شائعة حول أقدم فندق استضاف على مدى تاريخه كوكب الشرق أم كلثوم

الدفاع المدني: تحققنا من أن فندق قصر الكندرة ليس آيلا للسقوط

TT

تسببت شائعة حول إعادة فتح جناح مغلق وآيل للسقوط بأحد فنادق جدة، بإثارة قلق سكان الحي الذي يقع فيه الفندق، وقام عدد من السكان بإبلاغ الجهات المعنية لمعاينة الموقع والاطمئنان على سلامة المبنى، فيما لم يشعر أي من ضيوف الفندق وغالبيتهم من الحجاج بأي قلق.

وكانت تداعيات إنهيار برج «لؤلؤة الخير» والذي وقع بحي الغزة بمكة المكرمة في 5 يناير كانون الثاني 2006م قبل أيام من وقفة عرفة وأدى إلى وفاة 76 حاجاً من جنسيات مختلفة وإصابة 62 آخرين قد ألقت بظلالها على الشارع، حيث سرت شائعات في الأيام القليلة التي تلت الحادثة عن تصدعات وشقوق تهدد سلامة بعض المباني السكنية والفنادق القديمة، وكان أبرز ضحاياها أحد أقدم الفنادق بمدينة جدة فندق قصر الكندرة الذي استضاف خلال تاريخه بعضا من أشهر الشخصيات السياسية والفنية العربية من بينها كوكب الشرق أم كلثوم.

من جانبه فند العقيد محمد الثقفي رئيس قسم السلامة بإدارة الدفاع المدني بجدة هذه الشائعات وأكد بأن أي جناح أو جزء من فندق قصر الكندرة لم يكن مغلقاً من قبل إدارة الدفاع المدني أو البلدية، وقال «فور تلقينا لخبر وجود جزء مغلق وآيل للسقوط بالفندق أعيد فتحه، قمنا بإرسال لجنة خاصة للتعامل مع المسألة على الفور، والاطمئنان إلى عدم وجود ما يستدعي القلق بشأن سلامة المبنى والنزلاء».

وأضاف »ليس لدينا أي معلومات عن سبب إغلاق الجناح الشرقي للفندق، كما ليس لدينا أي معلومات بشأن إعادة فتحه، وعلى كل حال هذا أمر يتعلق بإدارة الفندق نفسه».

من جانبه نفى فريد إدوار مدير فندق قصر الكندرة جملة وتفصيلاً صحة الشائعة فيما يتعلق بإغلاق الجناح الشرقي للفندق كونه آيلاً للسقوط، وقال إدوار «الجناح الشرقي لم يخضع مطلقاً لأي عمليات ترميم أو صيانة، ولم يكن في أي وقت مغلقاً أو آيلاً للسقوط»، وقال «لا أستبعد أن يكون مصدر هذه الشائعات المغرضة فنادق أخرى تهدف للتنافس بصورة غير شريفة».

وتابع قائلاً «كل ما في الأمر أن الطاقة الاستيعابية للفندق تبلغ 310 غرف مقسمة على جناحين، الجناح الغربي يستوعب 178 غرفة، والشرقي يستوعب 138 غرفة، ولا تكون مشغولة كلها بطبيعة الحال طوال العام ولكن في فترات ومواسم معينة نقوم بتشغيل الجناح الشرقي كما الآن في موسم العيد والحج حيث بلغت نسبة إشغال الفندق في هذه الفترة 100%».

واستطرد إدوار قائلاً «إغلاق جناح أو دور ليس دليلاً على وجود مشاكل أو أن الفندق آيل للسقوط كما يروج بعض المغرضين، ولكن هذا ما تقوم به كل الفنادق في كل أنحاء العالم، حيث لا ضرورة لتشغيل جناح كامل أو دور كامل بمرافقه وتحمل نفقاته من غير وجود نزلاء».

وبحسب محمد صادق دياب المهتم بتاريخ جدة فإن «فندق الكندرة يعد أحد أقدم فنادق جدة إلى جانب فنادق العطاس، والرياض، والكعكي، وكان يستقبل آنذاك أبرز الشخصيات السياسية والفنية والاجتماعية التي تزور جدة حتى أنه كان يحمل صبغة شبه رسمية، ومن أبرز الشخصيات التي استقبلها حاكم اليمن الإمام أحمد حميد الدين، والزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر».

ويشير إدوار إلى أن الفندق يعود تاريخه لأكثر من 40 سنة وبناه الشيخ عبد العزيز السليماني، ومن بين الزوار الذين استقبلهم الفندق الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري، وغيره، إضافة إلى عدد من المشاهير والنجوم بينهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ عند قدومهم لأداء فريضة الحج في فترة كانت فيها فنادق جدة قليلة.

إلا أن الفندق الذي كان يستقطب طبقات معينة فقد شهرته ومكانته بالتدريج بعد أن ازداد عدد الفنادق الكبرى التي بنيت فيما بعد على طول كورنيش جدة.