التعرف على 303 جثث من ضحايا حادثة التدافع وإخضاع 60 جثة مجهولة لتحليل الحمض النووي

تقرير إحصائي: أكثر من مليوني حاج أدوا فريضة الحج لهذا العام

TT

قدرت مصلحة الإحصاءات العامة السعودية عدد حجاج بيت الله الحرام الذين قدموا لتأدية مناسك الحج لهذا العام، بأكثر من مليوني حاج، مثلوا حجاج الداخل، ونظراءهم حجاج الخارج.

وشكل حجاج الخارج، العدد الأكبر بين المجموع الكلي للحجاج، حيث بلغ عدد الحجاج القادمين من الخارج قرابة المليون ونصف المليون حاج، في حين بلغ مجموع حجاج الداخل حوالي الـ 700 ألف حاج، أكثر من 100 ألف منهم قدموا من مكة المكرمة، بينما بلغ عدد حجاج الداخل القادمين من جميع المناطق السعودية، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، نصف مليون حاج تقريبا.

وعمدت اللجنة الإشرافية لخطة تفويج الحجاج هذا الموسم على الاستفادة من الرخص الشرعية الموجودة في مذاهب دينية مختلفة، لمواجهة أعداد الحجاج المتزايدة في هذا العام عن الأعوام السابقة، في مسألة رمي الجمرات خلال أيام التشريق الثلاثة.

ويأتي من أبرز ملامح هذه الخطة التي نجحت في اليوم العاشر من ذي الحجة، وكذا أول أيام التشريق، أن تقوم مؤسسات الطوافة بالتعاون مع بعثات الحج، بعدم السماح لحجاجها بالخروج من مخيماتهم في منى، ما بين الساعة الخامسة فجرا، حتى الساعة الحادية عشرة من نفس اليوم، لإتاحة الفرصة للحجاج المشاة والمفترشين لرمي الجمرات، قبل أن يأتي ثاني أيام التشريق، الذي يعتبر أول أيام التعجل، بحادثة التدافع التي شهدها جسر الجمرات، وراح ضحيتها 363 حاجا، والذي نتج عن عدم التزام حجاج بيت الله الحرام بمواعيد خطة التفويج التي اعتمدتها اللجنة الإشرافية بهذا الخصوص.

وكانت وزارة الحج السعودية قد وضعت تنظيمات وضوابط جديدة لعملية تفويج الحجاج لرمي الجمرات في موسم حج هذا العام 1426هـ، حيث شملت تعليمات وآليات عمل تم إبلاغها لجميع أصحاب مؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل ليتم العمل بموجبها بهدف منع تزاحم الحجاج عند جسر الجمرات. وشملت الإجراءات الجديدة وضع ملصقات للتوعية ببرنامج التفويج ومطويات تعريفية تحث الحجاج على الالتزام ببرنامج التفويج وتوضيح مدى أهمية الحفاظ على أمن وسلامة الحجاج، وتنظيم محاضرات توعية عند التعاقد مع الحجاج داخل المخيمات بمنى للتنبيه إلى عدم اصطحاب الأمتعة والأطفال والكراسي المتحركة أثناء التوجه لأداء شعيرة رمي الجمار والحث على استخدام الرخص الشرعية في التوكيل في الرمي عن كبار السن والنساء والضعفاء من قبل المرشدين والدعاة.

ودفعت الحادثة التي وقعت على جسر الجمرات الخميس الماضي، التي يعيش ذكراها جموع المسلمين في كافة أنحاء المعمورة هذا اليوم، بوزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز، بتوجيه دعوة لعلماء بلاده وعلماء المسلمين، إلى إيجاد الحلول الشرعية من الشريعة الإسلامية، وأن يستنبطوا من أحكام الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ما يسهل على حجاج بيت الله رمي الجمرات بوقت أكثر، سواء كان قبل الزوال أو بعد الزوال، معتبرا أن هذا الأمر مهم وواجب عليهم.

