الحائليون يستدينون بالشاي ومسحوق الغسيل بدلا من البنوك

لسد احتياجاتهم المالية

TT

ابتكر العديد من سكان حائل طريقة لسد احتياجاتهم المادية فيما بينهم من دون فوائد ربوية، وتكمن تلك الطريقة في شراء مواد تعد اساسية لمستلزمات المنازل مثل، القهوة ومسحوق الغسيل «تايد» ومشروب الشاي «ليبتون»، من اصحاب مكاتب عقارية او افراد مقتدرين ماديا، على ان تتم طريقه السداد، على اقساط ميسره وشهرية.

نادر الخميش من سكان حائل، دخل المجال نفسه مستديناً، وخرج مستثمرا، حيث يقول «كنت طالبا في الجامعة لا املك سوى مصروفي اليومي، فقررت في إحدى اجازات الصيف قبل ثلاثة اعوام السفر برفقة زملائي الى احدى الدول العربية القريبة، توجهت الى احد المكاتب العقارية المعروفة لدينا في المجال ذاته، واشتريت مسحوق «تايد» مع زملائي بمبلغ 5 آلاف ريال على ان ترد مع العمولة 7500 ريال خلال 7 اشهر وبواقع الف ريال شهريا».

ويضيف الخميش الذي يعمل حاليا في مكتب بدون للعقارات في حائل، ان «البضاعة ذاتها يتم استلامها من المالك، ويتم الذهاب به الى المستودعات لتحميلها او اعادة بيعها على مالكها في نفس الوقت بعد رؤيتها، نظرا لعدم الوقوع في الشبهات الشرعية».

ويشير الخميش انه «في حال عزم المشتري بيعها على المالك بعد مشاهدته للبضاعه تخصم 100 ريال أو أكثر على حسب الكمية من القيمة الاساسية، اما في حالة انه اراد بيعها الى احد المتاجر او تجار الجملة فيتم خصم رسوم التحميل فقط».

وحدد الخميش اسباب اختيار نوعيات معينة من السلع مثل القهوة ومسحوق الغسيل «تايد» والشاي «ليبتون»، نظرا لانها الاكثر رواجاً وتستخدم بشكل يومي، وبين ان مبالغ الاقساط المتوفرة لديهم مع منافسينهم على شكل ثلاث شرائح، الاولى 5 آلاف ريال، فيما الثانية 10 آلاف ريال، والاخيرة 15 الف ريال، وتحسب الفائدة بمقدار 50 في المائة على الفئه الاولى والثانية مع مراعاة خفض نسبة العمولة في حالة دفع المستفيد مبلغ الف ريال شهريا، فيما ان الشريحه الاخيرة تنخفض نسبة عمولتها الى 30 في المائة، وتشترط دفع الف ريال شهريا، نظرا لحجم المبلغ الكبير.

واضاف انه في السابق كانت المعاملة قائمة على مبدأ الثقة فيما بين التجار والمستفيدين، إلا ان عددا من العملاء اصبحوا يماطلون بالدفع، وهو الامر الذي حدا بإدخال شروط جديدة مثل وجود كفيل غارم، يتعهد بدفع المبلغ كاملا في حالة التأخير عن السداد اكثر من 3 أشهر، اضافة الى اصدار سندات دفع واستلام.

ويتابع الخميش انه على الرغم من ان العمولات تعد باهظة مقارنه بالمبالغ المستدانة، إلا ان الحائليون يعتبرونها اسلم وسيله لسد احتياجاتهم المادية بطريقة شرعية.

واشار الى ان اغلب عملاء تلك الطريقة من الموظفين المتدنية رواتبهم او المعلمات الذين يرغبون مساعدة ذويهم، موضحا ان تلك الطريقة ترتبط ذروة تفعيلها مع قرب المناسبات الموسمية، اضافة الى الكثير من سكان حائل كثفوا اخيرا الطلب على الشريحة الثالثة للدخول بقيمتها في سوق الاسهم وتسديد الاقساط من الارباح.