سعوديات يقعن ضحايا منتجات ذات سعرات حرارية منخفضة

قليل الدسم والمخفف والخالي من الدهون أبرز الخصائص التي يبحثن عنها

TT

تحظى المنتجات ذات السعرات الحرارية المنخفضة في أي سوق للمواد الغذائية في العالم باهتمام خاص من قبل الزبائن، وفي السعودية تجد السيدات هن أكثر من يحتشد أمام الأرفف التي توجد فيها هذه المنتجات، حيث تبحث العديدات منهن وفي معظم السلع التي يشترينها عن عبارات مثل «قليل الدسم»، أو «مخفف»، أو «خال من الدهون» وهي عبارات تشكل لهن جواز عبور لتناول ما لذ وطاب من الأطعمة دون التفكير في شبح زيادة الوزن.

ويبدو أن المصنعين لهذه المنتجات أصبحوا مدركين لذلك جيدا، ويظهر ذلك جليا في نوعية العبارات التي يختارون كتابتها بالخط العريض على أغلفة السلع الغذائية مثل «خال من الكوليسترول»، والتي قد يقابلها من الخلف وبخط صغير جدا عبارة Saturated lipids أي دهون مشبعة.

في أحد أسواق المواد الغذائية الكبرى في العاصمة الرياض التقت «الشرق الأوسط» عائشة الشامخ وهي ربة بيت، التي تقول بأنها اضطرت أخيرا لاستبدال جميع المواد الغذائية التي تقتنيها عادة، بنظيرتها من فئة قليلة الدسم لأن زوجها يعاني من ارتفاع في نسبة الكولسترول، ويبدو أن السيدة عائشة تعشق الألوان، حيث تسحرها الخطوط العريضة المكتوبة على علب المنتجات، إذ كانت تحمل في يدها علبة هامبرغر مجمد مكتوب عليها صويا.

وحول وسيلتها للتأكد مما إذا كانت السلع التي تحملها هي بالفعل خالية من الكولسترول، ردت الشامخ بكثير من الحزم، بأن كلمة «صويا» المكتوبة بالخط العريض على علبة الهامبرغر المجمد تعني ضمان خلو المنتج من الدهون بالرغم من أنه لا علاقة بين الدهون وحبوب الصويا، أما بالنسبة للعصائر فتقول الشامخ بأنه يجب ان تكون مكتوبا عليها عبارة «طبيعي 100 بالمائة وغير محلى». من جهتها لا تبدو سلمى الصايغ مختلفة عن سابقتها، التي تحمل عصائر مكتوبا عليها عبارة «طبيعي»، إذ تقول بأن سبب وقوعها في فخ السلع المنخفضة السعرات المزيفة يرجع ربما لعدم اكتراثها بقراءة محتويات السلعة باللغتين العربية والانجليزية، إذ كتب على علبة العصير باللغة الإنجليزية «خلاصة الفواكه بطعم العصير» ما يدل على أن المنتج غير طبيعي 100 بالمائة.

وعن دور مركز رعاية المستهلك في حماية المستهلك السعودي من تلك التلاعبات، يقول عبد الرحمن الخضير مدير مركز رعاية المستهلك، إن دور المركز ينحصر في توعية وتوجيه المستهلكين إلى أساليب الشراء السليمة، وتوجيههم إلى ما يخص محتويات المواد الغذائية الصحية.

ويضيف الخضير بأن المركز لا يمارس أي دور رقابي أو عقابي، مشيرا الى أن ذلك يبقى من اختصاص الجهات الرقابية.

أما منى الغامدي وهي طالبة في قسم الصيدلة، عندما سئلت عن سبب تفضيلها السلع ذات السعرات الحرارية المنخفضة ذكرت بأنها تفضل المنتجات ذات السعرات الحرارية المنخفضة لأهمية ذلك من الناحية الصحية، وليس كونها تبحث عن الرشاقة.

ويبدو أن منى تخلط ما بين المواد التي تساعد على الحمية والمواد الغذائية ذات الفوائد الصحية، حيث كانت تحمل مربى مخصصا للرجيم خاليا من السكر، ولكنه بالمقابل محلى بسائل عصير العنب المركز ومضاف إليه مواد ملونة، تعتبر من الناحية الصحية أقل فائدة من السكر.

من جانبها ترجع ريما سليمان، اختصاصية تغذية علاجية في مجمع الأفق الطبي، وقوع السيدات في فخ المنتجات ذات السعرات الحرارية، إلى عدم تعودهن على قراءة محتوى السلعة بطريقة صحيحة وعلمية و باللغتين العربية والإنجليزية.

وأشارت إلى أن العديد من المأكولات التي تدون عليها عبارة «منخفض السعرات الحرارية»، قد لا تكون كذلك وتدفع الشخص إلى الحاجة إلى تناول المزيد من الطعام، بدلا من تخفيف الشهية. وتضيف الاختصاصية بأن بعض السيدات قد يقعن ضحية لخدع متنوعة، حيث ان بعض السلع الغذائية كبعض أنواع الكعك يحوي وحدات حرارية أقل، إلا أن معدل السكر فيها مرتفع جدا، مشيرة إلى أنه وإن لم تعان السيدة من مشكلة في زيادة الوزن فربما واجهتها مشكلة السمنة بعد اعتياد تناولها، نظرا لتراكم السكر في جسمها الذي يولد المزيد من الوحدات.

وأضافت بأن هناك فكرة شائعة حول كلمة «صويا»، حيث يعتبر البعض أنها تدل على قلة الدسم كونها تأتي من مصادر نباتية، إلا أن الواجب هو مراقبة المواد الأخرى بجانب الصويا والتأكد من فائدتها الصحية ومن معدل السعرات الحرارية التي تحتويها بالإضافة الى نسبة المواد المضافة او الحافظة.