وفي أول ظهور له عبر وسائل الإعلام بعد حادثة التدافع، أوضح الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي الديار السعودية، أن رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة بعد الزوال أو قبله، مسألة اجتهادية وليست قطعية، مفندا بذلك الآراء الشرعية المتشنجة التي تحدثت عن ضرورة رمي الجمرات بعد الزوال، مشيرا إلى أن مسألة رمي الجمرات فيها قولان: رأي يقول بأن الرمي يجوز قبل الزوال، وآخر يقول أن الرمي بعد الزوال.

وأوضح مفتي الديار السعودية أن بعض العلماء أفتى بجواز الرمي قبل الزوال بعد أن اجتهدوا في فتواهم. وقال: «من أخذ بهذه الفتوى، فلا أحد يستطيع أن يقول ان عمله باطل ما دام أنه أخذ برأي عالم فاضل، ولم يتم وقف أي فتوى لمن أفتى بجواز الرمي قبل الزوال. وهناك الكثير من حملات الحجاج ترمي في أول النهار ولا أحد يستطيع أن يمنع مجتهداً من اجتهاده، فمن اجتهد وتحرى لا أحد يقول له انك مخطئ أو مخالف للصواب»، في إشارة منه لحادثة التدافع التي وقعت الأسبوع المنصرم، والتي كانت نتيجة الفهم الخاطئ من الحجاج للفتاوى الصادرة بهذا الخصوص.

وعلى صعيد آخر توصلت لجنة فرز جثث ضحايا التدافع، حيث استطاعت اللجنة التعرف على قرابة الـ303 جثث من أصل 363 حاجا قضوا في حادثة التدافع التي شهدها جسر الجمرات الخميس الماضي.

ولا تزال الجهات المعنية بالأمر تسعى بكافة السبل للتعرف على 60 حاجا، سجلوا في عداد مجهولي الهوية، وذلك بعد مرور أسبوع كامل على الحادثة من دون أن يتم التعرف عليهم. وبلغ عدد جثث الحجاج الذكور التي تم التعرف عليها 174 جثة، مقابل 129 جثة للحجاج الإناث.

وجاءت جنسيات من تم التعرف عليهم على النحو التالي: (53 هنديا، 51 باكستانيا، 37 سعوديا، 11 من بنغلاديش، 7 جزائريين، 23 مصريا، 9 عمانيين، اثنين من الأردن، 12 يمنيا، 8 عراقيين، 6 مغاربة، 4 إيرانيين، 9 أفغان، 5 سوريين، إثيوبي واحد، 11 تركيا، ألماني واحد، 9 سودانيين، تركستاني واحد، 6 من المالديف، تشادي واحد، 5 من الصين، بلجيكيين اثنين، 10 من النيجر، 4 فلسطينيين، غانيين اثنين، فرنسيين اثنين، إماراتي واحد، 4 ليبيين، 2 من إندونيسيا، 3 بريطانيين، صومالي واحد).

وحول كيفية التعرف على الـ 60 جثة المتبقية التي لم يتم التعرف عليها حتى الآن، أوضح مصدر أمني، أن عملية التعرف على هذه الجثث المجهولة، تتم عن طريق 3 مراحل، أولها بأن تعتمد الجهات المهنية على الإسورة اليدوية التي ارتداها الحجاج قبل قدومهم لأداء الفريضة والتي تحتوي على المعلومات الكاملة عن هؤلاء، أو بنشر صورهم على بوابة مجمع المعيصم للطوارئ في العاصمة المقدسة، وقد يكون الخيار الوحيد الذي يتبقى بعد استنفاد المحاولتين السابقتين، إخضاع جثث الحجاج غير المعروفة لتحليل الحمض النووي الـ DNA. وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أعلنت في وقت سابق عن 3 خطوط اتصال جديدة لمن أراد الاستفسار عن وفيات الحادثة من خارج السعودية، والتي جاءت على النحو التالي: 0096625510471 ـ 0096625510472 ـ 0096625510473، كما حددت الرقم: 8000245800، للاستفسار عن ضحايا حادثة التدافع من داخل السعودية.