الكبسة تتصدر الترشيحات السعودية للوصول إلى العالمية

TT

يتصدر الأكل جزءاً هاماً في ثقافة كل شعب وربما كان سفيراً وممثلاً لتلك الشعوب، كما إن للأكل دوراً هاماً في عملية التعارف بينهم، فعندما يتذوق شخص ما وجبة شعب من الشعوب ثم يلتقي عن طريق الصدفة أو العمل بأحد أبناء هذا الشعب يتحدث معه وكأنما يألفه، فكما قيل (المعدة مفتاح القلب).

ويعرف الأكل كثقافة منذ قديم الأزل، منذ أن عرف الإنسان التبادل التجاري، فالأكل ليس مجرد وجبة تؤكل بل طريقة إعداد تختلف من شعب لآخر، كما تختلف مكوناته وطريقة تقديمه وطريقة تناوله.

والشعب السعودي كغيره من الشعوب لديه ثقافة وخصوصية ووجبات تعبر عن هذه الثقافة وتلك الخصوصية، فالتجمع على الطعام، والجلوس على الأرض، والأكل باليد، والضحك خلال النقاش المفعم بالود، هذا المنظر يختزل عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. والشعب السعودي جزء من الأمة العربية يعتز بصفاتها الأصيلة، يفخر بها في إشعاره وحديثه، فللكرم مثلا مكانة عظيمة لديهم يرمز لها بالطعام المقدم للضيف بشروط معينة يجب أن تتبع عند استقبال أي ضيف، كما يلقى المضيف الثناء والشكر على ما قدم.

إلا أن الأكل السعودي ما يزال للسعوديين ولمن يزور ديارهم، أي أن أكلهم لم يتجاوز الحدود، ويعود ذلك إلى أسباب عديدة،يرجعها البعض إلى تقصير الإعلام والقطاع الخاص والسياح السعوديين والتي بدورها حالت دون انتقال تلك الوجبات للعالم الخارجي.

وتكاد تكون أسباب عدم انتشار الوجبات السعودية متقاربة مع بعضها، إذ يرى الكثيرون أن للفرد السعودي دورا في ذلك سواء كان رجل أعمال أو رجلا عاديا.

وقد رأى ثامر عبد الله إن لرجال الأعمال دوراً هاماً في عملية الترويج للوجبات السعودية وذلك بافتتاح مطاعم خاصة بالوجبات السعودية في الخارج، وقد رشح الكبسة السعودية لتكون وجبة عالمية، وأيده الكثيرون فان اغلب الترشيحات انصبت لصالح الكبسة متقدمة على المندي وبقية الوجبات.

وقد عزا البعض سبب عدم انتشار الأكلات السعودية إلى أنها أكلات غير صحية، فقد وصف تركي كريدم الوجبات السعودية بالوجبات غير المقبولة في المجتمعات الأخرى وأرجع ذلك لارتفاع نسبة الدهون واعتبرها وجبات ثقيلة على المعدة.

ومرجع ذلك أن الشعب السعودي عاش البداوة وظروف الصحراء القاسية، فصار لزاما عليه أن يصنع طعاماً ملائماً لتلك البيئة ومكوناتها، لذا لم يتقيد الاباء والأجداد بالوجبات اليومية الثلاث فقد اقتصرت على وجبتين وربما وجبة واحدة فقط،وقد تميزت تلك الوجبات ببقائها في المعدة مدة أطول مما قلص نسبة الجوع.

والمملكة في عصرنا الحاضر أصبحت بوتقة تنصهر فيها كل الثقافات من مختلف الأجناس والأعراق، الذين يعتبرون السفراء غير المتوجين لبلدانهم وأصدقاء شعبيين يقيمون علاقات متعددة مع أبناء الشعب السعودي، تذوق الكثيرون منهم الكبسة السعودية، وأبدوا إعجابهم كما أنهم نقلوا فكرة ألأكل السعودي لبلادهم وبات معروفا لدى العالم مسمى الكبسة السعودية من دون أن يتذوقوها.

وقد وجهت بعض الاتهامات إلى السعوديين الذين يسافرون إلى الخارج لغرض الدراسة او السياحة بالتقصير في عملية نشر الوجبات السعودية والمتضمنة فيها ثقافتهم أسوة بأشقائهم العرب الذين باتوا يعرفون بوجباتهم. فقد أكد محمد إبراهيم احد الشباب السعودي أن الفرد سفير لبلده وعليه أن يعي أن مسؤولية إظهار البلد للعالم الخارجي من كافة النواحي ليست مقتصرة على الجهات الرسمية والسياسية، فالشخص يمكن أن يصنع مالا تصنعه السياسة، وقد يختلف الفرد السعودي عن أفراد البلدان الأخرى، فلا توجد لديه نية في البقاء والإقامة مده طويلة فيحن للوطن بصورة دائمة.

وقد وصف الإعلام من قبل البعض بالضعيف في دوره المفترض في نشر الثقافة السعودية ومنها الوجبات. وأكد علي الأهدل على أن الإعلام لم يقم بدوره المطلوب منه من ناحية إبراز تلك الوجبات للعالم الخارجي.

ويبقى أن نشير إلى ان جورج رتشرد المتابع لظواهر الاستهلاك توصل إلى أن المجتمعات العالمية أصبحت تنحى منحى ماكدنلدز والذي يقدم وجبات أميركية فبات كل شيء في حياة تلك المجتمعات على نظام ماكدنلدز التعليم والصحة والترفيه فماكدنلدز تقوم على الإدارة العلمية الحديثة فتقدم الأكل بطريقة منظمة ومنضبطة ناشرة بذلك الوجبات والثقافة الأميركية.