حمية إجبارية لتحاشي الدجاج بسبب إنفلونزا الطيور

الكبسة والملوخية مؤجلة حتى إشعار آخر

TT

تنامي التحذيرات الدولية من خطر إنفلونزا الطيور، واتساع رقعة البلدان التي يشملها حظر استيراد الطيور لاكتشاف المرض فيها، جعل المواطن السعودي يشعر بالحيرة وقلة الخيارات المتاحة أمامه، وساهمت الضجة الإعلامية حول المرض إلى جانب قلة اطلاع الغالبية على الحقائق العلمية له في إثارة قلق السعوديين من الدواجن التي تشكل قاعدة هامة في الهرم الغذائي لدى غالبيتهم وبخاصة الحجازيين، ودفعتهم للتفكير أكثر من مرة قبل أن تمتد أيديهم إلى وجبتهم المفضلة «الكبسة بالدجاج».

وهذه الحيرة عبر عنها أحد المواطنين السعوديين بقوله: «احترنا ماذا نأكل، الأبقار مصابة بالجنون، والأسماك ملوثة بالنفط المتسرب من ناقلات النفط، وأخيراً الطيور مصابة بالإنفلونزا».

وعلى الرغم من تصريحات وزارة الصحة المطمئنة بعدم وجود ما يستدعي القلق بشأن إنفلونزا الطيور، والتأكيدات المستمرة على لسان وزير الصحة السعودي الدكتور حمد المانع بأنه «لم يحدث انتقال المرض من إنسان مصاب إلى إنسان آخر لأن المرض يصيب الطيور فقط وينتقل للإنسان المخالط للطيور فقط»، والإجراءات المتبعة للحد من انتشار المرض داخل المملكة والتدقيق لمنع دخول الطيور من الدول الموبوءة؛ إلا أن نسبة لا يستهان بها من السعوديين قد هجروا أكلاتهم المفضلة التي يدخل في إعدادها الدجاج، واستبدلوها باللحوم والأسماك، أو قنعوا بحمية نباتية إجبارية.

وفي المقابل فإن هناك شريحة لم تستطع مقاومة إغراء الأكلات الشعبية التي يدخل في إعدادها الدجاج، وضربت عرض الحائط بهذه المخاوف المنتشرة في أوساط السعوديين حول انفلونزا الطيور، تقول سلمى عبد الحي: «لا أخشى أكل الدجاج، لأني أثق أن المزارع التي تبيعه والمحلات المشهورة لن تغامر بسمعتها، كما أن هناك مفتشين من وزارة الصحة يتفقدونها باستمرار بحسب ما أعرف».

وتضيف «حتى لو توقفت عن أكل الدجاج فإنه من الصعب أن أقنع بقية أفراد العائلة بالابتعاد عن الكبسة بالدجاج، وملوخية الدجاج، والإيدامات المختلفة، والمحاشي، والسمبوسة».

من جانبه قال محمود فقيه، مدير مزارع فقيه للدواجن: أن مبيعاتهم لم تتأثر كثيراً، وأرجع ذلك إلى الثقة بالشركة التي تزاول نشاطها التجاري منذ مايقارب الخمسين عاماً، خاصة وأن المرض لم يظهر في المملكة، وإنما في الدول الأخرى.

وقال فقيه: «بمجرد انتشار خبر ظهور المرض في شرق آسيا قمنا باتخاذ إجراءات وقائية، ووضع خطط بيطرية للتعامل معه، ولدينا مختبرات مجهزة، وأطباء بيطريون مهمتهم التأكد من سلامة الدواجن التي سوف تصل إلى المستهلك».

ومن الناحية الطبية يؤكد الدكتور أسامة عدلي على أنه لم يثبت حتى الآن بالدليل العلمي القاطع إمكانية إصابة الإنسان بالفيروس عن طريق أكل لحم أو بيض الطيور المصابة، وإن كانت الحكومات قامت بمنع استيراد الدواجن من البلدان التي يثبت انتشار الفيروس فيها بصورة كبيرة، وهي تقوم بإعدام الطيور المصابة على الفور »من باب أخذ الحيطة والحذر« كما قال.

ونبه عدلي على بعض التوجيهات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية لإبعاد شبح إنفلونزا الطيور بالنسبة للمستهلك وهي «عزل لحم الدواجن النيئ عن الأطعمة المطهوة وتخصيص سكين لتقطيع الدجاج فقط وطهيها بحرارة عالية وغسل البيض بالماء والصابون، مع التأكد من صلابة صفاره بعد السلق».

وإذا كانت هذه الأزمة قد أضرت بسوق الدواجن، فإنها صبت في صالح سوق الأسماك واللحوم، حيث وجد فيها المضربون عن الدجاج بديلاً مؤقتاً عنه إلى حين انجلائها، وكما يقول المثل الشائع: «مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد».