوا يرتدون الإزار والرداء الأبيض فقط، وقد تكون المشكلة اكبر عند تحلل الحجاج من لباسهم بعد رمي جمرة العقبة، لكن ما سيلفت نظرك حتماً هو مشاهدتك للألوان التي تتزين بها كل مجموعة من الحجاج، إما على شكل ربطات كتف، وإما على شكل قبعات، وأحياناً تكون على شكل غطاء للرأس بالنسبة للنساء، وهذه ليست الوحيدة، فهناك طريقة أخرى سلاحها الأعلام والرايات التي يحملونها وتتضمن شعارات وعبارات مختلفة وربما أحجاماً مختلفة أيضاً، فيما يذهب البعض لتصميم لافتة حسب حجمه، فالميسورون يفضلونها مطبوعة باستخدام تقنية الفوتوشوب، فيما يقوم أصحاب قلة الحيلة بالكتابة على ورقة قبل أن يلصقوها على لوحة خشبية على شكل T وبإخراج وصناعة هندسية أقرب ما تكون إلى المثل القائل «كيفما اتفق».

هذا فيما يتعلق بالمجموعات الكبيرة، أما المجموعات الصغيرة التي لا يتعدى أفرادها الـ 10 أفراد، فتكتفي بوضع قارورة فارغة أو قطعة كرتونية في رأس عصا، يقوم بإمساكها قائد تلك المجموعة، الذي يكون عادة ملماً بالحج وطريقة التنقل في المشاعر.وفي الوقت الذي تذهب فيه كل مجموعة للتميز، تقوم بعض المجموعات بعمل بعض التكتيكات الاستراتيجية، من خلال تدرب البعض على تلك التكتيكات الميدانية في وقت سابق، فيما يفضل البعض الآخر مباغتة الآخرين بتكتيك جديد على الهواء مباشرة وعلى أرض الواقع، وتتفاوت هذه التكتيكات والاستراتيجيات من مجموعة لأخرى، فالبعض يحاول بناء حصن متين لحماية مجموعته من التدخلات الخارجية، وذلك بعمل سياج بشري مكون من الرجال والشبان، ويبقى كبار السن والأطفال والنساء في داخل ذلك السياج، فيما تفضل مجموعات أخرى إعادة ترتيب صفوفها بشكل مستمر، وذلك بتبادل المراكز في عملية القيادة على حسب الموقف الذي تمر به المجموعة، فيما يفضل البعض عملية الانتشار في المشاعر والتجمع في مناطق محددة، لتسهيل الحركة لأفراد المجموعة.

هذا اليوم أشبه بمعركة بين الألوان والأعلام واللافتات التي تتميز بها مجموعة دون أخرى، لكن يبقى صوت مكبر الصوت حاضراً فوق الجميع، فمهما كانت دقة العلم ودرجة اختلاف اللون، يبقى (المايكروفون) المحرك الأول لهذه المجموعات، بدءا باتجاه الحركة والتنقل، مرورا بالتنبيه من مغبة التعدي على مجموعتهم بشكل ودي، وذلك بتبادل النصائح الإرشادية وبعبارات (طريق يا حاج) الأكثر استخداما في الحج، وانتهاء بإلقاء التعليمات والإيضاحات على أفراد المجموعة.